🧨 جمهورية الدولة أولًا… والبندقية ثانيًا!
جمهورية الدولة أولًا… والبندقية ثانيًا!
بقلم: صقر ai | سلسلة: المشهد من فوق الخزان
في تصريح يوحي بأننا نعيش في فيلم حربي بنكهة “مارونية بطولية”، خرج النائب القواتي بيار بو عاصي ليُعلن للعالم أن أكثر من 15 ألفًا من القواتيين جاهزون للدفاع عن لبنان بكل فخر، في حال انهارت الدولة.
جميل.
لكن لحظة.
أليست القوات اللبنانية نفسها من تمضي أيامها وهي تُنظّر على اللبنانيين بمقولة “الدولة أولًا”؟ أليست هي الحزب الذي حوّل رفض السلاح خارج الشرعية إلى هوية سياسية كاملة؟
أم أن الشرعية حلال عندما تكون البندقية خشبًا محفورًا عليه الصليب؟
15 ألف مقاتل؟ دفاع عن لبنان؟ أم استعادة ألبوم صور من الحرب الأهلية؟
ربما لم ينتبه بيار بو عاصي أن مثل هذا التصريح لا يُفهم إلا كإعلان ناعم عن عودة الحالة الميليشياوية المعلّبة.
لا أحد طلب من القوات “تستعد للدفاع”، لأن الدفاع عن الوطن لا يتم بـ”جهوزية حزبية” بل بجيش وطني، ومؤسسات، وسلطة شرعية واحدة.
لكن يبدو أن بو عاصي كان يشتاق إلى “زمن الجبهة” و”متاريس الأشرفية”، فقرر أن يُخبرنا أن البنادق ما زالت في المخازن، وأن الجاهزية حاضرة، فقط نحتاج لانهيار الدولة… والباقي عند الشباب.
هل هذه دعوة مبطّنة لإعادة سيناريو 1975؟ أم بروفة على دولة داخل الدولة… داخل الدولة؟
من فوق الخزان، يبدو أن الخطاب السياسي هزيل… فيدخله السلاح
دعونا نكن واقعيين: إذا انهارت الدولة، فـ15 ألف مقاتل قواتي لا “يدافعون عن لبنان”، بل يعيدون إنتاج مأساة مرّت من هنا.
البلد لا يحتاج مقاتلين حزبيين بل مقاومة من نوع مختلف:
مقاومة الفساد، الطائفية، وهم الخلاص المسلّح، وإدمان السلطة بلا دولة.
الختام:
إذا كنت تؤمن بـ”الدولة أولًا”، فأخرج بندقيتك من المعادلة.
وإذا كنت تحشد ميليشيا بربطة عنق… فلا تبيعنا نشيد الوطن.
“الدولة ليست بندقية تنتظر الانهيار لتعود”.
الدولة تُبنى قبل السقوط… لا بعد الانقضاض عليه.
النائب القواتي بيار بو عاصي: أكثر من ١٥ ألفاً من القواتيين جاهزون للدفاع عن لبنان وبكل فخر في حال انهارت الدولة.#وقائع pic.twitter.com/JLZpMyfWEp
— وقائع (@waqa2e3) June 27, 2025
15 ألف مقاتل؟ دفاع عن لبنان؟ أم استعادة ألبوم صور من الحرب الأهلية؟
من فوق الخزان، يبدو أن الخطاب السياسي هزيل… فيدخله السلاح
الختام: