بوتين يراهن على الذكاء الاصطناعي والأسلحة الليزرية في حروب المستقبل

ووفقًا للأرقام التي أوردها الرئيس، تم تسليم أكثر من 4000 آلية مدرعة، بما في ذلك دبابات وناقلات جند مدرعة، بالإضافة إلى 180 طائرة ومروحية، إلى الجيش الروسي خلال العام الماضي. وأفادت التقارير أن الوحدات القتالية الأمامية تتلقى يوميًا نحو 4000 طائرة مسيرة من نوع “الرؤية من منظور الشخص الأول” (FPV).

ورغم هذه الإمدادات، اعترف بوتين بأن روسيا لا تزال تواجه نقصًا مستمرًا في الطائرات المسيرة على أرض المعركة.

وقال: “جنودنا في الخطوط الأمامية ينتظرون هذه الطائرات بفارغ الصبر”، مضيفًا أن “الطائرات المسيرة أصبحت عاملًا حاسمًا في حروب اليوم”.

وشدد بوتين على أن الخبرات المكتسبة من العمليات العسكرية الجارية، التي تصفها موسكو بأنها “عملية عسكرية خاصة”، هي المحرك الرئيسي للابتكار في التكنولوجيا العسكرية الروسية.

وقال: “نحن نشهد اختراقات حقيقية في مجال المعدات العسكرية”، مشيرًا إلى أن بعض الابتكارات “فريدة من نوعها عالميًا”.

كما وجه الرئيس الروسي بمراجعة برامج التدريب العسكري، مطالبًا بتحديث المناهج الدراسية في الأكاديميات والمدارس العسكرية للضباط، بالإضافة إلى إجراء مراجعة شاملة لكافة كتيبات الميدان، من مستوى الفصيلة وحتى التشكيلات الكبرى والعملياتية، بما يعكس التغيرات “التحولية” في تكتيكات ساحة المعركة، خصوصًا تراجع دور الهجمات المدرعة وصعود الحرب بواسطة الطائرات المسيرة.

وفي نظرة بعيدة المدى، كلف بوتين المخططين العسكريين باستشراف طبيعة الحروب خلال الخمسة والعشرة والخمسة عشر عامًا القادمة. وقال: “تطور الحروب يتسارع”.

وأكد أيضًا أهمية القدرات الفضائية، داعيًا إلى إتمام بناء منظومة أقمار صناعية قادرة على توفير الاتصالات المشفرة، والاستطلاع، والإنذار المبكر في بيئات النزاع. وأضاف: “الأقمار الصناعية أصبحت في صميم جميع العمليات العسكرية”.

وفيما يتعلق بتطوير الأسلحة المتقدمة، شدد بوتين على ضرورة تسريع إنتاج الأنظمة الروبوتية، والمنصات البحرية غير المأهولة، وأنظمة الدفاع الجوي المعتمدة على الليزر.

وقال: “الضوء يسير بسرعة لا تضاهى”، مشيرًا إلى أن الأسلحة الليزرية قد تشكل العمود الفقري لدفاعات روسيا الجوية المستقبلية.

واختتم حديثه بالإشارة إلى مشاريع سرية تُعرف بـ”الأوراق الرابحة” قيد التطوير في مراكز الأبحاث ومكاتب التصميم الروسية.

وقال: “يجب علينا دراسة هذه المشاريع بعناية وعدم التخلي عنها قبل أوانها”.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top