اهانة النساء الفلسطينيات على أيدي جنودنا ستظهر في البيت، العمل والموعد القادم
هآرتس – يوعنا غونين – 28/1/2025 اهانة النساء الفلسطينيات على أيدي جنودنا ستظهر في البيت، العمل والموعد القادم
هذا الحدث اصبح معروفا لدرجة مقرفة. الجنود الاسرائيليون يتسلون بالملابس الداخلية لنساء فلسطينيات. في فيلم الفيديو الاخير الذي نشر أمس ظهر سبعة جنود في بيت فلسطيني خاص. أحد هؤلاء الجنود يذهب الى غرفة النوم وهو يرتدي الزي العسكري وتحت ملابس حريرية وصدرية، ربما تكون لامرأة تعيش هناك، ويقوم بتمثيل عرض تعري هزلي امام الجنود الآخرين.
نحن شاهدنا عشرات الافلام والصور كهذه. جنود يلوحون باستهزاء بالملابس الداخلية لنساء من غزة، اللواتي اصبحت نازحات أو تم قتلهن. بعضهم يرتدون هذه الملابس ويتفاخرون بأنوثة مبالغ فيها، آخرون يشرحون بابتسام أن “النساء العربيات هن الاكثر زنا”. الجديد في الفيلم الحالي هو أن ذلك يحدث في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة. ومثل اسلوب الحرب، ايضا اسلوب الاهانة، يتسرب من غزة الى الضفة. ولا تتفاجأوا اذا تسرب بعد ذلك الى داخل الخط الاخضر، بشكل مباشر أو غير مباشر. مئات الرجال الذين تعلموا في السنة الماضية بأنه من المضحك استخدام الجنس والملابس الداخلية للنساء العاجزات من اجل الاهانة علنا، لن ينسوا ذلك فجأة عندما سيخلعون الزي العسكري. والمجتمع الذي يصمت على هذه المشاهد المقرفة لا يعتبر مجتمع جيد للنساء، وحتى للنساء اللواتي يعشن في داخله.
جرائم الحرب هذه ليست مجرد “نزوة” كما يسميها البعض. على مدى التاريخ استخدم جسد المرأة في الحروب كرمز على السيطرة على العدو واهانته. في هذا الوضع فان تدنيس الجسد الخاص يمثل تدنيس لكل الامة. وهكذا العنف الجندري يصبح سلاح تكتيكي، يستهدف تخويف السكان وسلب كرامتهم وانسانيتهم.
اللعبة الهزلية بالملابس الداخلية للنساء تتغذى على نفس المنطق المسمم. وليس بالصدفة أنه اصبح نوع من الاحتفال الذي يجب المرور فيه من قبل الجنود الاسرائيليين في الحرب الحالية. قدرة الجنود على الوصول الى درج الملابس الداخلية للنساء الفلسطينيان، وفعل ما يريدون بها، ترمز الى سيطرتهم المطلقة على حياة ومصير الفلسطينيين، في غزة وفي الضفة الغربية، السيطرة ايضا على الساحة الاكثر حميمية، في حين أن سحق الخصوصية العلني كوسيلة لتسلية الجمهور، يشجع على سلب انسانية الفلسطينيين والتعامل معهم كاشياء ليس لها حقوق واستقلالية.
التناقض بين الحميمية النسوية والرجولة العسكرية صارخ جدا في الفيلم الذي يدور الحديث عنه. يمكن تقريبا الاعتقاد بأن كاتب سيناريو فاشل هو الذي قام بكتابته، وبالغ في الرمزية فيه من اجل الرسالة التي يريد ارسالها. الفيلم يبدأ في غرفة نوم في مكان معين في الضفة: ارضية تلمع من النظافة، سجادة دافئة موضوعة على الارض، مرآة كبيرة، مكيف صغير وروب حمام وردي معلق على الباب. في هذه المساحة، الغريبة والمعروفة في نفس الوقت، يقف جندي يحمل السلاح، يرتدي سترة عسكرية وواقيات على ركبتيه. في البيت تنتشر علامات على الحياة، مكشوفة للعين: سلة غسيل فيها ملابس غير مطوية، منشفة معلقة على الحائط، واقع برجوازي هاديء تم اختراقه دفعة واحدة، صالون عائلي معياري، تلفزيون معلق على الحائط وكنبايات لونها فاتح، تركته عائلته وامتلأ بالجنود الذين كانوا على وشك التقاط الصور للملابس الداخلية لربة المنزل.
في اعقاب 7 اكتوبر انتشر في اسرائيل سؤال “أين هي منظمات النساء الدولية؟”، لماذا لا تقوم بادانة جرائم الجنس التي نفذتها حماس؟ بنفس الطريقة يمكن سؤال أين هي منظمات النساء في اسرائيل، ولماذا تصمت على افلام ارتداء الملابس الداخلية للفلسطينيات – التي تهين النساء الفلسطينيات، والنساء بشكل عام. في هذه الحالة التجاهل هو أمر غريب اكثر، سواء لأن جرائم جنود الجيش الاسرائيلي هي من مسؤوليتنا المباشرة كاسرائيليين أو لأن العنف الجندري الذي تعودوا على ممارسته يمكن أن يرفع رأسه ايضا في البيت، العمل والمواعدة القادمة. رئيسة جمعية “نعمات” قالت قبل سنة عن المنظمات النسوية في العالم: “أي خيبة أمل هذه؟ ببساطة هذا نفاق كبير”.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-28 16:30:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>