العراق يشتري 12 طائرة هليكوبتر جديدة من طراز كاراكال H225M في صفقة دفاعية جديدة مع إيرباص، هل ستليها صفقة مقاتلات رافال …

أبرمت وزارة الدفاع العراقية، يوم أمس 5 سبتمبر 2024، اتفاقية رسمية مع شركة إيرباص هليكوبترز لشراء أسطول من 14 طائرة هليكوبتر عسكرية، تضم 12 طائرة هليكوبتر جديدة من طراز H225M Caracal وطائرتين هليكوبتر إضافيتين من نوع مختلف. وتم توقيع العقد في بغداد وحضره وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد العباسي والسفير الفرنسي باتريك دوريل وممثل عن شركة إيرباص هليكوبترز. ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في أوائل عام 2025، وفقًا للاتفاقية.

تزايد اهتمام العراق بشراء مروحيات H225M Caracal في أعقاب تصريح أدلى به اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، في مقابلة مع قناة العراقية التلفزيونية في 31 يوليو 2024. وأشار اللواء الخفاجي إلى أن المناقشات جارية بشأن عقد محتمل مع فرنسا يتضمن طائرات H225M Caracal، واصفًا الطائرة بأنها مناسبة لمجموعة متنوعة من البيئات العملياتية في العراق. وأشار إلى أن القادة السياسيين والعسكريين يعملون على الانتهاء من الاتفاقية، رغم أنه لم يقدم تفاصيل إضافية، مما ترك وضع الصفقة مفتوحًا للتأويلات.

بناءً على اتفاقيات مماثلة، يمكن أن تبلغ تكلفة 12 طائرة هليكوبتر H225M Caracal حوالي 800 مليون يورو، على غرار الصفقة التي تم توقيعها مع الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2021. لم يتم الكشف عن الشروط المالية المحددة لعقد العراق.

واجهت المفاوضات السابقة بشأن طائرات الهليكوبتر كاراكال تحديات، بما في ذلك تردد وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية في تقديم ضمانات مالية للشركات الفرنسية المشاركة في أعمال تجارية مع السلطات العراقية. ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن هذه العقبات قد تمت معالجتها.

يأتي العقد مع إيرباص نتيجة للمناقشات التي بدأت في يناير 2023، عندما زار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني باريس والتقى بممثلين عن شركات تصنيع الدفاع الفرنسية وإيرباص. غطت هذه المحادثات عمليات الاستحواذ المحتملة، بما في ذلك المروحيات والرادارات وطائرات داسو رافال المقاتلة. وأكد السفير دوريل أن الاتفاق الأخير كان نتاجًا لـ “التبادلات والمناقشات” بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي، مما يشير إلى أنه جزء من خطة العراق الأوسع لتعزيز قدراته العسكرية.

إن هذا الاستحواذ يتماشى مع استراتيجية العراق لتنويع مصادر المشتريات العسكرية من خلال موازنة المشتريات من الموردين الغربيين والشرقيين. ويستمر العراق في المشاركة في اتفاقيات دفاعية أخرى، مثل العقود الجارية مع روسيا لشراء دبابات T-90 إضافية. وفي السنوات الأخيرة، انخرط العراق وفرنسا في مفاوضات متعددة لتعزيز القدرات الدفاعية للعراق من خلال الشراكات الاستراتيجية، بما في ذلك شراء المعدات العسكرية الحديثة والتدريبات المشتركة وتحديث البنية التحتية الدفاعية.

من خلال الاستحواذ على H225M، يصبح العراق العميل العسكري التاسع لهذا الطراز من الطائرات المروحية، بعد دول أخرى مثل فرنسا والمجر والمكسيك والبرازيل وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة. كما أعلنت هولندا عن خطط لاستبدال جزء من أسطول طائرات الهليكوبتر الخاصة بها بطائرات H225. وقد حصلت شركة إيرباص على ثلاثة عقود لطائرة H225M في عام 2024، بعد عام أبطأ للمبيعات في عام 2023. وللوفاء بجدول التسليم للعراق، قامت إيرباص بتعديل جداول الإنتاج بالتنسيق مع عميل آخر.

في حين تظل التفاصيل المالية للصفقة العراقية غير معلنة، فإن العقود السابقة تقدم بعض اللمحات. على سبيل المثال، طلبت وزارة القوات المسلحة الفرنسية ثماني طائرات هليكوبتر من طراز H225M في عام 2021 مقابل ما يقرب من 300 مليون يورو. ويتماشى هذا العقد مع استراتيجية وزارة الدفاع العراقية لتعزيز قدرات قواتها المسلحة من خلال التعامل مع شركات دولية راسخة، كما أشار وزير الدفاع ثابت محمد سعيد العباسي خلال الإعلان.

طائرة H225M Caracal

طائرة H225M Caracal، المعروفة في البداية باسم Eurocopter EC725، هي طائرة هليكوبتر عسكرية متوسطة الحجم بمحركين طورتها شركة Airbus Helicopters. وقد تم اشتقاقها من طائرة Cougar Mk2 لتلبية متطلبات البحث والإنقاذ القتالي (CSAR)، والعمليات الخاصة، ومهام النقل التكتيكية. حلقت طائرة الهليكوبتر لأول مرة في نوفمبر 2000 ودخلت الخدمة مع القوات الجوية الفرنسية في عام 2005. ومنذ ذلك الحين تم تبنيها من قبل قوات عسكرية مختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في البرازيل وماليزيا وسنغافورة، نظرًا لتعدد استخداماتها وإلكترونياتها المتقدمة.

تعتمد طائرة الهليكوبتر H225M Caracal على عائلة Cougar ولكنها تتضمن العديد من التحسينات، مثل الدوار الرئيسي بخمس شفرات وعلبة تروس رئيسية معززة، مما يزيد من سعة الحمولة والمدى والسرعة. وهي مدعومة بمحركين توربينيين من طراز Safran Makila 2A1، كل منهما يولد 2382 حصانًا، مع سرعة قصوى تبلغ حوالي 324 كم / ساعة. توفر المروحية مدى يبلغ حوالي 1200 كيلومتر مع خزانات وقود إضافية ويمكنها العمل على سقف خدمة يبلغ 6095 مترًا (20000 قدم)، مما يجعلها مناسبة للمهام على ارتفاعات عالية. يمكنها نقل ما يصل إلى 29 جنديًا أو مزيجًا من الأفراد والبضائع، بسعة حمولة إجمالية تصل إلى 4750 كجم للأحمال المعلقة. تم تصميم المقصورة لتكون مرنة، مما يسمح بتكوينات لمهام مختلفة، بما في ذلك الإخلاء الطبي، مع القدرة على استيعاب ما يصل إلى 11 نقالة.

وتتضمن إلكترونيات الطيران المتقدمة للطائرة الهليكوبتر قمرة قيادة زجاجية مزودة بشاشات متعددة الوظائف وخريطة رقمية ونظام طيار آلي يقلل من عبء عمل الطيار ويدعم العمليات في البيئات الصعبة. كما تم تصميم نظام الدوار الرئيسي ذي الخمس شفرات لتعزيز الرفع وتقليل الاهتزاز، مما يساهم في أداء طيران مستقر. وقد تم استخدام الطائرة H225M في العديد من العمليات البارزة، مثل عمليات الإجلاء أثناء صراع لبنان عام 2006 ومهام الدعم في أفغانستان. ويتضح استخدامها العالمي من خلال عمليات الشراء مثل طلب البرازيل لـ 50 وحدة.

مقاتلات رافال للعراق؟

كما يخطط العراق لشراء مقاتلات “رافال” الفرنسية. ووفقًا للتقارير، يعتزم العراق طلب ما لا يقل عن 14 مقاتلة من طراز “داسو رافال” من الجيل 4.5 من فرنسا. هذه الصفقة تأتي كجزء من جهود العراق لتعزيز قدراته الجوية وتنويع مصادر تسليحه.

لم يتم الإعلان عن تفاصيل نهائية بشأن العقد لشراء مقاتلات “رافال” من فرنسا. ومع ذلك، هناك تقارير تشير إلى أن المفاوضات بين العراق وفرنسا قد وصلت إلى مراحل متقدمة، ومن المتوقع أن يتم توقيع العقد قريبًا.