موقع الدفاع العربي – 8 يونيو 2025: ضربة واحدة كانت كفيلة بإعادة النظر في أمن القواعد الجوية الأمريكية. الهجوم الأوكراني على المطارات العسكرية الروسية لم يكن مجرد صفعة للهيبة العسكرية الروسية، بل رسالة مباشرة إلى واشنطن: التفوق الجوي لم يعد مضمونًا في عصر الطائرات المسيّرة البدائية.
تلك الضربة، التي استهدفت طائرات تجسس وقاذفات روسية وهي رابضة مكشوفة على مدرجات القواعد، أظهرت هشاشة البنية الدفاعية حتى لدى القوى العظمى. ولم تزعج الصور الواردة من روسيا الكرملين وحده، بل أثارت قلق البنتاغون أيضاً، إذ عكست مشهداً مشابهاً في القواعد الجوية الأمريكية، حيث تقف القاذفات دون تحصين، في انتظار خطر قد لا يكون بعيداً.
وأقرّ قائد سلاح الجو الأمريكي بصراحة أن معظم القواعد الجوية الأمريكية، داخل البلاد وخارجها، لا تتمتع بالتحصينات الكافية، وأن الطائرات الأمريكية تقف مكشوفة تماماً مثل نظيراتها الروسية. وتساءل رئيس أركان سلاح الجو: “هل نحن نحمي ما نملك، أم نهاجم بما لا يمكن حمايته؟”
ما يعمّق المخاوف أن قاذفة واحدة من طراز B-2 تكلف نحو ملياري دولار، ومع ذلك لا تجد سقفاً يحميها من ضربة بسيطة. وفي المقابل، بنت الصين أكثر من 650 ملجأً خرسانياً لطائراتها الحربية، بينما لا تزال القواعد الأمريكية في غوام وتكساس وغيرها مكشوفة أمام المارة والشاحنات العابرة، في ظل غياب أي خطة طموحة لبناء ملاجئ، رغم أن تكلفة الواحد منها لا تتجاوز 30 مليون دولار.
هذا الواقع أثار استياء القادة العسكريين الأمريكيين، وفتح نقاشاً واسعاً حول أولويات الإنفاق الدفاعي وجدوى استمرار تجاهل تحصين القواعد الجوية في عالم باتت تهدده الطائرات الرخيصة والمسيّرات الصغيرة أكثر من أي وقت مضى.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-06-08 08:10:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل
