عاجل

بعد أنباء حصولها على معدات دفاعية صينية.. وزير الدفاع الإيراني يصل إلى الصين لإجراء محادثات عسكرية رفيعة

موقع الدفاع العربي – 25 يونيو 2025: في تطور دبلوماسي واستراتيجي بارز، وصل وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، إلى مدينة تشينغداو الصينية للمشاركة في اجتماع رفيع المستوى لوزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، والذي تستضيفه الصين برئاسة وزير دفاعها دونغ جون.

وتأتي الزيارة في إطار تعزيز العلاقات العسكرية والاستراتيجية المتنامية بين طهران وبكين، في ظل تحولات متسارعة تشهدها الساحة الإقليمية. وبحسب ما أوردته وكالتا بلومبرغ و”غلوبال تايمز” الصينية الرسمية، من المنتظر أن يجري نصير زاده محادثات مع مسؤولين عسكريين صينيين ونظرائه من باقي الدول الأعضاء في المنظمة.

وزير الدفاع الصيني يلتقي نظراءه في منظمة شنغهاي: حضور إيراني لافت ومشاركة كاملة من الدول الأعضاء

اجتمع وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، اليوم الأربعاء، مع وزراء الدفاع في عدد من الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، من بينهم وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، والإيراني عزيز نصير زاده، والباكستاني خواجة آصف، والقيرغيزي روسلان موكامبيتوف، والروسي أندريه بيلوسوف، وذلك خلال اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في المنظمة المنعقد في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، بحسب ما أفادت به وزارة الدفاع الصينية.

ومع مشاركة وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، يكون وزراء دفاع الدول العشر الأعضاء جميعهم قد وصلوا إلى تشينغداو، ما يمنح الاجتماع طابعاً شاملاً ويعكس أهمية منظمة شنغهاي، وفق ما نقلته صحيفة غلوبال تايمز عن خبراء صينيين.

ويُعقد الاجتماع بين الأربعاء والخميس، برئاسة وزير الدفاع الصيني دونغ، وبحضور قادة وزارات الدفاع من الدول الأعضاء، إلى جانب مسؤولين كبار من أمانة المنظمة وهيكلها الإقليمي لمكافحة الإرهاب.

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الوزير الصيني بالحضور، مشدداً على أن “العالم يشهد تغييرات غير مسبوقة منذ قرن، في ظل تنامي الأحادية والحمائية، وممارسات الهيمنة والتنمر التي تهدد النظام الدولي وتخلق حالة من عدم الاستقرار”. ودعا إلى تعزيز التنسيق والتعاون داخل أطر متعددة الأطراف كالأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي، وتوحيد الصفوف للدفاع عن العدالة الدولية والاستقرار الاستراتيجي العالمي.

وأكد دونغ أن على وزارات الدفاع في الدول الأعضاء أن تظل وفية لمبادئ المنظمة، وتعزز “روح شنغهاي”، وأن تعمل على ترسيخ التعاون العملي واتخاذ خطوات قوية لحماية بيئة التنمية السلمية المشتركة.

وخلال الاجتماع، أعرب جميع المشاركين عن تقديرهم للدور الفعّال الذي أدته الصين كرئيس دوري للمنظمة، لا سيما في تعزيز آليات العمل والتعاون العسكري. وأبدوا رغبة قوية في تطوير التعاون العسكري بشكل أوسع.

من جانبه، أشار وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده إلى أن إيران تعرضت مؤخراً لهجوم، معرباً عن شكره للصين على دعمها لموقف بلاده الشرعي، وأمل في استمرار الصين بلعب دور بنّاء في تثبيت الهدنة وتخفيف حدة التوترات الإقليمية.

وبحسب الخبير العسكري الصيني تشانغ تشي من جامعة الدفاع الوطني بجيش التحرير الشعبي، فإن هذا الاجتماع يُعد الأضخم منذ انضمام بيلاروسيا إلى المنظمة في عام 2024، خاصة مع مشاركة وزيري الدفاع الهندي والباكستاني معاً، مما يبرز الدور المتنامي للمنظمة في مواجهة التحديات الإقليمية. وأضاف: “ينعقد هذا الاجتماع في وقت يشهد العالم فيه نزاعات متكررة، ما يؤكد التزام المنظمة ببناء التفاهم وتجاوز الخلافات وتعزيز الوحدة”.

ويصادف هذا العام الذكرى الـ25 لتأسيس منظمة شنغهاي، وقد توسعت عضويتها لتشمل 10 دول.

وأشار تشانغ إلى ثلاث سمات أساسية للمنظمة: أولاً، أنها تقوم على الشراكة لا التحالف، فهي ليست موجهة ضد طرف ثالث. ثانياً، أنها منفتحة وشاملة. ثالثاً، تركيزها على الأمن غير التقليدي، لا سيما مكافحة الإرهاب، من خلال مناورات مثل سلسلة “مهمة السلام”.

وعن أهمية الاجتماع، قال تشانغ إن الاجتماع يهدف إلى ترسيخ “روح شنغهاي”، وبناء مجتمع موحد يسوده التعاون والثقة والسلام والتنمية والعدالة. أما من الناحية العملية، فإن الاجتماع يعكس التزام المنظمة بالدفاع عن العدالة والتصدي للتحديات الأمنية، من خلال خطط ملموسة وخطوات عملية تساهم في الاستقرار وسط عالم مضطرب.

واختصر تشانغ دور المنظمة بثلاث عبارات: “قوة تقدمية”، و”نموذج للتعاون”، و”مرساة للاستقرار”. موضحاً أن المنظمة تمثل قوة صاعدة مؤثرة، وقد ساهمت في بلورة تفاهمات في مجال الدفاع والأمن، ولعبت دوراً محورياً في حفظ الاستقرار الإقليمي والدولي.

ومنذ تولي الصين الرئاسة الدورية للمنظمة في يوليو 2024، بذلت جهوداً كبيرة لتعزيز التعاون الأمني، من خلال اجتماعات متعددة، مثل اجتماع وزراء الدفاع، واجتماع أجهزة التعاون العسكري الدولي، واجتماع مجموعات العمل. كما أطلقت مبادرات جديدة، مثل برامج تبادل الضباط الشباب ومنتدى الباحثين الشباب بالتعاون مع منتدى شيانغشان في بكين. وفي مايو الماضي، نظمت الصين ندوة طبية عسكرية للدول الأعضاء.

وختم تشانغ بالقول: “الصين مستعدة للعمل مع وزارات الدفاع والقوات المسلحة للدول الأعضاء من أجل ترسيخ روح شنغهاي، والمساهمة في بناء مجتمع منظمة شنغهاي ذي مستقبل مشترك”.



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-25 19:43:00
| الكاتب: نور الدين


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى