التقرير السياسي

التقرير السياسي اليومي

السبت 10 ربيع الاول 1446
الموافق فيه 14 ايلول 2024

✍🏻يستمر الجُمود الداخلي على وقع استمرار المُواجهات على الحُدود مع فلسطين، في ظل انقسامات حادّة حول الملفات السياسية، من الرئاسة إلى واقع الحكومة وقانون الانتخاب، إلى الأزمة المالية وإدارة القطاعات الاقتصادية
📰 صحيفة الأخبار كتبت تقول: خرج الموفدون والزوار الذين زاروا لبنان خلال الفترة الماضية بانطباعات خطيرة، وأعرب بعضهم أمام «أصدقاء» بعيداً من الضجيج الإعلامي والسياسي عن صدمتهم من حالة العجز الموجودة التي تسود القوى الداخلية وانتظار جميع اللاعبين جلاء الصورة في الإقليم.وبحسب بعض من التقوا بموفدين، فإن الحصيلة البديهية التي يخرج بها زوار لبنان هي أن الأطراف السياسية اللبنانية تفتقد إلى الفعّالية التي تحتّم التعامل معها من قبل الإقليم والخارج بطريقة مُختلفة، فيما ينصبّ التركيز على إيجاد قنوات اتصال مع حزب الله لامتلاكه أدوات تأثير كبيرة في الملفات الإقليمية، ما ينعكس نفوذاً قوياً له في الداخل اللبناني.
وبحسب المصدر نفسه، فإن ما وصفه أحد الموفدين بـ«الاستنتاج الخطير»، هو أن الجهات اللبنانية المتضرّرة من الوضع القائم، والتي تطالب بتغييرات كبيرة على صعيد إدارة الدولة ومواقع النفوذ فيها، تُراهن فقط على التحوّلات الخارجية، ولا تُظهر أي نية جدية لإحداث خرق في العلاقات الداخلية. وأوضح أن الدول النافذة في الإقليم والعالم «تتعامل مع مواقع لبنانية تعتقد بأنها مُؤهّلة للعب دور كبير»، في إشارة مُباشرة إلى مؤسسة الجيش اللبناني. ولفت المصدر إلى أن الهامش الواسع الذي تتمتّع به قيادة الجيش ناتج بالأساس عن كون المؤسسة العسكرية باتت تحصل على حاجاتها الفعلية من مصادر تتجاوز مُؤسسات الدولة.
ونقل المصدر عن أحد الزوار أنه كما لا يوجد في لبنان من يقدر على تعطيل ماكينة حزب الله، أو وقف قدراته العسكرية والمالية، فإن حاجات الجيش اللبناني يُمكن توفيرها الآن من خلال العلاقة المُباشرة بين قيادته والدول المهتمّة، سواء الولايات المُتحدة أو غيرها من الدول الغربية للحُصول على دعم تسليحي ولوجستي كبير، أو السعودية وقطر وجهات أخرى تُوفّر أشكالاً مُختلفة من الدعم المالي لتعزيز وضع الأفراد فيه.
ولفت المصدر إلى أن مسؤولاً أوروبياً بارزاً كجوزيف بوريل أعرب عن صدمته من الأسئلة التي وُجّهت إليه حول انعكاسات الحرب الجارية على الملف الرئاسي. وصُدم أكثر من ردّة فعل سياسيين لبنانيين، عندما قال لهم إن انتخاب الرئيس هو مسألة لبنانية لا يُمكن إنتاجها من الخارج، وإن السعي إلى وقف التصعيد على الجبهة بين لبنان وإسرائيل، سيساهم في تحسين الوضع الداخلي. وساعده أحد السفراء في حديثه بالقول: «مُشكلة الرئاسة سابقة على الحرب في غزة وعند الحُدود الجنوبية، وسببها الانقسام الداخلي الكبير. وليس صحيحاً أنه يُمكن لأحد أن يستثمر في نتائج ما يحصل في المنطقة في الملف الداخلي، وتجارب لبنان تؤكّد أن مُحاولة فرض خيارات رئاسية أو حكومية رغماً عن فئة كبيرة من اللبنانيين، باءت بالفشل عند أول انعطافة في الأوضاع الخارجية».
📰صحيفة البناء كتبت تقول: نظمت موسكو حملة دبلوماسية إعلامية بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت عنوان التحذير من خطورة قيام دول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى تطال العمق الروسي والسماح باستخدامها نحو هذا العمق. وقال الرئيس بوتين سوف يكون هذا عملاً خطيراً يضع هذه الدول في حالة حرب مع روسيا، وتبعه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول إن حدوث هذا التحوّل في مسار الحرب لن يكون نهاية التصعيد لأن موسكو سوف ترد على هذا التهديد بما يتناسب مع حماية أمنها،. ومساء أمس تحدث المندوب الروسي في مجلس الأمن فقال: إن استهداف العمق الروسي بصواريخ الغرب الدقيقة يعني ان هناك طواقم بشرية من دول الناتو تقاتل الى جانب الجيش الأوكراني لأن لا قدرة تقنية لهذا الجيش على تشغيل هذه المنظومات الصاروخية، وهذا الشكل من المشاركة يتعدى مجرد تزويد أوكرانيا بالسلاح والمعلومات الاستخبارية كما هو حاصل اليوم.
في المنطقة استقطب الاهتمام ما صدر عن قادة كيان الاحتلال من تهديدات بتصعيد الوضع مع المقاومة في المواجهة الدائرة عبر الحدود اللبنانية، وهي مواجهة تزداد زخماً بصورة يومية، سواء على مستوى غارات جويّة يشنّها جيش الاحتلال وتستهدف المدنيين أغلب الأحيان، أو على مستوى العمليات النوعية والمكثفة التي تنفذها المقاومة والتي بلغت أمس مستوى متقدّماً عبر عدد العمليات ونوعيتها وطبيعة الأهداف. وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن حكومة الكيان تخصيص جلسة المجلس الوزاري الأحد لمناقشة الوضع في الشمال وضم إعادة مستوطني الشمال المهجّرين إلى مستوطناتهم إلى أهداف الحرب، ما يعني تكليف الجيش القيام بالمهمة، وما يعنيه ذلك من تصاعد التهديد بشنّ حرب.
على إيقاع هذا التصعيد يصل الإثنين الى المنطقة المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، ويبدأ جولته التي سوف تشمل بيروت من تل أبيب، تحت عنوان خفض التصعيد ومحاولة التوصل إلى تفاهمات دبلوماسيّة تبعد تهديد نشوب حرب وإفساح المجال لإنجاح المساعي الأميركية المشتركة مع مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق في غزة تعتقد واشنطن أنه يضمن وقف النار في جبهة لبنان، ويفتح الطريق للبحث بحلول وترتيبات تضمن عودة آمنة لمهجّري المستوطنات.

وفي وقت حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها، بقيت التسريبات الإعلامية عن حرب إسرائيلية واسعة وخاطفة على لبنان وسورية في محاولة لتغيير الواقع الميداني في الجنوب، في دائرة الاهتمام المحلي والإقليمي، على الرغم من أن مصادر مطلعة في فريق المقاومة تستبعد هذا الاحتمال لأسباب عسكرية وسياسية وتدرجه في إطار الحرب النفسية والمعنوية على المقاومة وبيئتها وللضغط على الحكومة اللبنانية للرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والتعاون مع الطروحات التي حملها المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة الى لبنان، وتجدد المصادر التأكيد بأن المقاومة لن تتراجع ولن توقف جبهة الإسناد قبل توقف العدوان على غزة، وما تصعيد عملياتها العسكرية في الأسبوع الماضي إلا دليل على إصرارها على موقفها، فضلاً عن الرد المؤلم على اغتيال القائد السيد فؤاد شكر، مضيفة أن العدو لن يتمكن من إبعاد حزب الله عن الحدود شبراً واحداً ولن يستعيد أمن المستوطنات في الشمال ولن يعيد المهجّرين لا قبل موسم المدارس ولا بعده حتى يوقف الحرب في غزة ويلبي مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني. وتربط المصادر بين رفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان والحملة الإعلامية المرافقة، بزيارة هوكشتاين الى المنطقة لكي تمنحه أوراق ضغط على لبنان.
وعلمت “البناء” أن ضغوطاً دبلوماسية أميركية غربية تمارس على لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية وعبرها على حزب الله لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة والسير باتفاق على الحدود يلبي المطالب اللبنانية بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط المتحفظ عليها ووقف الخروق الإسرائيلية للبنان، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته، وتلقى لبنان نصائح عدة بالموافقة على هذا الاتفاق لتجنيب لبنان الحرب. علماً أن الحكومة الإسرائيلية وفق المعلومات الدبلوماسية تلقت نصائح أميركية مقابلة بعدم توسيع الحرب على لبنان لتداعياتها الكبرى على المنطقة برمّتها، لأنها لن تبقى محصورة بلبنان و”إسرائيل”، بل ستستدرج جبهات أخرى في المنطقة.
وفي سياق ذلك، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين، قولهم إنّ “ كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين، يصل إلى “إسرائيل” الاثنين المقبل لمناقشة التوتر مع لبنان”. وأشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، وفق الموقع إلى أنّهم “قلقون من خطاب الجيش الإسرائيلي المتصاعد بشأن نشوب حرب مع لبنان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى