“فرانكشتاين الروسي”.. صاروخ كروز “إس-8000 بندرول” الروسي بمكونات غربية يخترق أوكرانيا والعقوبات

الصحافة البريطانية وصفته بـ”اللغز الطائر”، فهو قادر على الطيران بسرعة تصل إلى 640 كيلومترًا في الساعة، وضرب أهداف على مسافة تفوق 480 كيلومترًا، مزوّد برأس حربي مدمّر يزن 115 غرامًا. يُطلق هذا الصاروخ من طائرات مسيّرة روسية ضخمة، ما يجنّب موسكو المخاطرة بمقاتلاتها المأهولة.

لكن ما يثير القلق أكثر من أدائه هو كيفية تصنيعه. فقد كشفت صحيفة التليغراف، نقلًا عن الاستخبارات الأوكرانية، أن الصاروخ يحتوي على أكثر من 20 قطعة رئيسية مستوردة من شركات في الولايات المتحدة وسويسرا واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية – بعضها من دول تُعتبر حليفة لكييف. وقد شمل ذلك جهاز تتبع أمريكي، ونظام تحكم سويسري بالغ الدقة، وبطاريات يابانية، وتقنيات اتصال أسترالية، اجتمعت كلها داخل هيكل “البندرول” لتكشف أن التكنولوجيا الغربية لا تزال تتسلل إلى المصانع العسكرية الروسية عبر شبكة توريد معقدة ودول وسيطة.

الصاروخ الذي يُنتَج بكميات كبيرة وبكلفة منخفضة، طُوّر بواسطة شركة “كرونشتات” الروسية الخاضعة للعقوبات، وهي ذاتها التي تصنّع الطائرة المسيّرة “أوريون”. وتشير الصحيفة إلى أن تصميم “البندرول” مستوحى من صاروخ أمريكي جو-أرض، لكنه يتمتع بقدرات أعلى على المناورة وتفادي الرادار والتشويش.

أما شبكة “تشيب أند ديب”، إحدى أكبر موزّعي الإلكترونيات في روسيا، فقد لعبت دور الوسيط الرئيسي في إدخال هذه المكونات الأجنبية، رغم خضوعها لعقوبات أمريكية وأوكرانية، إلا أنها لا تزال بمنأى عن العقوبات الأوروبية واليابانية والأسترالية، ما يفتح الباب أمام مزيد من الثغرات التي تستغلها موسكو لتعزيز ترسانتها.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Back to Top