لا يوجد لدى ربع الجمهور في إسرائيل غرف آمنة أو قدرة على الوصول الى الملاجيء
هآرتس 19/6/2025، يوسي كلاين: لا يوجد لدى ربع الجمهور في إسرائيل غرف آمنة أو قدرة على الوصول الى الملاجيء
هناك حرب استوديوهات وهناك حرب ملاجيء. في الاستوديوهات الحرب هي “حدث تاريخي”. حرب الملاجيء ليست هكذا. فهي مزعجة وتشوه الإنجازات وتذكرنا بالمخطوفين. في البداية نشعر بالاسف على ضحاياها، بعد ذلك نتجاهلهم، وفي النهاية نغضب منهم. لماذا تقتلون هكذا؟ هل هنا غزة؟ دائما تفسدون الامر لنا، دائما توقفون فرحنا.
هم يظهرون مناعة لا مثيل لها”، قال الرئيس (على الفور تفككت آلة الشعارات التي تنتج خطاباته بسبب العبء الزائد). المخطوفون لا يمكنهم الاحتجاج على أقواله، أيضا ليس الجنود في الملاجيء. لأن المخطوفين والشهداء هم الورقة الأكثر قذارة التي بقيت لنتنياهو في كمه، فانهم شوكة في مؤخرة “الاحداث التاريخية”. لا احد يمثلهم في الاستوديوهات. هم متعبون من الليالي التي لا نوم فيها. هم قلقون من مشكلة كسب الرزق وليس لهم قصص بطولة. هم مجرد يقتلون عندما يسقط عليهم حائط. في الاستوديوهات يوجد سرور وفي الملاجيء يوجد ذعر. في الاستوديوهات توجد نشوة وفي بيتح تكفاه يوجد غضب. هذه ليست حربهم. مثلما ان الحرب في غزة ليست حربهم. وراءها نفس الدوافع المرفوضة، نفس الأكاذيب. ولكن في هذه المرة الضحايا هم نحن. لم يكن حتى الآن أي حكومة فعلت كل ما في استطاعتها لتصفية مخطوفيها، لذلك فهي بالتأكيد تعتبر “حدث تاريخي”.
النبأ الذي يقول بانه لا يوجد لربع الجمهور مكان آمن أو قدرة على الوصول الى الملاجيء، ليس في اعتباراتها. كذبة “المناعة التي لا مثيل لها” تبنتها كحقيقة. هي مقطوعة عن الواقع. يظهر لها أن “الحدث التاريخي” سينسي 7 أكتوبر والمخطوفين. هي مخطئة. نتنياهو لا يعرف انه رغم الحدث التاريخي إلا انهم يقومون بشتمه في الملاجيء. الملك العاري لا يقولون له ان ملابسه وهمية. انظروا أيها الأطفال، يقول، ها هي طائراتنا في طهران!.
لكن هذا لا يساعده. نحن لم نعد أطفال. نحن نعرفه جيدا. الشخص الذي لا تشتري منه سيارة مستعمله لا تشتري منه منديل. لم نصدق “الحدث التاريخي” الذي ابلغنا عنه. أو قوله “هاجمناهم قبل ان يهاجمونا”. يوجد لنا حساب طويل مع الأكاذيب واهداف حربه المفبركة.
اهداف حربه هي مثل اهداف حربه في غزة. أي انه لا توجد اهداف باستثناء الحكم. بالعكس، ليقل لنا ما هو “النصر المطلق” على ايران، او حتى كيف يبدو الـ “نحن على بعد خطوة منه”، هل عندما سيقضي على المشروع النووي الإيراني (هذا لن يحدث، ربما بعد سنتين)؟ أو عندما نصل الى نسبة قتلى 250: 1 في صالحنا؟ أو ربما عندما سنغير النظام؟. لحظة، هذه أيضا فكرة! انتظروا، بعد لحظة سيصل البول الى راسنا وعندها سنرسل خمس فرق لتحرير قبر مردخاي واستمر.
ربما كالعادة الهدف هو كسب الوقت. الحرب في غزة لم تنته، ماذا في ذلك؟ الحرب بين ايران والعراق استمرت ثماني سنوات وقتل فيها تقريبا مليون شخص. أيضا لنا يوجد وقت ومخزون من الضحايا (92 مليون لهم و10 ملايين لنا). الان هو يريد حبسنا معه ومع ميري ريغف. هو أيضا سيحظر خروجنا من هنا حتى عندما يكون ذلك ممكن. هو سيفرض قيود على اخراج العملة الأجنبية من البلاد.
كلما مر الوقت وبقيت القوة في يده فسنكون في حالة ذعر.
أيضا ايران: انظروا ما الذي تواجهه: حكومة غير عقلانية، حاكم فاسد، حاخامات متعصبين وممثلي جمهور مثل خرقة بالية. دولة فيها دعوات قطع رأس المستشارة القانونية للحكومة فيها تتم الموافقة عليها برضا. دولة يقودها عاجزون. يجب على الرقابة، حسب رأيي، حظر نشر أسماءهم. ومعرفة ان حياتنا توجد في يد كاتس وبن غفير وسموتريتش تضر بالمناعة الوطنية وتقوض معنويات الجنود.
فكروا في ذلك: هذه النماذج توجد قنبلة نووية في يدها. يا الله.
ماذا سيحدث في اليوم التالي؟ لا يوجد يوم تالي. ليس على أي مستوى، الشخصي والوطني. نحن قمنا بالغائه، ليس في غزة أو في القدس. نحن نعيش من يوم لآخر، نبدد الأيام في الرياح. افقنا يوجد على بعد قرار شخص يرتدي عمامة في طهران أو شخص ليطائي متعب في بني براك. في الوقت الذي هم فيه هناك، فانه لا يمكنك التخطيط لشراء شقة، التعليم، ولا حتى انجاب الأولاد الى هذا العالم. هل سندمر طهران؟، هذا جيد، ولكن ماذا بعد.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: natourcenters.com
| بتاريخ: 2025-06-19 13:00:00
| الكاتب: Karim Younis
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي