أسطول الطائرات التجارية على أعتاب توسع هائل في الشرق الأوسط

توقع عملاق صناعة الطائرات الأوروبية أيرباص في تقييم حديث عشية انطلاق الدورة التاسعة من معرض دبي للطيران توسعًا هائلاً في أسطول الطائرات التجارية في الشرق الأوسط.
ويشهد قطاع الطيران التجاري في المنطقة مرحلة فارقة تتّسم بنمو متسارع واستثمارات ضخمة تعيد رسم خارطة النقل الجوي عالميًا، وخاصة مع بروز شركات جديدة كطيران الرياض الساعية إلى منافسة طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والخطوط التركية.
غرين فان دن بيرج: حركة السفر في المنطقة ستنمو بمعدل 4.4 في المئة سنويا خلال عقدين
ومع ارتفاع الطلب على السفر، وتوسّع الشركات الإقليمية في أساطيلها، وتزايد مشاريع المطارات والبنى التحتية الحديثة، تجد دول المنطقة نفسها على أعتاب نمو متسارع في قدرات النقل الجوي.
ويقول الخبراء إن هذا التحوّل لا يعكس فقط طموحًا اقتصاديًا متصاعدًا، بل يؤكّد كذلك مكانة الشرق الأوسط كمركز عالمي يربط بين القارات ويعزّز دور الطيران في دعم التجارة والسياحة والتنمية الشاملة.
ورجحت أيرباص أن يرتفع عدد الطائرات العاملة من نحو 1480 طائرة في عام 2024 إلى 3700 طائرة بحلول عام 2044، وفقًا لتوقعات السوق العالمية لعام 2025 الصادرة حديثًا عن الشركة.
وقالت غرين فان دن بيرج، رئيسة قسم التسويق في أيرباص لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط الأحد، إن “أسطول الطائرات الإقليمي في الشرق الأوسط سيتضاعف ليصل إلى 3700 طائرة بحلول عام 2044.”
وأوضحت خلال مؤتمر صحفي في دبي إن الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات “تتوقع نمو حركة المسافرين في الشرق الأوسط بمعدل سنوي مركب قدره 4.4 في المئة خلال العقدين المقبلين.”
وسيكون ذلك النمو مدفوعا بتوسع قطاع السياحة، وتزايد عدد السكان، والاستثمار المُستمر في التجارة والنقل، وسط منافسة قوية بين دول المنطقة وخاصة في الخليج العربي على سوق رحلات المسافات الطويلة.
ومن المُتوقع أن يزداد عدد سكان المنطقة بمقدار 240 مليون نسمة خلال فترة التوقعات، مما سيؤدي إلى طلب كبير على مقاعد إضافية وطائرات أكثر كفاءة.
وأضافت فان دن بيرج إن “سوق الخدمات في المنطقة سيتضاعف ليصل إلى حوالي 29.9 مليار دولار بحلول نهاية عام 2044.”
وتُصنّف المنطقة كواحدة من أسرع أسواق الطيران نموًا في العالم، مدفوعةً بالطلب القوي على السفر والتنويع الاقتصادي، والدور الاستراتيجي للشرق الأوسط كمركز عالمي عابر للقارات، حيث ستعزز الطائرات عريضة البدن الطلب.
وتُعتبر كل من شركتي طيران الإمارات الخطوط الجوية القطرية ضمن أفضل 20 شركة طيران عالميًا من حيث القدرة لعام 2024، وضمن أفضل 10 شركات من حيث عدد المقاعد المتاحة بالكيلومترات.
وتعتد هاتين الشركتين إلى جانب الخطوط الجوية السعودية، شركات الطيران الثلاث الأولى من حيث مكانة نشاط مجموعات القطاع، وقد قدمت هذه مجتمعة 127 مليون مقعد على الرحلات المغادرة في عام 2024.
وتشير التوقعات إلى تسليم 4080 طائرة ركاب جديدة إلى المنطقة بحلول عام 2044، منها 2380 طائرة أحادية الممر و1700 طائرة عريضة البدن.
وستمثل الطائرات عريضة البدن 42 في المئة من إجمالي عمليات التسليم الجديدة، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي البالغ 20 في المئة
وهذا النمو في الأسطول سوف يضع الشرق الأوسط كمحرك رئيسي عالمي لنمو الطائرات عريضة البدن، بفضل موقعه الجغرافي واستراتيجيات شبكات المسافات الطويلة التي تتبناها شركات الطيران الإقليمية.
وصرح غابرييل سيميلاس، رئيس إيرباص في أفريقيا والشرق الأوسط، بأن التوسع المتوقع يُبرز التأثير المتنامي للمنطقة في قطاع الطيران العالمي.
وأضاف “ستصبح هذه المنطقة مركزًا رئيسيًا للرحلات الطويلة الآن وفي المستقبل”. وتابع “يُعدّ التوسع المتوقع في أسطول الطائرات أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما فيما يتعلق بالطائرات عريضة البدن”
3700 طائرة الأسطول المتوقع لشركات الطيران في المنطقة بحلول عام 2044، بحسب تقديرات شركة أيرباص
وتفخر أيرباص بشراكتها الوثيقة مع زبائنها في المنطقة، مُقدمةً لهم أحدث الطائرات وأكثرها كفاءةً، بالإضافة إلى الدعم المُتكامل والحلول المُستدامة. وإلى جانب نمو الأسطول، تُسلط التوقعات الضوء على الحاجة المُلحة إلى الكفاءات والخدمات.
وتُقدّر الشركة أن يحتاج الشرق الأوسط إلى أكثر من 265 ألف متخصص طيران جديد بحلول عام 2044. ويشمل ذلك 69 ألف طيار و64 ألف فني و132 ألف من أفراد طاقم الضيافة الجوية.
ومن المتوقع أن تبلغ قيمة سوق خدمات الطيران التجاري في المنطقة 30 مليار دولار على مدى العقدين المقبل، مع تسجيل أقوى نمو في مجالات الصيانة والتدريب وعمليات الطيران وتقنيات إدارة الحركة الجوية وتحديثات المقصورات.
وعلى مدار العقد الماضي، زادت قدرة شركات الطيران منخفضة التكلفة مسجلةً متوسط نمو سنوي قدره 11.5 في المئة، محرزةً تفوقًا هائلاً على شركات الطيران التقليدية.
وتهيمن مصر على مسارات شركات الطيران منخفضة الكلفة في السوق الأفريقية المتنامية، حيث تستوعب 96 في المئة من قدرة فلاي ديل و81 في المئة من رحلات فلاي ناس و73 في المئة من رحلات العربية للطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتعتمد شركات الطيران متكاملة الخدمات وشركات الطيران التقليدية في المنطقة على حركة الركاب المتصلة، تحت تستوعب الخطوط القطرية 84 في المئة وطيران الإمارات ما نسبته 77 في المئة والاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي 66 في المئة.
The post أسطول الطائرات التجارية على أعتاب توسع هائل في الشرق الأوسط appeared first on Lebanon Economy.


