عاجل

ترامب مستعد ان ينجر الى مواجهة واسعة ام استعراض قوة منضبط يستهدف الردع؟

معاريف 23/6/2025، آنا برسكي: ترامب مستعد ان ينجر الى مواجهة واسعة ام استعراض قوة منضبط يستهدف الردع؟

عندما انطلقت القاذفات الامريكية نحو منشآت النووي في ايران، كان يخيل للحظة ان الكثيرين حبسوا انفاسهم في الولايات المتحدة، في إسرائيل وفي العالم كله. لكن بالنسبة لبعض من الأمريكيين كان هذا إحساسا بالعودة المركبة على بدء. فقرار الرئيس ترامب تنفيذ حملة “مطرقة نصف الليل” لم تفاجيء الكثيرين في واشنطن، لكنها اثارت على الفور نقاشا عاصفا على دروس الماضي – واساسا على الخطر الذي في تكرار أخطاء الولايات المتحدة في العراق.

النقاش الجماهيري الذي ثار في اعقاب الهجوم لا يتركز على مسألة ما فيه من حق – بل على مسألة الثمن. في نظر مؤيدي ترامب يعد هذا ردا زعاميا على استفزازات إيرانية لا تتوقف منذ 7 أكتوبر، بعد سلسلة اخطارات لم تلتقط ولم تستجاب. بالمقابل يرى معارضوه في ذلك خطوة متسرعة، عديمة استراتيجية خروج واضحة، بلا نقاش جماهيري او اسناد من الكونغرس.

ثمة من شبه الخطوة بالاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، ليس بسبب وجه الشبه التكتيكي بل بسبب الدينامية السياسية التي ترافقها. في حينه أيضا كان هذا رئيس جمهوري، وفي حينه أيضا خرجت الولايات المتحدة الى هجوم واسع النطاق على دولة إسلامية في الشرق الأوسط، وفي حينه أيضا عرض مبرر أمني تركز على التهديد النووي. النتيجة معروفة – يتعلمه الناس في دروس التاريخ.

هذه المرة، الوضع اكثر تعقيدا بكثير. ايران 2025 ليست العراق بداية سنوات الالفين. يدور الحديث عن دولة مع شبكة تحالفات إقليمية إشكالية، اذرع إرهاب تمتد في دول عديدة، واساسا – جمهور لن يثور بالضرورة ضد النظام في اعقاب هجوم خارجي. حقيقة أن الهجوم تم دون مصادقة الكونغرس تعزز الادعاءات بانها خطوة سياسية أكثر مما هي امنية.

وهنا يطرح السؤال المركزي – ماذا بعد؟ هل ترامب مستعد لان ينجر الى مواجهة واسعة النطاق ام هذه هي استعراض قوة منضبط يستهدف الردع فقط؟ اذا كان الحديث يدور عن خطوة تكتيكية فعلى الولايات المتحدة ان تعمل الان في الساحة الدبلوماسية وبشكل مؤكد كي تكبح تصعيدا زائدا. اما اذا كان الاتجاه مختلفا ووجهة ترامب نحو إمكانية معركة طويلة فاننا نكون نقف امام فترة اخطر بكثير، مع تداعيات جسيمة على الأسواق، الحدود وميزان الردع الإقليمي.

الواضح هو ان الرد الإيراني سيأتي – عبر حزب الله، هجمات سايبر او وسائل أخرى. عندما يحصل هذا ستقف واشنطن امام حسم جديد – هل تواصل الطريق المركب والمعقد او تتوقف. تاريخ الشرق الأوسط يدل على أنه سهل جدا الدخول لكن صعب جدا الخروج من المعركة. ما يبدأ بقصف مركز قد ينتهي بوحل دامٍ. وهذا بالضبط الموضوع الذي سيطرح في الأيام القريبة القادمة على المناقشات الكثيرة في البيت الابيض، في المجال السري في القدس وفي الخط الأحمر الذي يربط بينهما.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: natourcenters.com
| بتاريخ: 2025-06-23 13:34:00
| الكاتب: Karim Younis


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى