برلين تتجاهل طلب كييف للحصول على صواريخ كروز Taurus KEPD 350
وبحسب صحيفة بيلد، تم “تجاهل” كلا الطلبين الأوكرانيين من قبل برلين. وفي حين لم يرفض شولتز بشكل قاطعة، إلا أنه لم يقدم ردًا إيجابيًا أيضًا.
كما زعمت مصادر بيلد أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بتأجيل اجتماع مخطط له بشأن أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية بسبب إعصار ميلتون كان مجرد ذريعة. في الواقع، تشير الصحيفة إلى أن بايدن ببساطة لا يريد مناقشة الصراع في أوكرانيا علنًا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
“لم يحرز زيلينسكي أي تقدم في أي من مطالبه الرئيسية في ‘خطة النصر’. كانت جولة أوكرانيا الأوروبية فاشلة”، كما قال كارلو ماسالا، الخبير العسكري البارز في ألمانيا وأستاذ في جامعة البوندسفير في ميونيخ، لصحيفة بيلد.
في الثامن من أكتوبر، أرجأ الرئيس بايدن رحلة إلى ألمانيا وأنجولا كانت مقررة في الفترة من 10 إلى 15 أكتوبر بسبب اقتراب الإعصار القوي ميلتون. ونتيجة لذلك، تم إلغاء اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، الذي كان مقررًا في الأصل في 12 أكتوبر في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا.
يعود رفض ألمانيا تزويد أوكرانيا بصواريخ توروس KEPD 350 إلى الطلب الأولي الذي قدمته كييف في مايو 2023. وعلى الرغم من الضغوط المستمرة من جانب أوكرانيا والدعم من البعض داخل ألمانيا، فقد رفض المستشار أولاف شولتز مرارًا وتكرارًا، مشيرًا إلى مخاوف من أن تسليم هذه الصواريخ قد يزيد من توريط ألمانيا في الصراع مع روسيا.
وأوضح شولتز أن توفير الصواريخ سيتطلب من أفراد الجيش الألماني المساعدة في الاستهداف، وهو ما اعتبره غير مقبول. وقال للبرلمان الألماني: “هذا خط أحمر لا أريد تجاوزه”. وأكد أن “الحذر ليس ضعفًا، بل حق للمواطنين” في ألمانيا. وفي حين طعن بعض الشخصيات العسكرية والسياسيين المعارضين في هذا الموقف، كانت المخاوف بشأن التصعيد ورد الفعل الروسي المحتمل، وخاصة بشأن الأصول الاستراتيجية مثل جسر كيرتش، محورية في قرار برلين.
في أوائل عام 2024، رفض البوندستاغ رسميًا اقتراحًا بتسليم صواريخ توروس، حيث صوت 485 عضوًا ضد الإجراء و178 فقط لصالحه. لم تقسم القضية الأحزاب السياسية فحسب، بل وأيضًا الرأي العام في ألمانيا. ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة فورسا في أبريل 2023، عارض 56٪ من الألمان توفير هذه الأسلحة، وظل شولتز ثابتًا في موقفه، على الرغم من الضغوط من زيلينسكي وحلفاء أوكرانيين آخرين.
ورغم أن فرنسا والمملكة المتحدة زودتا أوكرانيا بالفعل بصواريخ مماثلة، فقد أكد شولتز أن وضع ألمانيا فريد من نوعه، وبالتالي عرقلة طلب أوكرانيا رئيسي بسبب المخاوف المتعلقة بالأمن القومي.
إذا حصلت أوكرانيا على صواريخ توروس KEPD 350 جو-أرض من ألمانيا، فإنها ستكتسب ميزة عسكرية كبيرة في حربها الجارية مع روسيا. هذه الصواريخ، التي يتجاوز مداها 500 كيلومتر [310 ميل]، يمكنها ضرب أهداف محصنة بشدة مثل مراكز القيادة والجسور ومستودعات الذخيرة في عمق خطوط العدو، بما في ذلك في شبه جزيرة القرم.
وهذا من شأنه أن يسمح لأوكرانيا باستهداف البنية التحتية الروسية الحيوية دون الاعتماد على أنظمة الصواريخ قصيرة المدى، والتي تظل بعيدة عن متناول الأهداف المهمة استراتيجيًا. إن نظام الرأس الحربي المزدوج لصاروخ توروس، القادر على اختراق طبقات سميكة من الخرسانة أو الدروع قبل الانفجار بدقة، من شأنه أن يوفر للجيش الأوكراني قوة نيران كبيرة، وخاصة ضد المواقع الروسية المحصنة بشدة.
وعلاوة على ذلك، فإن استخدام صواريخ توروس من شأنه أن يزيد من الضغوط على الهياكل اللوجستية والقيادية الروسية، والتي تعد ضرورية لإمداد وتنسيق قواتها على طول الخطوط الأمامية. على سبيل المثال، من الممكن أن تؤدي الضربات على روابط النقل الرئيسية مثل جسر كيرتش إلى إعاقة جهود روسيا لنقل الموارد إلى جنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
إن هذا النظام الصاروخي من شأنه أن يمكن أوكرانيا من تنفيذ هجمات بعيدة المدى ودقيقة دون تدخل مباشر من القوات الغربية – وهو ما يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لألمانيا عند اتخاذ قرار بشأن الموافقة على تسليم مثل هذه الصواريخ. في نهاية المطاف، سقد تسمح صواريخ توروس لكييف بتحويل التوازن الاستراتيجي للحرب لصالحها من خلال الضرب في عمق الأراضي الروسية مع الحد الأدنى من المخاطر على القوات الأوكرانية.
توروس KEPD 350 هو صاروخ كروز جو-أرض مصمم لشن ضربات دقيقة بعيدة المدى ضد أهداف محمية بشدة. تم تطوير الصاروخ من قبل اتحاد MBDA Deutschland الألمانية و Saab Bofors Dynamics السويدية، ويبلغ مداه أكثر من 500 كيلومتر، مما يسمح للطائرات مثل تورنادو ويوروفايتر تايفون بضرب أهداف بعيدة خلف خطوط العدو دون الدخول في متناول الدفاعات الجوية للعدو.
تم تجهيز توروس بمحرك توربوفان متقدم، مما يمكنه من الطيران بسرعات تصل إلى 0.9 ماخ. كما يتميز بنظام ملاحة متطور يجمع بين نظام تحديد المواقع العالمي والملاحة بالقصور الذاتي وأجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء لضرب الأهداف بدقة حتى في التضاريس الصعبة.
ومن أهم مميزات الصاروخ هو رأسه الحربي المزدوج، حيث تم تصميم الجزء الأول لاختراق الدروع أو الجدران الخرسانية السميكة، بينما ينفجر الجزء الثاني بعد الاختراق، مما يتسبب في انفجار هائل داخل الهدف. وتسمح هذه القدرة للصاروخ بتدمير الأصول ذات القيمة العالية مثل المخابئ القيادية أو الجسور بدقة استثنائية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز صاروخ توروس بتقنية تتبع التضاريس، مما يمكنه من الطيران على ارتفاعات منخفضة لتجنب أنظمة الرادار المعادية. وهذا يجعله سلاحًا قويًا للتغلب على الأهداف والمرافق الاستراتيجية في البيئات شديدة التحصين.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-10-13 15:07:00
The post برلين تتجاهل طلب كييف للحصول على صواريخ كروز Taurus KEPD 350 appeared first on Beiruttime اخبار لبنان والعالم.