عاجل

الممر الهندي الشرق أوسطي والتأثيرات الهندية على السياسة الدولية

يتصاعد دور الهند على الصعيدين الدبلوماسي والإقتصادي وسيتصاعد على الساحة العالمية أكثر مع موقعها الجغرافي أولاً، وما تبنيه من تموضع جيوسياسي ثانيًا، وهذا نتيجة طموحها لتصبح قوة عظمى إقتصاديه لها وزنها وحصتها في الإقتصاد العالمي وكذلك من كيفية بنائها علاقات إقتصادية ودبلوماسية متوازنة مع مجموعة القوى العالمية الأساسية وطموحها القوي بأن تصبح هي بوابة العلاقات بين عالمي الشمال والجنوب، ولتستفيد من جميع هذه العلاقات لتتحول في المستقبل القريب قوة عظمى لها القدرة على التدخل في رسم السياسات العالمية ولتشارك القوى العالمية والصاعدة في الشكل الجديد لعالم متعدد الأقطاب.

إلى اليوم لا زالت الجيوسياسة تنافس الى حد كبير الجيوإقتصاد، ومن هنا قد نرى الغموض في تصرفات الدول الكبرى في بناء شبكة علاقاتها وتحالفاتها وقفزها فوق العديد من التحديات الإقتصادية في العديد من المواضع وهذا ما قد لا يكون واضحًا من دون رؤية مجموعة العلاقات الدولية مع بلد مثل الهند.

ترى الهند أن الدول الصاعدة تشكل عالمًا متعدد الأقطاب ما يتلاءم مع الرؤية الهندية للعالم، ويفسح لها المجال في التواجد بقوة على الساحة العالمية، وأن هذه الدول تشكل جبهة ضد الهيمنة الغربية في المؤسسات العالمية، ولكن الأهم من ذلك أن الهند لا تسعى الى استبعاد الغرب بالكامل، ولا تتبنى السرديات الروسية أو الصينية في خطابها، إنما لا تتردد في استخدام صور معادية للغرب خاصة في المؤسسات المالية الدولية عندما تحاول الدول الغربية التشكيك في “حيادها الإستراتيجي”، ومن هنا تتخذ الهند منحى واسعًا في تشكيل شبكة علاقاتها “الإستراتيجية”.

العلاقة بين الولايات المتحدة والهند:

على مدى العقود الثلاثة الماضية نمت العلاقة بين الهند والولايات المتحدة وأصبحت أكثر قوة، خاصة مع زيادة التعاون في الجوانب الإستراتيجية الهامة من قطاع الدفاع الى التكنولوجيا، ومجموعة من المبادرات الثنائية والمتعددة الأطراف، وخلال آخر زيارة لرئيس الوزراء الهندي مودي للولايات المتحدة أشار الرئيس بايدن إلى العلاقة بين البلدين بأنها: “أقوى وأقرب وأكثر ديناميكية من أي وقت مضى في التاريخ”.

لذلك فقد حددت الولايات المتحدة ثلاث ركائز أساسية للتعامل مع الهند:

– بأنها أكبر ديمقراطية في العالم.

– وبأنها حصن ضد صعود الصين.

– ولديها إمكانيات كمحرك للنمو العالمي.

إلاّ أنه وفي حالة الصراع بين الصين والولايات المتحدة فإن الهند تضع حدوداً لانحيازها الى جانب الولايات المتحدة إنطلاقاً من التزام الهند الطويل الأمد بالإستقلال الإستراتيجي في سياستها الخارجية، والذي ينطوي على الشراكة مع كل الأقطاب ذات النفوذ الرئيسي في النظام الدولي، وهذا يعني أن الهند لها ارتباط وثيق مع الولايات المتحدة، إلا أنها ستظل بعيدة عن تحالف كبير واستراتيجي معها بسبب القيود الناتجة عن اعتمادها بشكل كبير على الصين إقتصاديًا، وعلى روسيا عسكريًا، وهذا ما يضيف حالة من الغموض بشأن الدور الذي قد تلعبه الهند في حالة الصراع المحتمل بين الولايات المتحدة والصين.

لذا فإن هناك خطوط صدع مستقبلية قد تحكم العلاقة بين الولايات المتحدة والهند ناتجة على أن الهند تعتمد سياسة خارجية أكثر حزمًا وقوة من خلال سعيها للإعتراف بمكانتها كقوة عالمية وهذا ما عبرت عنه خلال رئاستها لمجموعة العشرين عندما طرحت ما يسمى بالحلول الهندية للقضايا العالمية، فما تريده الولايات المتحدة من الهند هي أن تكون الى جانبها في المواجهة الإستراتيجية مع الصين لأن قدراتها البشرية وامتلاكها جيشاً كبيراً وسلاحًا نوويًا يسمح لها بأن يكون لها تأثيراً قويًا في حال وقوع حرب بين الصين والولايات المتحدة، لذلك هي تبتعد عن هذا التموضع بشكل واضح، وتدرك جيداً بأن أي حرب بينها وبين الصين ستكون مدمرة للبلدين، وتسعى الولايات المتحدة لإغراء الهند واستمالتها بشكل أكبر عبر إتفاقيات ثنائيه وتعزيز العلاقات الثنائية على عدة مستويات، وتطوير البحرية الهندية لتصبح القوة الأكبر والمسيطرة على المحيط الهندي من مضيق ملقا الى خليج عدن، ما يجعلها قادرة على تحمل مسؤولية أمن المحيط ويكون لها القدرة على منافسة القوة البحرية الصينية الصاعدة التي يحتمل أنها ستتمدد مستقبلاً الى المحيط الهندي، لذلك تعمد الولايات المتحدة ما تسميه بالإيثار الإستراتيجي وهي أن تتخلى عن مجموعة من المصالح وإعطاء الهند بعض الإمكانيات العسكرية والتسليحية والتكنولوجية مقابل التزامها بمواجهة الصين الى جانبها، لذلك فقد عززت الولايات المتحدة ما يسمى بالتعاون الدفاعي مع الهند وبرز ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي الى الولايات المتحدة عام 2016 فقد اعترفت الولايات المتحدة بالهند باعتبارها “شريكاً دفاعياً رئيسيًا”، وهو ما يلزم الولايات المتحدة بتسهيل تبادل التكنولوجيا، وزيادة التعاون الصناعي من أجل الإنتاج والتطوير المشترك للدفاع.

ورغم ذلك فإن النظرة العالمية للولايات المتحدة والقيم الغربية التي تروج لها الولايات المتحدة لا تحظى إلا بقدر محدود من الجاذبية عند القيادة الهندية فمقابل الأحادية القطبية تفضل الهند وتسعى لنظام عالمي متعدد الأقطاب يمكّنها من تجنب المنافسة الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة بينما تشق طرقها نحو تموضعها كقوة عالمية.

لقراءة الورقة كاملة

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :alkhanadeq.org.lb
بتاريخ:
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى