عاجل

ما مدى قدرة إيران على مواصلة إنتاج الصواريخ الباليستية في ظل الحرب مع إسرائيل؟

موقع الدفاع العربي – 21 يونيو 2025: مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، تزايدت التساؤلات حول قدرة طهران على مواصلة إنتاجها للصواريخ الباليستية في ظل الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف منشآت التصنيع والبنية التحتية العسكرية.

وبحسب موقع “أكسيوس”، فقد رفعت إيران منذ أكتوبر 2024 وتيرة إنتاجها لتصل إلى نحو 50 صاروخًا شهريًا، فيما يقدّر الجيش الإسرائيلي أن طهران قادرة على إنتاج 200 صاروخ باليستي شهريًا، مع امتلاكها مخزونًا يصل إلى 2000 صاروخ، منها ما يقارب ألف صاروخ قادر على بلوغ الأراضي الإسرائيلية.

رغم إعلان الجيش الإسرائيلي تدمير نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، فإن وتيرة الهجمات الصاروخية لم تتراجع بشكل ملموس.

يرى خبراء عسكريون أن إيران ما تزال تمتلك القدرة على تنفيذ هجمات صاروخية منتظمة، رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت منشآتها. فمنذ اندلاع التصعيد فجر الجمعة 13 يونيو، أطلقت طهران 17 موجة صاروخية، في وقت تتفاوت فيه التقديرات بشأن حجم مخزونها من الصواريخ، والذي يُقدّر ما بين 8 آلاف إلى 50 ألف صاروخ باليستي.

ويحذر الخبراء من أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، على الرغم من كفاءتها، غير قادرة على اعتراض جميع الصواريخ، خاصة في ظل الاستنزاف السريع للمقذوفات الاعتراضية باهظة الثمن، ما قد يؤدي إلى إنهاك المنظومة الدفاعية مع استمرار الهجمات. كما لفتوا إلى أن الصواريخ الإيرانية الأسرع من الصوت، التي تحتاج فقط لثماني دقائق للوصول إلى أهدافها، تُمثل تحديًا إضافيًا، خصوصًا عند إطلاقها بالتزامن مع طائرات مسيّرة تهدف إلى إرباك الرادارات وشبكات الدفاع.

ورغم نجاح إسرائيل في تدمير عدد من منصات ومصانع الصواريخ الإيرانية، يشير الخبراء إلى أن القدرات الهجومية لطهران لم تُشل بالكامل، إذ تحتفظ إيران بمنشآت عسكرية محصّنة تحت الأرض على أعماق كبيرة، لا يمكن استهدافها إلا بذخائر خارقة للتحصينات، مثل القنبلة الأميركية GBU-57 التي لا تتوفر حاليًا لدى إسرائيل.

ويعزى صمود إيران، بحسب الخبراء، إلى عوامل تتعلق بالامتداد الجغرافي الواسع والتوزيع السكاني المتناثر، ما يحدّ من فعالية الغارات الإسرائيلية، بخلاف إسرائيل ذات المساحة الصغيرة والكثافة السكانية العالية، حيث يؤدي أي هجوم إلى تأثيرات نفسية وعملية أوسع.

وحذّر الخبراء من أن تواصل الضربات الإيرانية داخل العمق الإسرائيلي، خصوصًا تلك التي توقع قتلى، قد يدفع إسرائيل نحو تصعيد غير محسوب. وقد ظهرت مؤشرات على ذلك، مع توجه بعض السكان الإسرائيليين إلى قبرص، في ظل تصاعد الضغط النفسي وعدم جاهزية تل أبيب لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد.

أما على صعيد التدخل الخارجي، فيؤكد الخبراء أن الولايات المتحدة، رغم دعمها لإسرائيل، تتحرك بحذر لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، ومنها قواعدها العسكرية وممرات الطاقة، وعلى رأسها مضيق هرمز، الذي قد تستخدمه إيران كورقة ضغط. كما فسّر البعض تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول هجوم محتمل على إيران خلال أسبوعين بأنها خطوة لتهيئة الرأي العام، أو لإتاحة فرصة للجهود الدبلوماسية.

وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإيراني استعداد طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشرط وقف الهجمات الإسرائيلية، ما يعزز فرص التوصل إلى تهدئة مشروطة بوساطات دولية، خاصة في ظل موقف روسي وصيني رافض لاستمرار التصعيد.



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-21 22:43:00
| الكاتب: نور الدين


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى