موقع الدفاع العربي 10 مايو 2025: أثار تعزيز مصر لقدراتها العسكرية بمدفع الهاوتزر الكوري الجنوبي المتطور K9A3 حالة من القلق داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، بحسب ما أوردته مجلة “إسرائيل ديفينس”، وهي مجلة عسكرية تصدر عن الجيش الإسرائيلي. التقرير اعتبر أن حصول الجيش المصري على هذا السلاح يشكل تطوراً مقلقاً في ميزان القوى الإقليمي، خاصة أن المدفع يتمتع بقدرات دقيقة على إصابة أهدافه على بعد 100 كيلومتر.
المجلة وصفت K9A3 بأنه “واحد من أخطر المدافع ذاتية الحركة في سوق الأسلحة العالمي”، مشيرة إلى أن إدراجه ضمن ترسانة الجيش المصري يمثل تحدياً جديداً لإسرائيل. ولفتت المجلة إلى أن مصر باتت واحدة من عشر دول فقط في العالم تمكنت من الحصول على هذا النظام المدفعي المتقدم، في خطوة تعكس عمق التعاون العسكري بين القاهرة وسيول.
صُمم مدفع K9A3 ليعمل بكامل طاقته في وضعي التشغيل المأهول وغير المأهول، ما يتيح للقادة استخدامه في البيئات عالية الخطورة دون الحاجة إلى تعريض الأفراد مباشرة للخطر.
يمتلك هذا النظام المدفعي القدرة على تنفيذ جميع عمليات الحركة والإطلاق إما عن بُعد أو في وضع التشغيل الذاتي الكامل، وهي ميزة أصبحت ضرورية بشكل متزايد في سيناريوهات الصراع الحديثة، حيث يمتلك الخصوم قدرات متقدمة على تنفيذ نيران مضادة، وذخائر انتحارية متسكعة، ووسائل مراقبة واستطلاع متطورة.
في قلب القدرات المعززة لمنظومة K9A3 يبرز دمج مدفع عيار 155 ملم بطول 58 عياراً، وهو تطوير كبير مقارنة بالأنظمة الحالية ذات العيار 52. يسمح هذا الأنبوب الأطول بزيادة مدى الإسناد الناري الفعال بشكل ملحوظ، ليصل إلى مسافات قصوى تبلغ 80 كيلومتراً عند استخدام قذائف دقيقة طويلة المدى. وتوفر هذه القدرة على تنفيذ نيران عميقة إمكانية استهداف مواقع استراتيجية خلف الخطوط الأمامية، مع تقليل تعرض وحدات المدفعية لرصد واستهداف العدو.
إلى جانب تسليحه الرئيسي، تم تزويد برج K9A3 بمحطة سلاح يتم تشغيلها عن بُعد ومسلحة برشاش ثقيل عيار 12.7 ملم، مما يمنح المنظومة قدرة دفاع ذاتي ضد التهديدات الجوية والطائرات المسيّرة والقوات المعادية في نطاق الاشتباك القريب. وتُظهر الصور الرسمية الصادرة عن الشركة المصنعة أن المدرعة مزودة بدروع محسّنة، يُحتمل أن تكون مكوّنة من وحدات إضافية أو دروع مركبة مدمجة لمواجهة تهديدات صواريخ مضادة للدروع، وذخائر انتحارية، ومروحيات هجومية. وتُعد هذه التحسينات في البقائية حاسمة، لا سيما مع تصاعد استهداف وحدات المدفعية في البيئات القتالية المتنازع عليها.
من الناحية التكتيكية والعملياتية، تعيد المنصات المدفعية ذاتية التشغيل مثل K9A3 تعريف مفاهيم الاستخدام العسكري. فهي تتيح تنفيذ عمليات لا مركزية عبر بطاريات متنقلة ومنتشرة قادرة على استغلال التضاريس، تقليل البصمة الرادارية والحرارية، وتقديم نيران دقيقة بسرعة فائقة. كما تسمح الأتمتة بتقليص عدد الطاقم، مما يقلل من الخسائر البشرية ويضمن استمرار العمليات في ظروف الاستنزاف أو ضعف الاتصالات. وتُعد قدرة K9A3 على تنفيذ تكتيك “أطلق وانسحب” (Shoot-and-Scoot) ميزة محورية، إذ تُمكّن الوحدة من إطلاق النار والانتقال بسرعة إلى موقع آخر قبل أن يتمكن العدو من تحديد موقعها والرد، ما يقلل بشكل كبير من مخاطر الاستهداف المضاد، والطائرات المسيرة، والذخائر الموجهة بدقة.
في إطار العمليات المشتركة، يوفر دمج K9A3 مع أنظمة جوية غير مأهولة (UAS)، ومركبات أرضية غير مأهولة (UGV)، وشبكات القيادة والسيطرة والاستطلاع والاستخبار المدعومة بالذكاء الاصطناعي (C4ISR) أثراً مضاعفاً للقوة. حيث تتيح أصول الاستطلاع والاستخبارات تغطية عميقة للميدان، ما يمكّن من اكتشاف تشكيلات العدو، ومدفعيته، وعقده اللوجستية. وعند الرصد، يستطيع K9A3 تنفيذ نيران استجابية بشكل فوري، مغلقاً حلقة الاستشعار إلى التنفيذ خلال ثوانٍ معدودة بدلاً من دقائق. وتُعد هذه القدرة بالغة الأهمية في النزاعات ضد قوى ندّية، حيث يمكن للنيران الدقيقة والسريعة أن تحقق تفوقاً موضعياً وتعرقل مناورة الخصم.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-10 17:17:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل