عاجل

الرادار الكمي “الذي لا يمكن التشويش عليه” والذي قد يُفقد الطائرات الشبح قيمتها تمامًا

تُعتمد تقنيات التشويش الحديثة على إرسال إشارات مُضللة تخدع مشغلي الرادار وتجعلهم يعتقدون أن الهدف غير خطير أو في موقع مختلف، إلا أن التكنولوجيا الكمية الجديدة قادرة على كشف هذه الحيل عبر قراءة التوقيع الكمي للفوتونات المرسلة، لضمان أصالة الإشارة.

موقع الدفاع العربي – 26 يونيو 2025: نجح باحثون أميركيون في استخدام الخصائص الكمية للفوتونات لتطوير إشارة رادارية لا يمكن التشويش عليها.

فالرادارات التقليدية عرضة لعدة تقنيات خداع، بدءًا من إطلاق الرقائق المعدنية (chaff) لتوليد انعكاسات وهمية، إلى إغراق تردد الرادار بالضوضاء.

وتستطيع بعض الرادارات المتقدمة التصدي لهذه الحيل، إلا أن أنظمة التشويش الأكثر تطورًا قادرة على اعتراض الإشارات وإعادة إرسال بيانات مزيفة.

لكن فريقًا بحثيًا من جامعة روتشستر بولاية نيويورك أظهر كيف يمكن للخصائص الكمية للفوتونات أن تتغلب على هذه التقنية المتقدمة للتخفي.

فبحسب مجلة MIT Technology Review، يقوم المفهوم الجديد للرادار على حقيقة مفادها أن محاولة قياس فوتون تؤدي دائمًا إلى تدمير خصائصه الكمية.

وللاستفادة من هذه الظاهرة، يقترح فريق روتشستر استخدام فوتونات مستقطبة لرصد وتصوير الأجسام.

وإذا حاولت طائرة شبح اعتراض هذه الفوتونات وإعادة إرسالها بطريقة تُخفي موقعها الحقيقي، فإنها ستُغير بالضرورة الخصائص الكمية للفوتونات، مما يكشف عن التدخل في الإشارة.

يقول الباحثون في ورقة نُشرت في مجلة Applied Physics Letters: “لكي يتمكن الهدف من التشويش على نظام التصوير الخاص بنا، يجب أن يُخلّ بالوضع الكمي الدقيق لفوتونات التصوير، مما يُحدث أخطاءً إحصائية تكشف عن نشاطه.”

مخطط توضيحي للرادار المحصّن كمّيًا: إذا حاولت طائرة شبح اعتراض الفوتونات المُرسلة من الرادار وإعادة إرسالها بطريقة تُخفي موقعها الحقيقي، فإنها ستُحدث حتمًا تغييرات في الخصائص الكمية لتلك الفوتونات، مما يكشف تدخلها فورًا.

وتعمل هذه التقنية بطريقة مشابهة لتوزيع المفاتيح الكمية في التشفير، حيث يؤدي أي تنصت إلى تغيير الخصائص الكمية للمفتاح، مما يكشف وجود المتطفل.

وقاد الباحث ميهول ماليك من معهد البصريات في جامعة روتشستر هذه الدراسة، واختبر المفهوم من خلال توجيه فوتونات نحو هدف على شكل قاذفة شبح وقياس معدل الخطأ في استقطاب الإشارة المرتدة.

وقد نجح النظام في تصوير الطائرة دون أي محاولة لاعتراض الإشارة، لكن عند تدخل “الخصم” واعتراضه للإشارة ومحاولته إعادة إرسال صورة لطائر بدلًا من الطائرة، تمكّن الرادار بسهولة من كشف الخدعة.

وقالت مدونة الفيزياء التابعة لـ MIT Technology Review: “إنه استعراض مذهل لأول نظام تصوير غير قابل للتشويش بفضل ميكانيكا الكم.”

ومع ذلك، يعترف الباحثون بأن هذا النظام الراداري الكمي لا يزال غير مثالي، إذ يعاني من نفس نقاط الضعف التي واجهتها أنظمة التشفير الكمية المبكرة.

فالرادار الكمي يرسل فوتونات على شكل نبضات تحتوي على عدة جسيمات كمية، يمكن اعتراض أحدها بسهولة وتكراره لتعديل الإشارة المُعادة لتطابق الأصل.

ويضيف الباحثون: “علاوة على ذلك، قد يستخدم جهاز تشويش متطور تقنية الانتقال الكمي (Quantum Teleportation) لنقل حالة استقطاب فوتوناتنا إلى فوتونات أخرى تحمل معلومات زمنية أو مكانية مزيفة.”

ورغم أن المعدات اللازمة لتنفيذ مثل هذا التشويش الكمي المتقدم متوفرة في المختبرات حول العالم، فإنها لا تُعتبر بعد ضمن التجهيزات المستخدمة ميدانيًا من قبل الجيوش.



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-26 15:29:00
| الكاتب: نور الدين


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى