الاعتداءات الإرهابية على نبل والزهراء تخلّف الدمار والخراب


محمد عيد

تعرضت مدينتا نبل والزهراء، في ريف حلب الشمالي، لقصف مركّز من راجمات صواريخ المجموعات الإرهابية المسلحة. القصف طاال البيوت الآمنة في البلدتين، ما أسفر عن ارتقاء ثلاثة شهداء هم طفل وامرأتان وعشرات الإصابات التي تراوحت بين المتوسطة والحرجة، الأمر الذي استدعى نقل ستة منها إلى مشفى حلب لتلقي العلاج.
 
عمل إجرامي

الأهالي الذين التقيناهم أكدوا أن هذا القصف استهدف البيوت السكنية، بشكل متعمد، وتقصّد إصابة أكبر عدد ممكن من المدنيين، الأمر الذي يدل على إجرام وهمجية هذه التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تتلقى أوامرها من جيش الاحتلال التركي. وأشاروا إلى أن هذا الاستهداف ليس الأول؛ فقد سبقته اعتداءات كثيرة أسفرت عن ارتقاء عدد كبير من الشهداء وإصابة أعداد كبيرة من المواطنين؛ الأمر الذي دعاهم- وعبر موقعنا- إلى مطالبة الجيش السوري بالتدخل لاجتثاث هذه المجموعات المرتبطة بتركيا، بشكل نهائي، وعدم الإكتفاء بالرد على مواقع إطلاق النيران؛ لأن هؤلاء لا ينفع معهم إلا الحلول الجذرية، كما قالوا.

الدكتور علي حاج عباس أكد، في حديثه لموقع “العهد” الإخباري، أن الطاقم الإسعافي في مشفى الزهراء استقبل ١٤ إصابة عولجت في المشفى؛ لأنها كانت متوسطة وخفيفة. كما كان هناك خمس حالات شديدة تمركزت إصابتها بالأطراف، ما اضطر الأطباء إلى بتر أطراف اثنين منهم، كما كان هناك ثلاث حالات وفاة، هم امرأة مع طفلها الرضيع من بلدة الزهراء وامرأة أخرى بعمر الستين عامًا من بلدة نبل ارتقوا مباشرة نتيجة شظايا الصواريخ وتهدم البناء الذي كانوا يسكنون فيه على رؤوسهم.

علي مواطن تضرر منزله، لكن المصيبة الكبرى وقعت في بيت أخيه الذي تهدم على ساكنيه، ما أدى إلى استشهاد ابن أخيه البالغ من العمر عشرة أشهر واستشهاد أمه. وأشار في حديثه لموقع “العهد” الإخباري إلى أنهم تعرضوا للقصف ليلا بصواريخ غراد كبيرة وكثيفة ألحقت أضرارًا بالغة في البيوت والممتلكات. وطالب علي الجيش العربي السوري بالتدخل لوقف هذه المذبحة المتكررة، بشكل دوري، بحق أهالي نبل والزهراء.
 
حسين مواطن من الذين تضررت منازلهم؛ أكد في حديثه لموقعنا بأن الإعتداء حصل في الساعة الحادية عشرة ليلًا حينما كان الناس نيامًا، الأمر الذي خلق الرعب عند الأطفال تحديدًا فيما تجسدت المشكلة الكبرى في انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، حيث عانى الأهالي والمعنيون كثيرًا قبل انتشال جثمان المرأة الخمسينية من تحت ركام منزلها.

الأهالي يطالبون الجيش بالحسم

المحلل السياسي وابن مدينة نبل شمس الدين شمس، أشار إلى أن ما يسمى “غرفة عمليات الفتح المبين” هي من تبنت عملية استهدف البلدتين براجمات الصواريخ.
وفي حديث خاص لموقعنا؛ أكد شمس الدين أن وجود بلدتي نبل والزهراء على خطوط التماس مع المجموعات الإرهابية جعل منهما هدفًا متكررًا لاعتداءاتهم؛ رغم أن هذه الاعتداءات تطال المدنيين وهو أمر تفاخر به فصيلا “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” الذين أطلقا ٥٠ قذيفة صاروخية على البلدتين في الاعتداء الأخير.

وشدّد المحلل السياسي، في ختام حديثه لموقعنا، على أن مطلب قيام الجيش السوري بالقضاء وبشكل نهائي على منصات إطلاق الصواريخ، في مواقع الإرهابيين المتاخمة لنبل والزهراء، بات مطلبًا ملحًا نتيجة لكثرة الاعتداءات وارتقاء عدد كبير من الشهداء والمصابين بين الأهالي الذين كانوا قد كسروا سابقا مع الجيش السوري أشنع حصار فرضته المجموعات الإرهابية عليهم.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *