عاجل

سيفيرانس: كابوس المكتب المعاصر وكيف يدفعنا العمل إلى خيانة أنفسنا

سيفيرانس: كابوس المكتب المعاصر وكيف يدفعنا العمل إلى خيانة أنفسنا

صدر الصورة، تفاحة

التعليق على الصورة، عُرض الموسم الأول من المسلسل عام 2022 والثاني في 2024.

تخيّل أن تستيقظ فجأة في مكتب بلا نوافذ، لا تعرف من أين أتيت ولا إلى أين ستذهب. حياتك كلها محصورة بين جدران بيضاء، وزملاء غرباء، ومهام متكررة لا معنى لها. في اللحظة التي تستخدم فيها مصعد الشركة عند انتهاء دوام العمل، ينطفئ وعيك كموظّف ويستيقظ وعي آخر يعيش حياتك في الخارج: يتنزه، يأكل، يحب، لكنه لا يتذكر عنك، كموظّف، أي شيء.

هذا هو الكابوس الذي يضعنا فيه مسلسل “سيفيرانس” (إنتاج آبل تي في بلاس وإخراج بن ستيلر) منذ مشاهده الأولى: عالمٌ يُفصَل فيه الوعي إلى نسختين لا تعرفان شيئاً الواحدة عن الأخرى.

من هذه الفرضية يبني مسلسل الخيال العلمي الذي عُرض الموسم الأول منه عام 2022 والثاني في 2024، استعارة كثيفة عن ثقافة العمل في المجتمعات الرأسمالية المعاصرة: اغتراب العامل عن ذاته، الإدارة الحديثة التي تجعل العامل مجرد “ترس في آلة”، وأيديولوجيا “المساعدة الذاتية” التي تلطّف علاقات الاستغلال. وفي قلب كل ذلك يطلّ سؤال أكثر شمولاً: ما الذي يجعلنا ذواتاً موحّدة؟ وما معنى الهوية من دون ذاكرة؟

“الاغتراب” في أقصى صوره

مجسم صغير لشخصية مارك سكاوت (آدم سكوت) في مسلسل سيفيرانس

صدر الصورة، غيتي الصور

التعليق على الصورة، في “لومن”، يصبح “الداخلي” محكوماً بحياة عمل لا تنتهي، لا يعرف فيها الراحة أو أي معنى للوجود خارج جدران المكتب.

منذ المشاهد الأولى، يضعنا المسلسل أمام عالمٍ غرائبي يُفصَل فيه وعي الموظف لدى شركة “لومن” من خلال عملية جراحية تنتج شخصيتين منفصلتين تماماً: “الداخلي”(innie) الذي يعيش فقط داخل أسوار الشركة التي يشبه مقرّها إلى حد بعيد، السجن، و”الخارجي”(outie) الذي يعيش خارجها. لا ذاكرة مشتركة بينهما، ولا رغبات، ولا حتى خيط سردي يوحّد التجربة الإنسانية.



■ مصدر الخبر الأصلي

نشر لأول مرة على: www.bbc.com

تاريخ النشر: 2025-09-24 08:13:00

الكاتب:

تنويه من موقع “بتوقيت بيروت”:

تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
www.bbc.com
بتاريخ: 2025-09-24 08:13:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “بتوقيت بيروت”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.

ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.

ظهرت المقالة سيفيرانس: كابوس المكتب المعاصر وكيف يدفعنا العمل إلى خيانة أنفسنا أولاً على بتوقيت بيروت.

sama

سما برس "سما برس" هي شبكة إخبارية لبنانية شاملة تُعنى بتقديم الأخبار العاجلة والمتجدّدة من لبنان، والعالم العربي، والعالم. تهدف إلى نقل صورة واقعية ومتوازنة للأحداث من مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، نقدّمه بأسلوب مهني وشفاف. انطلاقًا من بيروت، نسعى لأن نكون صوتًا موثوقًا وصلًا بين المتابعين ومجريات الأحداث، من خلال تغطية حصرية وتحقيقات معمّقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى