روسيا تجلي أسطولها بالكامل المتمركز في قاعدة طرطوس البحرية في سوريا

موقع الدفاع العربي 9 ديسمبر 2024: أكدت صور الأقمار الصناعية في الثالث من ديسمبر 2024، حدوث تحول استراتيجي كبير للبحرية الروسية.

ووفقا للتحليلات التي نشرتها مؤسسة MT Anderson ومعهد دراسة الحرب the Institute for the Study of War (ISW) قامت روسيا بإجلاء أسطولها بالكامل المتمركز في قاعدة طرطوس البحرية في سوريا. وتشمل هذه الخطوة غير المسبوقة سحب ثلاث فرقاطات: اثنتان من فئة Gorshkov-class وواحدة من فئة Grigorovich-class وغواصة محسنة من فئة Kilo-class وسفينتين أخريين.

بدأت روسيا بإجلاء أصولها البحرية من قاعدة طرطوس في سوريا.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية سحب ثلاث فرقاطات، غواصة، وسفينتين مساعدتين، وتفريغ القاعدة من المعدات pic.twitter.com/kAMN7M2rao

— defense arabic موقع الدفاع العربي (@DefenseArabic) December 9, 2024

ويعكس الإغلاق المؤقت لقاعدة طرطوس التعقيد المتزايد للتحديات الجيوسياسية التي تواجهها موسكو، فتركيا تطبق بصرامة اتفاقية مونترو (Montreux) التي تمنع السفن الحربية الروسية من عبور المضايق التركية. ويمنع هذا القيد إعادة انتشارها إلى موانئ البحر الأسود، الأمر الذي يضطر هذه السفن على الأرجح إلى الإنتقال إلى قواعد الأسطول الروسي في شمال غرب روسيا وكالينينغراد.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن هذا القرار مرتبط بتهديد محتمل من جانب قوات المعارضة السورية. ويشير المحللون إلى أن هذه القوات التي تتقدم جنوبا نحو حماة على بعد حوالي 80 كيلومتر شمال شرق طرطوس قد تشكل خطرًا مباشرا على هذه القاعدة الاستراتيجية.

وقد قيدت الحرب الجارية في أوكرانيا بشكل كبير قدرة روسيا على دعم الحكومة السورية بنفس القدر من الشدة كما فعلت في الماضي. ومع إعادة توجيه الكثير من مواردها العسكرية واللوجستية نحو الصراع ضد أوكرانيا اضطرت روسيا إلى إعطاء الأولوية لتركيزها الاستراتيجي. وقد أدى هذا التحول إلى عجز موسكو عن الحفاظ على نفس المستوى من الوجود العسكري والقدرة العملياتية في سوريا كما يتضح من انسحاب أسطولها البحري من طرطوس.

وتسلط هذه القيود الضوء على الضغوط المتزايدة على الجهاز العسكري الروسي الذي يكافح الآن للحفاظ على المشاركات المتزامنة في مناطق متعددة مما يعرض نفوذه والتزاماته في الشرق الأوسط للخطر.

ويثير انسحاب للسفن الروسية من طرطوس تساؤلات حول مستقبل هذه القاعدة حيث أنها الموطئ البحري الوحيد الذي تمتلكه روسيا في البحر الأبيض المتوسط. كما أن الخسارة المحتملة لطرطوس من شأنها أن توجه ضربة قوية لروسيا التي تستخدم هذه المنشأة كمركز لعملياتها البحرية في المنطقة.