عاجل

معاريف: يا نتنياهو كن ترامب

معاريف 25-6-2025، بن كسبيت: يا نتنياهو كن ترامب

يا نتنياهو، كن ترامب. لم يفت الأوان بعد. تعلم من الرئيس الأمريكي غير المتوقع الذي سار ضد اغلبية قاعدته، تجاهل الحركة التي أقامها هو نفسه (MAGA)، استخف بيانون مغيل وبردوغو خاصته (تاكر كرسلون وستيف بانون)، واتخذ القرار السليم: قصف مواقع النووي الإيرانية.

إذ أحيانا هناك حاجة ببساطة للقيام بالفعل الصائب. ترامب فعله. اذا كان ترامب يمكنه أن يفعل هذا، فانت أيضا يمكنك أن تفعل هذا. عليك ان تضع حدا، هنا والان، للحرب الزائدة في غزة. افضل أبنائنا يسقطون هناك الان، لاجل ماذا؟ استمرار “تدمير البنى التحتية”؟ أتصدق نفسك؟ أتسمع نفسك؟ موت هؤلاء المقاتلين “يعود” لك. لك مليء مليء. كيف يحصل انك تغلق الحرب في ايران دون “نصر مطلق”، تغلق الحرب ضد حزب الله دون “نصر مطلق”، تعلن ان إسرائيل ستواصل مهاجمة ايران ولبنان حتى بعد أن انتهت الحرب في كل زمان ترغب فيه في ذلك، لكن فقط في غزة، بسبب ما، هذا غير ممكن؟ فقط في غزة يجب القتال حتى الحماسي الأخير، النفق الأخير، الصاروخ الأخير. لماذا؟

غزة، التي العدو المصاب فيها تلقى منا ضربة قاسية اكثر باضعاف مما تلقاه حزب الله، مما تلقته ايران. غزة، التي الخطر المحدق منها على إسرائيل الان صفر بالنسبة للخطر من ايران او حزب الله، العدوين المريرين اللذين تلقيا ضربات قاضية اقل بكثير.

حتى متى ستبقى رهينة أنباء كذب مسيحانيين كايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟ قدت نصرا تاريخيا على ايران، قدت نصرا تاريخيا على حزب الله، فلنراهم يسقطونك الان، هذين البطلين الوهميين.

المخطوفون في غزة لن يبقوا على قيد الحياة لزمن طويل آخر. انت تعرف، يا نتنياهو، انه بخلاف ما يثرثر به ابواقك، توجد صفقة على الطاولة. هي بسيطة: نهاية الحرب، تحرير كل المخطوفين. ماذا بعد ذلك؟ بعد ذلك نواصل الهجوم على كل ذرة شبكة إرهاب، كل ذيل صاروخ دمية. احد لن يتمكن من أن يمنعنا عن ذلك، بالضبط مثلما لا يمنعنا من الهجوم في لبنان وفي سوريا. ولن يسمح أي رئيس وزراء إسرائيلي في الحاضر او في المستقبل بتعاظم آخر في غزة.  هذه القصة انتهت. هذه باتت خلفنا. هذا لن يحصل بعد اليوم. انت تعرف هذا، فانت الذي جلبته علينا. وانت تعرف بان هذا لن يحصل مرة أخرى بعد اليوم.

         ولئن كنا نتحدث عن الزعامة، فاني أتوجه اليك هنا للمرة الثالثة منذ بدأت الحرب على ايران: الفرصة لا تزال هنا. النافذة لا تزال مفتوحة. الباب لم يغلق بعد. يمكنك أن تصلح. يمكنك أن تتحول من زعيم يمزق، يفرق، يقسم ويثير الشقاق اكثر من أي زعيم آخر في تاريخنا. الى زعيم يصلح. انهِ الحرب في غزة، اتفق مع المعارضة على موعد انتخابات للسنة القادمة، شكل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في 7 أكتوبر. ادعُ أحزاب المعارضة الصهيونية الى حكومة وحدة، أقر قانون تجنيد حقيقي ومتساوي. الغِ عربدة يريف لفين وروتمان. بدلا من هذا شكل محفلا محترما، مهنيا، يضم خبراء من كل الأطراف ويجلب الى الكنيست مشروع قانون محترم لاصلاحات في جهاز القضاء.

يوجد ما يمكن إصلاحه هناك، لكن ما تفعلونه هو الهدم والتخريب. ولا، اختيار القضاة في إسرائيل لا يمكنه أن يكون سياسيا. في دولة بلا دستور وبلا توازنات وكوابح، بلا مجلسي نواب وبلا ثلاث سلطات (الحكومة تسيطر على الكنيست أيضا)، لا يمكن أن تختاروا القضاة ايضا.

         اذا فعلت كل هذا، يا نتنياهو، ستدخل التاريخ حقا. يمكنك أن تعرض، الى جانب ذنبك الواضح وغير القابل للمحو في كارثة 7 أكتوبر، الإصلاح الكبير. يمكنك أن تعود لتكون الإصلاحي، وتبدأ في أن تحيك من جديد، بابرة دقيقة، كل ما مزقته في المناعة الداخلية وفي تركيبتنا الخاصة والحساسة.

         هذا ليس متأخرا بعد. هذا موضوع هناك، الى جانبك. استخف بالصارخين ومزمري المسيحانية وقم بالفعل الصائب، وذلك لانك تعرف، اكثر منا جميعنا بانه صائب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: natourcenters.com
| بتاريخ: 2025-06-25 13:00:00
| الكاتب: Karim Younis


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى