بريطانيا تشتري مقاتلات شبحية من طراز F-35 قادرة على حمل رؤوس نووية أمريكية
وقد أعلنت الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة ستشتري ما لا يقل عن 12 طائرة شبحية من طراز F-35A القادرة على حمل رؤوس نووية، في أقوى خطوة لتعزيز قدراتها النووية منذ جيل كامل.
ومن المقرر أن يُعلن ستارمر اليوم، خلال قمة لحلفاء الناتو في لاهاي، أن السرب الجديد سينضم إلى مهمة تابعة للحلف يمكن تزويدها بأسلحة نووية أمريكية.
ومن المؤكد أن هذه الخطوة المثيرة ستُقابل بالإدانة والقلق من جانب روسيا والصين، إلا أنها تأتي في وقت تتزايد فيه حالة عدم الاستقرار العالمي، وفي ظل مساعٍ من رئيس الوزراء البريطاني ونظرائه الأوروبيين والكنديين لإقناع دونالد ترامب بأنهم جادون في تعزيز قدراتهم الدفاعية عن أوروبا، بدلاً من الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي – المعروف بتشكيكه الدائم في دور الناتو – قد أثار تساؤلات بشأن التزامه بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف، والتي تنص على أن أي هجوم على عضو يُعد هجوماً على الجميع، وذلك قبل وصوله إلى المدينة الهولندية مساء أمس.
وقد دفع القلق من موقف ترامب الحلفاء إلى الاتفاق على رفع الإنفاق الدفاعي والقدرات الوطنية إلى هدف جديد يبلغ 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035.
وكجزء من هذه الجهود، سيمنح ستارمر سلاح الجو الملكي البريطاني القدرة على تنفيذ ضربات نووية جوية، وهي قدرة لم تكن متاحة منذ عقود.
وقال ستارمر: “في عصر تتسم فيه الأوضاع بعدم اليقين الشديد، لم يعد بإمكاننا اعتبار السلام أمراً مسلَّماً به”.
وأضاف: “هذه الطائرات القادرة على حمل أسلحة مزدوجة ستدشن حقبة جديدة لسلاح الجو الملكي البريطاني الرائد عالمياً، وستردع التهديدات المعادية التي تستهدف المملكة المتحدة وحلفاءنا”.
وأكد أن “التزام بريطانيا تجاه الناتو لا جدال فيه، وكذلك دور الحلف في حماية أمن المملكة المتحدة، لكن يجب علينا جميعاً أن نبذل المزيد لحماية منطقة الأورو-أطلسي لأجيال قادمة”.
ولم توضح الحكومة فوراً متى سيتم شراء طائرات F-35 الجديدة، ولا كم ستكلّف، إلا أن السرب الجديد سيكون جزءاً من مهمة ردع نووي تقودها الناتو، على عكس الردع النووي الوطني البريطاني الذي يرتكز على أسطول من أربع غواصات مسلحة نووياً، لكنها تُستخدم أيضاً في حماية الحلف ككل.
وقد رحّب الأمين العام لحلف الناتو مارك روته بالخطة، قائلاً: “لقد أعلنت المملكة المتحدة التزامها بالردع النووي لحلف الناتو منذ عقود، وأرحب بشدة بإعلان اليوم الذي ينص على انضمامها إلى مهمة الناتو النووية وشراء طائرات F-35A. هذه مساهمة بريطانية قوية أخرى ضمن إطار الحلف”.
يُذكر أن عدداً محدوداً من دول الناتو، من بينها بلجيكا وألمانيا وهولندا، تشغّل طائرات مسموح لها بحمل أسلحة نووية أمريكية في حالة الحرب.
وتشغّل القوات الجوية والبحرية الملكية البريطانية حالياً طائرات F-35B القادرة على الإقلاع من حاملات الطائرات البريطانية، لكنها غير مصممة لحمل رؤوس نووية.
أما الطائرات الجديدة فستكون من الطراز F-35A، والتي تُشغّل من البر وتتميز بمدى أطول وقدرة على حمل أسلحة نووية وتقليدية.
وأعلنت الحكومة أن جميع هذه الطائرات سيتم تمركزها في قاعدة سلاح الجو الملكي في “مارهام” بمقاطعة نورفولك.
وكانت الحكومة تخطط منذ زمن لشراء ما مجموعه 138 طائرة F-35، لكنها لم تحصل حتى الآن سوى على نحو ثلاثين طائرة فقط، رغم مرور سبع سنوات على دخول أول دفعة منها الخدمة.
ويُشار إلى أن قرار شراء 12 طائرة من طراز F-35A لا يعني إضافة طائرات جديدة إلى العدد الإجمالي، بل يمثل تنويعاً في الأسطول، وهو أمر سعى إليه سلاح الجو منذ فترة طويلة، رغم معارضة بعض الجهات في البحرية الملكية التي تخشى أن يؤدي ذلك إلى تقليص عدد طائرات F-35B المتاحة لحاملات الطائرات البريطانية.


ووصفت الحكومة البريطانية خطة شراء طائرات قادرة على حمل رؤوس نووية بأنها “أكبر تعزيز للموقف النووي البريطاني منذ جيل كامل”.
وعندما سُئل السير كير ستارمر، خلال قمة الناتو، عما ستضيفه طائرات F-35 للقدرات التي لم تكن المملكة المتحدة تمتلكها من قبل، أجاب: “إنها تمنحنا تنوعاً في القدرات، وقدرة لم تكن لدينا في السابق، وهذا أمر بالغ الأهمية”.
من جانبه، قال وزير الدفاع جون هيلي إن مراجعة الدفاع الشاملة التي نُشرت في وقت سابق من الشهر الجاري سلطت الضوء على مخاطر نووية جديدة.
وأوضح: “لقد أوصت بمهمة جديدة للمملكة المتحدة ضمن إطار الدفاع والردع الجماعي، من خلال مقاربة ترتكز على الناتو أولاً”.
لكن النسخة العلنية من المراجعة الاستراتيجية للدفاع لم تتضمن أي توصيات صريحة بهذا الشأن، بل اكتفت بالقول إن “على المملكة المتحدة أن تدرس كيف يمكنها دعم الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو في تعزيز الردع الموسع عبر منطقة الأورو-أطلسي”.
وفي الواقع، أعرب اللورد جورج روبرتسون – كبير واضعي التقرير – عن تحفظه على هذه الخطوة، حيث قال أمام أعضاء البرلمان: “نعم، لقد نظرنا في الأمر، لكن غياب التوصية بهذا الاتجاه في التقرير يُشير إلى أننا لم نكن متحمسين له كثيراً. عندما كنت وزيراً للدفاع في السابق، تخلصتُ من القنابل النووية الساقطة حرّاً”.
يُذكر أن اللورد روبرتسون شغل منصب وزير الدفاع بين عامي 1997 و1999.
وعندما سألته لجنة الدفاع في البرلمان في وقت سابق من هذا الشهر عمّا إذا كانت الفكرة قد رُفضت نهائياً، أجاب: “قلنا إنها تستحق المزيد من النقاش. لم نستبعدها تماماً”.
جدير بالذكر أن طائرة F-35 تُنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة في مجال الصناعات الدفاعية، إلا أن شركة BAE Systems البريطانية تُعد أحد المساهمين الرئيسيين في البرنامج.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الطلب في دعم نحو 20,000 وظيفة ضمن برنامج F-35 داخل المملكة المتحدة.
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-25 15:02:00
| الكاتب: نور الدين
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي