روسيا تبدأ سحب قواتها من سوريا

موقع الدفاع العربي 8 ديسمبر 2024: تناولت وسائل إعلام روسية بارزة ومصادر عسكرية تقارير تفيد بانسحاب محتمل للقوات الروسية من سوريا، مما أثار جدلًا واسعًا حول مستقبل النفوذ العسكري والجيوسياسي لموسكو في المنطقة.

وذكرت قناة Voennyy Osvedomytel على تطبيق تيليغرام، المعروفة بعلاقتها الوثيقة بمصادر عسكرية روسية، أن “التقارير تشير إلى أننا بالفعل ننسحب من سوريا. يصعب تصديق ذلك، ولكن إن كان صحيحًا، فهو يمثل هزيمة جيوسياسية كبيرة وخسارة فادحة لوجودنا العسكري في الشرق الأوسط، الذي قاتلنا للحفاظ عليه على مدار السنوات التسع الماضية”.

كما وجهت القناة انتقادات حادة للرئيس السوري بشار الأسد، واصفة إدارته بأنها اتسمت بـ”قصر النظر والعناد”، بينما أشارت أيضًا إلى تقصير المسؤولين الروس في استيعاب إشارات التحذير بشأن احتمالية انهيار النظام. وشددت القناة على الأهمية الاستراتيجية للقواعد العسكرية الروسية في سوريا، والتي لم تقتصر على تعزيز النفوذ في الشرق الأوسط فحسب، بل كانت أيضًا قاعدة انطلاق للعمليات العسكرية الروسية في إفريقيا. وأضافت: “لا يزال من غير الواضح كيف سيتم التعامل مع هذه التحديات الآن”.

من جهته، تناول الضابط الروسي إيليا تومانوف، المعروف بلقب “فايتر بومبر”، الجوانب اللوجستية لعملية الانسحاب. وأوضح أن “إزالة جميع المعدات العسكرية الروسية من سوريا بشكل كامل قد يستغرق عدة أشهر”، مشددًا على أن الأولوية القصوى هي “تأمين إخلاء الأفراد بأمان ودون خسائر”.

في سياق متصل، أشارت مجلة The War Zone الأمريكية إلى مؤشرات تدعم احتمال بدء عمليات الإخلاء. وذكرت زيادة في نشاط النقل الجوي في قاعدة حميميم الروسية، حيث تم رصد طائرات نقل متعددة من طراز IL-76 وAN-124. كما لوحظ ارتفاع في تحركات طائرات Su-24 على المدرج، مما يعكس جهودًا لوجستية مكثفة.

Signs of possible evacuation at Russia’s Khmeimim Air Base in Syria. Multiple airlifters have arrived at the base. 3 IL-76s and 1 AN-124. The An-72 is usually forward based there. There also appears to be a Su-24 on the runway. Major uptick in airlifted presence. Expect more. pic.twitter.com/uFpCLGpJ4g

— The War Zone (@thewarzonewire) December 7, 2024

تأتي هذه التطورات في وقت حرج بالنسبة للاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أن الانسحاب قد يترك تداعيات خطيرة على نفوذ موسكو الإقليمي وقدرتها على التأثير في إفريقيا. وأشار أحد المحللين الروس إلى أن “هذه الخطوة ستكون مكلفة للغاية، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل سياسيًا أيضًا”.