المشهد من فوق الخزان: وبالون بيروت انتفخ… بس ليش هالقد مستغربين؟
من فوق خزاني، اللي صار صوته أعلى من صوت بعض أبواق “السلام” الكاذب، سمعت التصريح العظيم لسيدتنا ماجدة الرومي، الله يديم عليها الهدوء والطمأنينة… وأن يكون لها دائماً “المغرب” ملاذاً من “بالوناتنا” المنفوخة!
بتقوللك كانت بيروت “بالون منفوخ” بـ”الصواريخ” والأحداث… و”الصواريخ” هون بدي وقف عندها شوي.
يا سيدة ماجدة، هل يا ترى تقصدين “الصواريخ” اللي بتروح على العدو؟ الصواريخ اللي بتعبر فوق رؤوس أعداء الأمة في تل أبيب، لترفع رأس عربي شريف؟ ولا حضرتك نسيتي إنه البالون اللبناني، لو ما هالـ”صواريخ” اللي عم “تُعبر” كان ممكن يكون منفوخ أكثر، بس بالذل والقهر والتنازل عن كل شبر أرض وكرامة؟
ولما راحت عـ”المغرب”، لاقت البحر والشجر والناس الطيبين، وهديت “متل اللي شكو دبوس”. وأنا هون، من فوق خزان بيتي ببيروت، عم بطلع على البحر اللي لسا موجود (والحمد لله المقاومة حمته وما حدا قدر يسلمه أو يبيعه)، وعلى الشجر اللي بعده صامد (رغم كل القصف والحرائق اللي عم يتعرض لها من نفس الأعداء اللي عم تتجاهليهم)، وعلى الناس اللي بعدهم طيبين (رغم كل الظلم والبهدلة والتخلي اللي عم بيعيشوه، تحديداً أهلنا في غزة اللي تركهم العالم كله)… وبقول: غريب عجيب!
يعني يا إما بحرنا وشجرنا عنا “استحوا” يبينوا جمالهم الحقيقي بس نحنا عم نقاوم ونواجه، أو يمكن بدهم “نظارة” خاصة تشوف إنه في “جمال المقاومة” اللي بتدافع عن هالبلد؟
ولا يمكن “البديهية” الجديدة اللي نسيناها هي إنو البحر والشجر بيشتغلوا بس إذا العالم كله راضي عنك و”مطبل” و”مزمر” لـ”سلام” مزيف؟ يمكن بدهم “إذن أمني” من سفارات معينة ليظهروا جمالهم؟
أو يمكن نحنا “مناعة الشعب” اللي صمد وواجه، صارت أقوى من “مناعة الطبيعة” نفسها؟ يعني صرنا متعودين على “البالون المنفوخ” من الشرف والعزة لدرجة إنو الدبوس ما بقا يشتغل فينا هون! يمكن بدنا “دبوس” من نوع آخر، دبوس يشك ضمائر اللي تخلى عن فلسطين وغزة، دبوس يفرغ جيوب اللي عم يسرقوا البلد و”يطبعوا” على حساب دماء الشهداء، دبوس يهدي نفوس اللي عم يزاودوا بالوطنية وهن عم يبيعوا الوطن قطعة قطعة.
ما بعرف شو القصة، بس يبدو إنو عنا بلبنان، حتى البحر والشجر بدهم “روح” غير، يمكن روح “ما كانت بالون منفوخ” إلا بالذل. نحنا منا عم نحارب “بأسلحة النور” (اللي نورها عم يوصل لتل أبيب رغم كل تقنين الكهربا والظلمة اللي عم نعيشها هون)، لهيك الظلمة هون أقوى علينا، و”بديهيات” الهدوء والجمال صارت تحتاج “فيزا” خاصة على جواز السفر أو “واسطة” قوية… أو يمكن “صواريخ” تفتح الطريق لكرامة ما عادت موجودة عند كتير ناس.
يا ريت نقدر نحن كمان “ننشك بدبوس” ونهدى… بس بلبنان، الدبوس صار “قضية” وطنية، وكل دبوس بيفوت بيعمل 1000 بالون جديد من مشاكل ما إلها آخر. الله يديم الهدوء على ماجدة الرومي، وعلينا الصمود فوق الخزان، لعل وعسى يجي يوم ونشوف بحرنا وشجرنا “بدوام كامل”، ونشوف غزة محررة، ونشوف فلسطين كلها، مو بس “حسب الطلب” أو “بالصدفة” لمن هو محظوظ بما يكفي للسفر.
والسلام عليكم… من فوق الخزان، اللي ناطر “دبوس” واحد يطفي هالكرب كله… ويشعل نور الحق والكرامة!