الصحف الإيرانية: هشاشة الرد "الإسرائيلي" ونفاق واشنطن


تركّزت المقالات والتحليلات المنشورة، في عدد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (20 نيسان/أبريل 2024)، على “سخافة” الرد الصهيوني غير المصرّح عنه رسميًا. كما اهتمت بعدد من القضايا الإقليمية والدولية؛ لا سيما الفيتو الأميركي ضد العضوية الدائمة لفلسطين في الأمم المتحدة، فقد كان لهذا الأمر صدى واسع في الصحف وأخذ مجالًا من البحث والتحليل لبيان وتوضيح النفاق الأميركي المتجدد.

سخافة الرد الصهيوني في الصحف الإيرانية

في هذا الصدد، كتبت صحيفة “وطن أمروز”: “بعد أحداث الجمعة في أصفهان، نشر بن غفير وزير “الأمن” الداخلي للكيان الصهيوني رسالة من كلمة واحدة في الفضاء الافتراضي، وتعني بالعبرية “مسخرة أو سخيف”. أكّد في هذه التغريدة، بشكل غير مباشر، العملية الإسرائيلية وسخر منها. وتسبّبت تغريداته، والتي تزامنت مع عملية تل أبيب ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدتين عسكريتين للكيان الصهيوني، بنوع من الإحراج للإسرائيليين.. في المقابل، التزمت السلطات الرسمية في الكيان الصهيوني الصمت إزاء التقارير المتعلّقة بأحداث الأمس (الجمعة) في إيران وسوريا والعراق”.

وأضافت الصحيفة: “يمكن تحليل تصرفات النظام الصهيوني في مستويين، أولًا، صممت حكومة النظام الصهيوني برنامجًا تخريبيًا من أجل تهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلة والخروج من ضغوط الرأي العام. ثانيًا، النظام الصهيوني ينوي إحياء صورته على الساحة الدولية، وبحسب التقارير المنشورة، فقد فشل النظام الصهيوني في تحقيق هذين الهدفين”.

في مقال آخر بعنوان “معادلة النصر”، كتبت “وطن أمروز”: “المعادلة بين إيران والكيان الصهيوني الآن هي على النقيض تمامًا مما كانت عليه قبل عملية “الوعد الصادق”، وبانتقامها القانوني والمدروس من النظام الصهيوني، تمكّنت إيران من إصلاح وتحسين ردعها بشكل ملموس، وأجبرت النظام الصهيوني على التصرف في المعادلة المفروضة من إيران من الآن فصاعدًا، وكذلك المعادلات في الجبهات الأخرى.. والحقيقة أنّ إيران حرّرت سماء فلسطين المحتلة في عملية “الوعد الصادق”، وكما أظهرت عملية طوفان الأقصى، فإنّ تحرير الأراضي المحتلة هو أيضًا هدف قابل للتحقيق، لقد حطّم 7 تشرين الأول/أكتوبر و14 نيسان/أبريل كل المفاهيم النفسية حول قوة الجيش الصهيوني التي لا تقهر، لقد أصبح تدمير “إسرائيل” هدفًا يمكن تحقيقه ويمكن الوصول إليه، وفي الأراضي المحتلة استُقبلت هذه الحقيقة بمعنى مختلف، حين صارت “إسرائيل” مكانًا غير آمن للعيش فيه، منذ تأسيس النظام الصهيوني، لم يكن هذا النظام ضعيفًا إلى هذا الحد، لقد عرض بنيامين نتنياهو هذا الوضع الهش بطريقة مختلفة، حين قال في بيان أمس الجمعة: “إن إسرائيل تعيش الآن أزمة بقاء”.

أما صحيفة “همشهري”؛ فقد كتب فيها النائب في المجلس الإسلامي إسماعيل كوثري مقالًا يحمل عنوان “الهجوم الذي صار أضحوكة”، وجاء فيه: “إن الإجراء الأخير الذي قام به النظام الصهيوني المزيف باستهداف عدة مواقع في المدن الإيرانية، بما في ذلك قواعد في محافظة أصفهان، هو مجرد لعبة إعلامية ونفسية تافهة من أجل زرع القوة بهذه الطريقة ضد إيران. وبما أن الصهاينة لا يملكون القدرة على مواجهة الجمهورية الإسلامية بشكل جدي، فهم يحاولون تحقيق أهدافهم بإرسال بعض الطائرات الصغيرة إلى سماء إيران وعبر مرتزقتهم في بلادنا، وحتى احتمال أن تكون هذه الطيور الصغيرة قد انطلقت من فلسطين المحتلة هو احتمال ضئيل، ومن خلال هذه الإجراءات يريدون التلميح إلى أنهم اتخذوا إجراءات ردًا على إيران، وأن نوعًا من التوازن قد تحقق. لكن بالمقارنة، أين هذا العمل الإسرائيلي الذي سخر منه ولم يكن له أي قيمة سياسية وعسكرية أمام الوعد الإيراني الصادق الذي تحدى هيمنة “إسرائيل” وكرامتها واستهدف النقاط العسكرية الحساسة للصهاينة؟”.

