وستبقى غزة عصّية على ترامب
سياسة الصدمة والرعب التي يستخدمها ترامب لم توفر احدا، فاعلن الحرب الاقتصادية ضد منافسته الصين، وضد حليفتي امريكا كندا والمكسيك. كما اعلن عن عزمة ضم كندا الى الولايات المتحدة كولاية 51 ، واحتلال جزيرة غريلاند الدنماركية، ومضيق بنما، و وضع جميع هذه الدول امام خيارين لا ثالث لهمها اما الرضوخ للضغوط الاقتصادية، او انتظار غزوا عسكريا.
الغريب واللافت في كل قرارات ترامب التي كانت تصدر بين ساعة واخرى، هو قراره طرد مليونين ونصف مليون غزي من قطاع غزة، واحتلال غزة، لتصبح ملكية امريكية، ليعيش أناس من جميع أنحاء العالم فيها بعد اعادة تطويرها”، الا انها تبقى محرمة على اهلها الاصليين!.
اللافت اكثر ان ترامب قال ان “خطته” لاحتلال غزة وطرد اهلها حظيت بما أسماه “إشادة واسعة” من مختلف المستويات القيادية، رغم ان كاتب السطور رصد كل ردود الفعل الدولية على خطة ترامب، ولم يرصد اي رد فعل يؤيد ما ذهب اليه ترامب، حتى من قبل حلفائه الغربيين والعرب والمسلمين، وفي مقدمتهم مصر والاردن، فقد هناك عصابة رحبت بخطته وهي عصابة نتنياهو وبن غفير وسيموتريش!!.
العالم كان ينتظر من “زعيم العالم الحر ورافع راية حقوق الانسان”!!، ان يتعاطف مع غزة، التي حولها مجرم الحرب نتنياهو الى خراب، بفضل الدعم والسلاح الامريكي، نراه يعاقب الضحية وينتصر للمجرم. الكارثة ان ان ترامب لم ير في دمار غزة، سوى فرصة للاستثمار لاقامة منتجعات وكازينوهات وملاهي، لتصبح “ريفييرا الشرق الاوسط”. متجاهلا اكثر من 150 الف ضحية معظمهم من الاطفال والنساء واكثر من مليوني نازح.
اذا اردنا ان نتحفظ عن استخدام صفة الجنون لاطلاقها على ترامب، فان الرجل اقل ما يقال عنه انه مفصول عن الواقع، فكيف يمكن له ان يفرغ غزة من اهلها لتعود ملكيتها اليه، في الوقت الذي قاوم الغزيون القنابل والصواريخ الامريكية التي القاها نتنياهو وعصابته على رؤوسهم والتي تجاوزت قوتها تفجير 6 قنابل نووية؟!!، ولم يتركوا ارضهم.
ان ما يترشح عن ترامب، لا يمكن ان يترشح عن انسان سوي، فهو يتحدث وكأن العالم ضيعة امريكية، يتصرف بها كيف يشاء، متناسيا ان كل احلامه، خطرت يوما برأس سلفه هتلر، وانها تحولت الى كابوس على انهت حياة هتلر ودمرت المانيا واوروبا. لذا فان التقليل من شأن الشعب الفلسطيني ومحاولة تجنب حتى ذكر اسمه، يمكن ان يقنع العالم بانه ليس هناك شعب فلسطيني، فمثل هذا الانكار الغبي والمتعجرف سيجلب الويلات والكوارث، ليس للفلسطينيين والعرب فحسب بل لحلفاء ترامب الصهاينة ولجنوده ووقواعده العسكرية ولمكانة بلاده في العالم.
العالم، وفي مقدمته العالم الغربي، بدأ يتلمس مخاطر جنون ترامب، حتى تعالت الاصوات في اوروبا، الى التعامل مع امريكا كخصم وليس حليفا. فما بالك بمنطقة الشرق الاوسط وشعوبها ، وخاصة الشعب الفلسطيني, فغزة ليست ارضا مدمرة، تنحصر مهمة امريكا في إزالة القنابل غير المنفجرة والأسلحة، وتسوية المنطقة، وهدم المباني المدمرة، فيها إضافة إلى توفير فرص عمل للشباب وتنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة في غزة، وهي وعود خبيثة هدفها الاول والاخير تهجير اهالي غزة، وهو هدف كان حلما بالنسبة لامريكا والكيان الاسرائيلي على مدة عقود، الا انه لم يتحقق. ففي عام 1955، اقترح الكيان الاسرائيلي بدعم بريطاني امريكي بتوطين الفلسطينيين في سيناء ، وهو مخطط تم وأده بصمود الشعب الفلسطيني والموقف الرافض للرئيس المصري الراجل جمال عبدالناصر. كما حاولت نفس الجهات في ستينيات القرن الماضي توطين الفلسطييين في الاردن ، وهو مخطط فشل ايضا. كما طرحت الأمم المتحدة ودول غربية خططا لتوطين الفلسطينيين في دول مضيفة مقابل دعم مالي، لكنها قوبلت برفض حاسم من اللاجئين الفلسطينيين.
كما افشل الشعب الفلسطيني، “صفقة القرن” المشؤومة، وكما افشل مفاعيل “الاتفاقات الإبراهيمية”، لدفن القضية الفلسطينية، عبر التطبيع مع بعض الانظمة العربية، لدفع القضية الفلسطينية الى الهامش، فان ترامب وصديقه مجرم الحرب نتنياهو، على موعد جديد مع فشل آخر، بعد ان استوعب الشعب الفلسطيني درس النكبة جيدا، وبات يفضل الموت في ارضه، على كل “ريفييرات” العالم، وليس “ريفييرا الشرق الاوسط” فقط.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-02-06 12:02:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>