مقالات

من فوردو إلى العديد: إيران ترسم معادلة الردع الجديدة

جعفر خضور

 

الرد الإيراني على قاعدة العُديد القطرية (وهي الأكبر في المنطقة)، جاء من حيث المبدأ، رمزياً ومتماثلاً مع الضربة الأمريكية لمفاعل “فوردو”، الأخيرة التي وصفها ترامب بـ “المدمّرة”، وفُهِمت إيرانياً بأنها سقف للتصعيد لا بوابة له.

– استخدام إيران لصواريخ يوازي عددها القنابل التي استهدفت فيها، هو تعزيز أيضاً للرد المتماثل على الاعتداء، إضافةً للإبلاغ المسبّق بالاستهداف، وهو يحمل في طيّاته (ربما) رغبة إيرانية – أمريكية ضمنية متبادلة في صياغة موقف تفاوضيّ جديد يأخذ في اعتباره البعد الاستراتيجيّ للرد؛ من أجل إعادة انتظام موقع إيران في أي تفاهم لاحق يحظى بتفاعل إيجابي.

– من النقاط المهمّة، أن إيران أعلنت عقب الضربات الأمريكية أنها رصدت المواقع التي انطلقت منها الطائرات؛ لذلك يكون الرد وحصره في قطر مبدئياً، دور مركزي في أي رد لاحق في حال عدم الاحتواء الأمريكي للضربة، بل ويحمل إدراكاً إيرانياً عميقاً لحجم “الضرر المفترض” في مفاعل “فوردو” وبقية المنشآت، علماً أيضاً، أن إيران حيّدت خطر استهدافهما خلال محادثاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة.

– في الخلاصة، يمكن القول أنّ التفاعل الأمريكي مع الرد الإيراني المدروس، هو الذي سوف يرسِم ملامح المواجهة القادمة، ووفقه ستقرر إيران: إذا ما ستدخل مرحلة تتيح لها الفصل بين المواجهة المستجدّة مع أمريكا، وحرب الاستنزاف مع كيان العدو، أم تسعى لتغيير في استراتيجيّتها النووية ككل، وهو ما قد يبقى تحت سقف امتلاك سلاح نـ.ـووي أو التسريع بامتلاكه، وفي كل الأحوال ستعمل طهران على توظيف ما بعد “الاحتواء” لتنظيم مقعد جديد في صيغة الحوار التي تضمن حقوقها، ولا تفرّط بأهمية تراجع أمريكا في العدوان عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى