اراحت كلمة سماحة السيد حسن نصرالله الاخيرة المجتمع اللبناني وخصوصا اقتصاده، عندما اعلن انتهاء عملية الثأر لاغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، وهو احد القادة العسكريين في حزب الله، عندما طالب المواطنين بالعودة الى اشغالهم ومنازلهم واستئناف نشاطهم الطبيعي بعد ان كانوا في اجواء بدء الحرب الشاملة.
واتى كلام نصرالله بعد ثلاثة اسابيع من الاستعدادات لرد حزب الله، حيث “تكربج ” الاقتصاد وجمدت النشاطات المؤثرة على القطاعات الاقتصادية. الجدير ذكره ان عملية الاغتيال ادت الى اغتيال الموسم السياحي، الذي كان لا بأس به رغم الحرب على غزة وامتداداتها على جنوب لبنان، حيث قطع المغتربون اللبنانيون اجازاتهم وعادوا الى الدول التي اتوا منها، كما ان السياح الذين غامروا بالمجيء اضطروا الى العودة، بعد التحذيرات المتكررة لسفارات بلادهم بتجنب لبنان، كما ان شركات الطيران الاجنبية عمدت الى الغاء رحلاتها الى لبنان .
لكن بعد كلمة السيد نصرالله استأنفت هذه الشركات رحلاتها الى لبنان باستثناء “لوفتهانزا” و”ترانسافيا”، الا انه لم يلحظ اي تغيير في حركة الركاب، باعتبار انه لم يمض على كلمة السيد نصرالله سوى ٢٤ساعة . كما ان خطط الطوارىء التي اعدت للحرب الشاملة والاموال المرصودة لها تنفست الصعداء قليلا، بعد ان كانت تعد سيناريوهات متشائمةُ.
يقول امين عام “الهيئات الاقتصادية” ورئيس “جمعية تجار بيروت” نقولا شماس ل”الديار” ان كلمة السيد نصرالله ادت الى مناخ من الارتياح في النفوس والحركة وقد احسسنا بهذا الارتياح من خلال الاتصالات التي تلقيناها من القطاع الخاص والعام ، وهي خطوة تغيير باتجاه المزاج العام وعودة الى الحياة الطبيعية ، وبالاتجاه الصحيح بانتظار انتهاء الحرب في غزة والجنوب، والدخول في مرحلة من الاستقرار نتمنى ان يسمح لنا باعادة الدورة الاقتصادية الى الدوران من جديد في كل لبنان وبكل الاوقات، واعادة تحريك الحد الادنى من العجلة الاقتصادية.
واكد ان هذه جرعة الاوكسجين نأمل ان تعود علينا بشىء من الخسائر المتراكمة منذ ٧ تشرين الاول الماضي، واعتبر شماس انه اذا لم يحدث اي شىء استثنائي، فإن شهر ايلول قد يسترجع بعض الخسائر التي سجلناها في شهر آب، متكلين على الاجواء المريحة في الارض، وعلى التجاوب السريع من قبل المواطنين الذين يريدون العيش بهدوء واطمئنان .
اما نائب رئيس نقابة المطاعم والملاهي والمقاهي خالد نزها فاعتبر انه من المبكر الحديث عن انفراجات اقتصادية، بعد سلسلة التهديدات التي اطلقت والتحذيرات التي صدرت عن السفارات لرعاياها في لبنان بضرورة السفر ، وبعد الغاء شركات طيران عالمية رحلاتها الى لبنان ، لكن ما تبين على الارض ان ارتياحا ظهر بعد كلمة السيد نصرالله ، نأمل ان يترجم بتعويض بعض ما خسرناه ، واكد ان اللبنانيين المغتربين غادروا لبنان وكذلك السياح، اما اللبناني المقيم فحالته يرثى لها، بعد ان صادرت المصارف امواله وفقدت عملته الوطنية ٩٨في المئة من قيمتها، وبالتالي اصبحت له اولويات لعل اهمها تأمين الاقساط المدرسية والطبابة والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية .
واكد نزها ان القطاع السياحي كان يعول كثيرا على موسم الصيف ، وبالتالي من المفروض الانتظار قليلا لكي يبنى على الشىء مقتضاه، وان كان الموسم ذهب ادراج الرياح، معتبرا ان الاطمئنان يسود عندما يتم الاتفاق على تسوية ووقف لاطلاق النار .
اما رئيس “جمعية تجار بدارو” الدكتور جورج براكس فأكد ان تغييرا حصل بين ليلة الاحد ويوم الاثنين الماضيين، حيث عدنا نشهد حضورا في المطاعم والمقاهي، بعد ان كان اصحاب المطاعم يشتكون من قلة رواد هذه المطاعم .
واكد ان الحركة عادت الى شارع بدارو من خلال الاقبال على المطاعم والمقاهي خصوصا اثناء الليل، متمنيا ان يتم الاتفاق على وقف اطلاق النار، لانقاذ ما تبقى من نشاط سياحي وتجاري .
جوزف فرح – الديار
The post كلمة نصرالله حول العودة الى الأشغال والمنازل أراحت الإقتصاد وحرّكت جموده appeared first on LebanonFiles.
