عاجل

المشهد من فوق الخزّان | جنبلاط والتلميح من بوابة فارس

بقلم: المشاهد من فوق الخزّان

جنبلاط، الفيلسوف الإقطاعي، شاعر اللحظة السياسية، نبي الرموز، قرّر يفتح بوابة التاريخ الفارسي ويقلنا “تفضلوا مرّوا”… بس من دون ما يشرح إذا الدعوة للسياحة، للتأمل، أو للحذر.

الصورة؟ بوابة كل الأمم في برسيبوليس. المكان؟ عاصمة الأخمينيين. التوقيت؟ بين قذيفة إسرائيلية على الجنوب، و”مذكرة احتجاج ديبلوماسية لبقة” من وزارة الخارجية اللبنانية.

جنبلاط، كعادته، بيرسم السياسة بـ”الريشة الرمزية”، مش بالبيان الوزاري. ما قال شي، بس قال كتير. لأنو لما جنبلاط بينشر شي، فـ هو مش منشور، هو فخ تأويلي جماعي.


بوابة فارس… أم مرآة لبنان؟

من فوق الخزّان، بشوف البوابة اللي نشرها وليد بك، وبقراها مش بوابة تاريخية، بل مرآة عملاقة نحنا اللبنانيين عم نوقف قدامها ونتأمل وجنا المشوّه.

جنبلاط ما نشر بوابة الفرس عبثًا. الرسالة واضحة: إيران مش طارئة، بل إمبراطورية ممتدة، كانت تستقبل “وفود الأمم”… بينما نحنا اليوم صرنا وفد على سفارات الأمم، نطلب مساعدات، ونتسوّل استقرارًا.

وبينما كان الفرس يستعرضون قوتهم ببوابة العظمة، نحنا عم نستعرض انقسامنا ببوابات الذلّ في المرافئ والمطارات والمعابر والقصور.


فارس في وجه بني يعرب

جنبلاط مش من جماعة “محور الممانعة”، بس مش كمان من جماعة “الجاهلية التحديثية”. هو راقص ماهر على الحبال المشدودة بين طهران والرياض وباريس. يعرف أن توازن القوى لا يُقاس بالولاءات، بل ببوصلات التاريخ.

والبوابة؟ تذكير صامت أن من يتجاهل فارس، ربما يدخل من بوابة الخراب.

وهون، نطرح السؤال: مين الرسالة موجّهة إله؟
هل هي تحذير لحلفائه القدامى يلي قرروا يعاكسوا النفوذ الإيراني؟
أم همس في أذن المجتمع الدولي بأن “الفُرس بعدن واقفين على البوابة، وعم يستقبلوا الوفود، مش عم ينسحبوا”؟


الصمت أبلغ من ألف موقف

في زمن الكركبة، جنبلاط بيرمي صورة.
في زمن الصراخ، جنبلاط بيهمس.
وفي زمن الانبطاح، جنبلاط بيوقف قدام بوابة ويقول: “افهموا… قبل ما يفوت الفوت.”

والمشهد من فوق الخزّان؟
شايف سياسيين عم يتقاتلوا ع فتات موازنة، وجنبلاط عم يبعث إشارات من العصور القديمة.
شايف ناس عم تهرب من الواقع، ووليد بك عم ياخدهم برحلة عبر الزمن ليقراولهم المستقبل.


من فوق الخزّان…

الوضع لا يتحمّل غموضًا، لكن في بلد مثل لبنان، الغموض هو اللغة الرسمية.

فوق الخزّان، بنشوف البوابة… مش بوابة كل الأمم، بل بوابة قرار وطني ما عاد حدا بيعرف مين بيفتحها ومين بسكّرها.

وبينما الناس عم تفتّش عن رغيف ودواء، السياسة عم تتحوّل إلى معرض لوحات.
وجنبلاط؟ بعدو بيحط لوحة، وبيخلّي الكل يحتار:
هل دخلنا من البوابة؟
أم أننا مجرد “وفد مهزوم” ضائع أمام أطلال الإمبراطوريات؟


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى