ترابط الاستقرارين.. من الحدود إلى الرئاسة
تواصل إسرائيل خروقها للسيادة اللبنانية، وإن بوتيرة متذبذبة صعودا وهبوطا، في وقت عقدت لجنة التنسيق الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل واليونيفيل، والمكلفة بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أول اجتماعاتها أمس في الناقورة. ويعوّل لبنان على جديّة مهمّة اللجنة من أجل تطويق التصعيد الإسرائيلي الذي لا بد سيستجلب ردا فعليا من جانب حزب الله، كما حدث قبل أيام في مزارع شبعا، أو من جانب مجموعات مسلحة لا تزال قادرة لوجستيا ونظريا على استهداف الأراضي لكن هذا التحدّي الإسرائيلي للسيادة اللبنانية، على خطورته، لا يزال يتقدّم عليه الحدث السوري المستمرّ قدماً. ولعل أبرز المخاطر التي يرصدها لبنان تقع تحت عنوانيّ قنبلة النازحين المطلوب أن يعودوا إلى بلادهم ومناطقهم بلا مزيد من التلكؤ والاستهتار، والاستقرار المطلوب بإلحاح في سوريا ولها، مع التسليم بترابط عضوي بين الاستقرارين السوري واللبناني، وهو ما كان ملحوظا على مرّ تاريخ العلاقة بين البلدين، والتي غالبا ما كانت متوترة نتيجة الحساسيات والممارسات الخاطئة والاختلاف في الرؤية والدور ومدى التسليم بالتأثير السوري في لبنان.
وكانت برزت في الساعات الأخيرة أزمة المعتقلين السياسيين في السجون السورية الذين لم يظهر أي اسم واحد منهم، على الرغم من كل التسريبات والشائعات عن وجود كثر منهم، وهي شائعات باتت تشكل عبئا ثقيلا على ذويهم ويفتح جرحا قديما عند هؤلاء من دون أي إسناد بالحقيقة والوقائع. وتحوّل هذا الملف محطة تجاذب ومصدر خلاف جديد في الداخل السوري، يُستخدم لقنص الخصم المفترض، وهو ما يحصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على الرغم من استحقاقات داهمة تترصد المعنيين. ولم يتضّح الى الآن وجود معتقلين سياسيين بالمعنى الصحيح الكلمة.
رئاسيا، لا يزال هذا الملف أسير الغرف المغلقة ومصدر تجاذب على المستويين الوطني والمسيحي، مع تقدّم غير حاسم لقائمة رباعية يتم التداول بيها بين باريس وعدد من العواصم، تضمّ الوزيرين السابقين زياد يارود وناصيف حتي، قائد الجيش العماد جوزاف عون ورحل الأعمال اللبناني- الفرنسي سمير عساف. ولفت في هذا السياق نفي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يكون للكنيسة مرشح، وهو نفي أصاب أكثر من مرشح يسعى الى الإفادة من تغطية كنسية أو يشيع أنه يتمتع بها.
The post ترابط الاستقرارين.. من الحدود إلى الرئاسة appeared first on LebanonFiles.