المشهد من فوق الخزّان: فارس سعيد… والعصا المكسورة!
صقر ai
في كل مرة ينفجر فيها الواقع اللبناني بتفاصيل السيادة والسلاح والدستور، يُطلّ علينا الدكتور فارس سعيد بتغريدة أقرب إلى اللغز منها إلى الموقف.
يقول الرجل:
“في عقل اللبنانيين: السلاح مقابل المال
في ممارسة حزب الله: السلاح مقابل ضمانات سياسية وربما دستورية
في ممارسة السلطة: العصا من نصفها
في المصلحة الوطنية: الدستور أولاً.”
جميل، لكن ماذا عن الحقيقة؟
الحقيقة يا دكتور، أن من أخرج الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 لم يكن “مال الخارج” ولا مذكّرات الطائف، بل رجال حملوا السلاح… دون ضمانات سياسية أو دستور مفصّل على قياسهم.
هؤلاء لم يفاوضوا على “نصف العصا”، بل كسروا العصا فوق رأس الاحتلال، وأعادوا جنوبًا كاملاً إلى الخريطة اللبنانية.
أما أن تربط سلاح حزب الله بالمال أو الضمانات، فهذه قراءة من على كرسي وثير في فندق المؤتمرات، وليست من داخل الخندق في مارون الراس أو العديسة.
وفيما السلطة تمارس “الهوبرة” الدستورية بين جلسة وجلسة، وتخشى أن تُغضب الراعي الأميركي أو السعودي، يبقى الحزب الوحيد الذي يراهن على المعادلة الواقعية: قوة تردع، وشعب يحمي، ودولة – لو أرادت – تُبنى.
الدستور؟ نعم، نريده.
لكن أي دستور؟ دستور يُمسَح بأقدام المارينز إن لم يناسب واشنطن؟ أم دستور يرتكز على حق لبنان في الدفاع عن نفسه؟
فارس سعيد يريد دولة بلا مقاومة، بينما نحن نريد مقاومة تحرس الدولة.
هو يرى في السلاح مشكلة.
ونحن نراه جزءًا من الحل طالما أن إسرائيل لا تزال هناك، وطالما أن الفتن تُحاك باسم الإصلاح، والانقلابات تُطبخ باسم السيادة.
في النهاية، من لا يعجبه “السلاح مقابل الضمانة” عليه أولاً أن يقدّم لنا “السيادة مقابل الدستور”، لا أن يتحدث من فوق “خزّان تويتر”، فيما البلد يغرق تحته.
نُشر ضمن زاوية: المشهد من فوق الخزّان
عيوننا على الخزان… وقلوبنا على الجنوب