وأضاف: “الإجراء الذي قام به النظام الصهيوني، الليلة الماضية، مهم فقط لأنه جعل جاهزية ويقظة الدفاع الإيراني ضد أي عمل عدائي للعدو مرئية للمراقبين المحليين والدوليين، ولأنه لم يلحق أي ضرر بالمواقع العسكرية الإيرانية، ولأن إسرائيل جعلت من نفسها أضحوكة أمام العالم بهذا العمل وحده، وحتى فيما بينها، فقد أصبح هذا الهجوم المزعوم موضع سخرية، على نحو وصفه بن غفير، وزير “الأمن” الداخلي في النظام الصهيوني، بـ “السخيف”!، في الواقع، نظرًا إلى أن النظام الصهيوني المؤقت لا يستطيع أن يبدأ ويواصل صراعًا خطيرًا ومهمًا مع إيران. وفي الوقت الحالي، فهو لا يمتلك القدرة ولا الشجاعة للعمل ضد إيران على نطاق واسع، فهو يحاول إعداد الأسس لحرب نفسية وإعلامية ليقول إنه اتخذ إجراءً خاصًا ضد إيران، هذا على الرغم من أنهم إذا أرادوا تخريب أرض البلاد وتجاوز حدودهم، فممّا لا شك فيه أنهم سيتلقون ردًا أقوى من هجوم إيران الحاسم والواسع النطاق في عملية “الوعد الصادق”، لقد كانت العملية الإسرائيلية مهينة وسخيفة لدرجة أنها لم تفعل شيئًا سوى تدمير سمعتها على المستوى الإقليمي والدولي”.

مؤشرات الفيتو الأميركي

كتبت صحيفة “جام جم”: “بينما ادعى بعض المسؤولين الأميركيين كذبًا التركيز على حل الدولتين لحل القضية الفلسطينية، وفي قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من ممثل إدارة بايدن، تفيد التقارير أنّ البيت الأبيض يواصل دعم الإبادة الجماعية في فلسطين غزة. وبعبارة أفضل، أظهرت الولايات المتحدة، من خلال استخدام حق النقض ضد القرار الأخير، أنها لا تُعدّ فقط القائد الرئيسي لميدان الصراع مع الفلسطينيين والمنطقة في حرب غزة، ولكنها لا تملك حتى أدنى إيمان بالحلول التي أعلنتها وطالبت بها. وهذا التناقض الواضح مستمد من الفشل الميداني المشترك بين واشنطن وتل أبيب خلال تطورات حرب غزة، المشكلة واضحة.. أميركا مترددة في خلق أي سلام وأمن في المنطقة، أبعد من ذلك، فما تشير إليه واشنطن بحل الدولتين، يبدو منطقيًا لهم في سياق هيمنة إسرائيل على الوضع الإقليمي.. وبشكل عام؛ أي شيء يؤدي إلى إحلال السلام والأمن الحقيقيين في المنطقة يعدّ خطًا أحمر للبيت الأبيض ويقف ضده”.

وأضافت: “بالإضافة إلى الفيتو السافر على القرار المتعلّق بالعضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، واشنطن من وراء الكواليس أعطت تل أبيب الضوء الأخضر فيما يتعلق بتوسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة. إنّ محاولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تأتي بعد ستة أشهر من الإبادة الجماعية واسعة النطاق في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفي الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والتي تعدّها الأمم المتحدة غير قانونية، لكنّ الولايات المتحدة تدعمها خلف الكواليس وفي سياساتها غير المعلنة.. وأظهر هذا التصويت أنّ الحل الحقيقي في فلسطين هو التوجه إلى خطاب المقاومة نفسه والوقوف الشامل ضد واشنطن وتل أبيب، وليس اللجوء إلى خطاب التسوية مع الأعداء الذين هم رموز القمع والإبادة الجماعية”.
 

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *