روسيا تعرض على الهند طائرات Su-57E مطورة بأسلحة فرط صوتية، لكن المخاوف لا تزال قائمة بشأن قدراتها الشبحية وموثوقية المحر…

موقع الدفاع العربي 6 ديسمبر 2024: تبذل روسيا جهودا متجددة لإغراء الهند بطائرتها المقاتلة من الجيل الخامس سو-57 إي (Su-57E)، التي تفتخر الآن بترقيات تشمل أسلحة فرط صوتية، وخصائص تخفي وأنظمة طيران محسنة. ولتحسين الصفقة، أفادت التقارير أن روسيا خفضت تكلفة الطائرة وأعربت عن استعدادها لقبول الدفع بالروبية الهندية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الحوافز، تظل الهند حذرة. وتظل المخاوف قائمة بشأن قدرة روسيا على الوفاء بوعودها، وخاصة فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا، وموثوقية المحرك الجديد، والتأثير المحتمل الذي قد يخلفه هذا الاستحواذ على برنامج مقاتلات الجيل الخامس الهندية، AMCA.

سعي الهند للحصول على مقاتلات الجيل الخامس مدفوع بمشهد الأمن الإقليمي المتطور. وفي مواجهة الصراعات المحتملة مع كل من الصين وباكستان، اللتين تتقدم قوتهما الجوية بسرعة، تدرك الهند الحاجة إلى التكنولوجيا المتطورة للحفاظ على التفوق الجوي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من أسطول القوات الجوية الهندية الحالي أصبح قديمًا، مما يستلزم استبداله بطائرات أكثر كفاءة. وفي حين يُنظر إلى AMCA على أنها حل طويل الأجل، فإن التدابير المؤقتة ضرورية لمعالجة الثغرات الأمنية الفورية.

تهدف Su-57E، بهيكلها المعاد تصميمه، إلى تقديم قدرات خفية محسنة. ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة حول مقطعها العرضي الراداري (RCS) مقارنة بمقاتلات الجيل الخامس الأخرى.

تم تجهيز الطائرة بأنظمة إلكترونية متقدمة، بما في ذلك رادار AESA وأنظمة الحرب الإلكترونية، لتحسين القدرة على البقاء والوعي الظرفي.

يُتوقع أن يسهم التكامل المرتقب لمحرك Izdeliye 30 في تعزيز قدرات الدفع، والسرعة الفائقة، وتوجيه الدفع للطائرة، إلا أن التأخيرات التي واجهها تطوير هذا المحرك أثرت سلبًا على جاهزية Su-57E بشكل عام.

تتمتع الهند وروسيا بشراكة دفاعية طويلة الأمد، حيث تعد روسيا موردًا رئيسيًا للمعدات العسكرية، بما في ذلك طائرات ميغ وسوخوي المقاتلة. ومع ذلك، انهار مشروع مشترك سابق لتطوير مقاتلة من الجيل الخامس، برنامج FGFA، في عام 2018 بسبب الخلافات حول نقل التكنولوجيا والتكلفة والأداء. تساهم هذه التجربة السابقة في النهج الحذر الحالي للهند.

أحد أبرز مخاوف الهند يتعلق بالتأثير المحتمل لطائرة Su-57E على برنامج الطائرة القتالية المتقدمة (AMCA). فعلى الرغم من أن الاستفادة من التكنولوجيا الروسية المتقدمة قد توفر للهند رؤى تقنية مهمة، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تحويل الموارد المخصصة للبرنامج المحلي ويعرقل تقدمه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية يتعارض مع أهداف الهند في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع.

كما أن اقتناء Su-57E يثير تحديات جيوسياسية. فمن جهة، قد يؤدي تعزيز التعاون الدفاعي مع روسيا إلى توتر علاقات الهند المتنامية مع شركائها الغربيين، ومن جهة أخرى، يزيد من مخاطر التعرض لعقوبات محتملة من الولايات المتحدة.

سيكون قرار الهند بشأن طائرة سو-57 إي معقدًا، حيث يوازن بين الاحتياجات التشغيلية الفورية والأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل. وفي حين توفر الطائرة المطورة قدرات كبيرة، فإن المخاوف بشأن نقل التكنولوجيا وموثوقية المحرك والعواقب المحتملة لبرنامج AMCA تظل عقبات كبيرة.

يتعين على الهند أن تزن هذه العوامل بعناية إلى جانب التداعيات الجيوسياسية قبل اتخاذ قرار يتماشى مع استراتيجيتها الدفاعية الأوسع وطموحاتها في الاستقلال التكنولوجي.