“ألف مقاتلة من التنين الشبح”.. لماذا تراهن الصين على إنتاج هذا العدد الهائل من “جي-20″؟
تشهد المقاتلة الشبحية “جي-20″، التي تنتجها شركة “تشينغدو” الصينية، وتُعد إحدى مقاتلتين فقط من الجيل الخامس العاملتين ضمن أسراب قتالية حول العالم – إلى جانب الأمريكية “إف-35” – تسارعًا في وتيرة الإنتاج، حيث تشير تقارير إلى إمكانية بلوغ معدل التصنيع السنوي بين 100 إلى 120 طائرة، ما قد يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 1000 مقاتلة خلال العقد المقبل، في حال استمر المشروع دون عراقيل.
وحدها القوات الجوية الصينية تشغّل هذه المقاتلة المتقدمة، المصممة لتكون متعددة المهام، بما في ذلك تنفيذ هجمات أرضية في بيئات شديدة التعقيد، بفضل تصميمها الشبحي الذي يمنحها قدرة على التحليق بسرعات عالية وعلى ارتفاعات شاهقة، ما يجعل منها أداة حاسمة في الحرب الجوية الحديثة.
المقاتلة قادرة أيضًا على قيادة أسراب من الطائرات المسيّرة الهجومية، ما يعزز من قدرتها على خوض معارك رقمية معقدة تشكل تهديدًا مباشرًا لأي خصم. ومع ازدياد أهمية التفوق الجوي في توازنات القوى، أصبحت مقاتلات الجيل الخامس، بما فيها “جي-20″، محور سباق تسلح تقوده الولايات المتحدة والصين وروسيا للسيطرة على سماء القرن الحادي والعشرين.
واعتبر خبراء عسكريون واستراتيجيون أن الحديث عن إنتاج أكثر من 1000 مقاتلة “جي-20” في وقت قريب قد يكون مبالغة إعلامية، موضحين أن “جميع القوى العظمى تنتج حاليًا بين 100 و120 طائرة سنويًا، وهو ما يعني أن الوصول إلى هذا الرقم سيتطلب أكثر من عقد، هذا إن لم تواجه الخطة تحديات تقنية أو تشغيلية”.
وأشاروا إلى أن “أي طائرة جديدة تحتاج عادة إلى 5 إلى 6 سنوات من التجارب قبل دخولها الخدمة الكاملة، كما تخضع لتحديثات دورية تضمن استمرار تفوقها التكنولوجي”، وقارنوا “جي-20″ بـ”إف-22 رابتور” الأمريكية، التي خططت واشنطن لإنتاج نحو 900 منها، لكنها لم تنتج سوى قرابة 200 فقط، قبل أن تُوقف البرنامج وتمنع تصديرها للحلفاء.
ورغم التصميم الشبيه بالرابتور، والذي دفع بعض المسؤولين الأمريكيين إلى اتهام بكين بـ”نسخ” المقاتلة، فإن الصين تعتبر “جي-20” أحد رموز هيبتها العسكرية الحديثة، وترفض تصديرها حتى الآن، معتبرة أنها سلاح استراتيجي مرتبط بأمنها القومي، خصوصًا في مناطق مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.
ورغم تفوق الصين العددي في إنتاج الطائرات، إلا أن الخبراء يشككون في قدرتها على مضاهاة المقاتلات الأمريكية من حيث الأداء، خاصة أن الولايات المتحدة تمتلك أسطولًا يضم أكثر من 2000 طائرة من طراز “إف-35″، تم توزيعها على حلف “الناتو” ودول أوروبية وآسيوية، ضمن استراتيجية تطويق الصين وتقويض طموحاتها في التفوق الإقليمي.
وتتميز “جي-20” أيضًا بصواريخ جو-جو بعيدة المدى مثل PL-15، التي يصل مداها إلى أكثر من 120 ميلًا، ما يمنحها القدرة على الاشتباك من مسافات آمنة. لكنها لا يمكنها العمل بمعزل عن نظام متكامل يضم طائرات إنذار مبكر ودعم إلكتروني، وهو ما يجعل التفوق الحقيقي رهينًا بمنظومة متكاملة وليس مجرد منصة واحدة.
وأكد الخبراء أن التنافس الصيني الأمريكي بلغ مستويات غير مسبوقة، خصوصًا مع تطلع كلا الجانبين نحو الجيل السادس من المقاتلات، ما ينذر بمرحلة جديدة من سباق التسلح الجوي قد يشمل دولًا أخرى كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، التي بدأت بالفعل بتعزيز قدراتها الجوية تحسبًا لأي مواجهة محتملة في الشرق الأقصى.
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-19 09:03:00
| الكاتب: نور الدين
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي