المشهد من فوق الخزّان | الدولة “بدّا تاكل عنب” يا رِجِي

بقلم: المشاهد من فوق الخزّان| يا حبيبي، وزير خارجيتنا قالها بصراحة: “الدولة بدّا تاكل عنب، مش تقتل الناطور.”
يعني الخلاصة: إسرائيل محتلة لأرضنا، عم تقصف جنوبنا، بس نحنا ما بدنا مشاكل… بدنا عنب. مش مهم إذا كانت “الكرمة” ملغومة أو مربوطة بشبكة تجسّس، المهم ناخد عنقود سلام ديبلوماسي ونروّق.
الديبلوماسية كاوتشوك!
الوزير رِجي، يلّي ظاهرًا درس السياسة الخارجية بمختبر “كندر سيربرايز”، طلع علينا بتصريح من ذهب:
“نحن نحاول إخراج إسرائيل من لبنان عبر الدبلوماسية والصداقات.”
واو! الدبلوماسية؟ طيب خلونا نذكّر حضرته: إسرائيل من سنة 1948 بتحاول تزرع ورد على حدودنا. بس كل ما تنبت وردة، بتطلع مدفعية بدال الساق.
وكل مرة كانت المقاومة هي اللي بتنتشل البلد من بين أنياب “العدو الصديق”.
أما حضرتكم فبدكن “تتفاهموا” مع محتلّ صارلو قاعد براس تلة في كفرشوبا من 2006، وعم ياخد حمام شمس على حسابنا.
رجِي والـ GPS المفقود
صرّح رجي قبل أسبوع:
“نحن لا نعرف بالضبط ما هي المواقع التي دخلتها إسرائيل، وننتظر تقارير الأمم المتحدة.”
يعني بالله عليك، كيف وزير خارجية ما عندو خريطة جنوب؟ بدّنا نطبعلو واحدة من غوغل مابس ونعلّقها على باب مكتبه؟
ما بدّك تقتل الناطور؟ طيب اسأل عنّه أول شي، شوف وين عم يتمشى!
المقاومة: حارس الكرمة الحقيقي
يعني عن جد، لو ما كانت المقاومة “ناطور الكرمة”، كنّا اليوم عم نحصِّد عنب مستوطنين، وعم نشتري زبيب أمن من تل أبيب.
الناطور اللي عم تحكي عنّه، يا معالي الوزير، هو اللي واقف بلا كلل ولا ملل، وعيونو مش نايمة، ودمّو مش للديبلوماسية… للكرامة.
والشعب، بينزل عالشوارع يصرخ: “الموت لإسرائيل”، وإنت عم تدوّر عـ “السلام مع إسرائيل” على طريقة عروض صيف “الديبلوماسية المرنة”.
عندما تصبح “إسرائيل” صديقة محتملة
قال الوزير بالحرف:
“نسعى لصداقة مع الدول التي بإمكانها التأثير على إسرائيل!”
جميل. يعني خلينا نكتب على باب مار مخايل: “مرحبًا، بدنا أصحاب بيحكوا عبري وإنجليزي بنفس الوقت!”
بلكي بيجوا يلعبوا معنا طاولة، وبيفهمونا كيف نقنع إسرائيل إنها تطلع من أراضينا بـ”المحبة” مش بالمقاومة.
ما بدّك تقتل الناطور؟ خلّيه يشتغل!
اللي ما بدّو يقتل الناطور، لازم يعترف إنو الناطور مش عدوّو، بل حامي الحصيدة.
وإذا الدولة فعلاً بدها تاكل عنب، لازم تبلّش تحترم اللي سهر على الكرمة، واللي دفن شهداءه فيها، واللي حوّل تراب الجنوب إلى “خط أحمر” مش إلى “صحن تبولة ديبلوماسي”.
الختام من فوق الخزان
من فوق الخزّان، شايف التلال كلها. شايف الرادارات فوق مزارع شبعا، وشايف “التفاهمات” عم تنهار، و”القرارات الأممية” عم تنشف متل ورق العنب بالشمس.
شايف المقاومة واقفة… والوزير ناطر دعوة على كوكتيل تطبيع.
بس نحنا بعدنا هون.
والناطور؟
لسّا عم يحرس، ولسّا ما زهق من “عنقود السيادة”.