هآرتس: مخيم جنين اصبح مقفرا
هآرتس 30/1/2025 ، هاجر شيزاف: مخيم جنين اصبح مقفرا
بعد اسبوع من بدء الجيش الاسرائيلي لعملية “السور الحديدي” فان مخيم جنين للاجئين اصبح شبه فارغ من سكانه. البعض منهم يقولون بأن الجيش اجبرهم على المغادرة وقام بتدمير ممتلكاتهم. وحسب آخرين فان هذا بسبب نقص المياه والكهرباء، الى جانب الخوف من المستقبل بعد أن تم استبدال حصار السلطة الفلسطينية بحصار الجيش الاسرائيلي.
حسب الاونروا فانه في 2023 كان مسجل في مخيم جنين 23 ألف نسمة. الآن لا يمكن الدخول الى مركز المخيم الذي تم افراغه، لكن في الاطراف ما زال يوجد اشخاص. على الحدود بين مدخل المخيم الرئيسي وبين المدينة يوجد المستشفى الحكومي، وفي مدخله تم وضع حاجز عسكري لتفتيش من يدخلون. حسب مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (Otsha) فقد تم فصل المياه والكهرباء عن المستشفى. الآن المياه يتم توفيرها هناك بالصهاريج، وتمت اعادة التزويد بالكهرباء. مدينة جنين ايضا تأثرت من هذه العملية، ويبدو أن الشوارع فيها فارغة. حسب وزارة الصحة الفلسطينية فان 15 فلسطيني تقريبا قتلوا في جنين وفي القرى المحيطة بها منذ بداية العملية. في الجيش قالوا إن معظم القتلى هم من المخربين، لكن السكان المحليين يقولون إن معظمهم غير مرتبطين بمجموعات مسلحة.
في يوم الثلاثاء تجمع 70 شخص من السكان الذي تم اخلاءهم في مركز للمكفوفين، الذي اصبح ملجأ في مدينة جنين. احد الاخصائيين النفسيين من الهلال الاحمر قام بتشغيل الاطفال الذين كانوا يهيمون في الشوارع، والبالغون جلسوا بدون عمل. “العملية الآن اصعب مما كان في العام 2002 (عملية “السور الواقي”)”، قالت امرأة من المخيم (63 سنة)، التي غادرت عند دخول الجيش الاسرائيلي. “في حينه كان الحصار من طرف واحد. الآن نحن بعد 45 يوم من حصار السلطة”، اضافت بالاشارةالى أنه في بداية كانون الاول اعلنت السلطة عن عملية ضد المسلحين في المخيم، الذين سمتهم “خارجين عن القانون”.
حسب قول هذه المرأة فانه خلال شهر ونصف عاشت بدون كهرباء وبدون تزويد منظم بالمياه. “كانت لدينا مصابيح تعمل بالبطارية وكنا نشعل النار في الليل. خزان المياه الذي يعود لي مليء بالثقوب، لم نتمكن من وضع خزان جديد على السطح لأنه كان قناصة على الاسطح”، قالت واضافت. “السلطة الفلسطينية لم تتمكن من تفكيكنا. نحن كنا سعداء من أننا تخلصنا من حصارها. بعد ذلك جاء الاسرائيليون فجأة. هذه هي الصعوبة”. عندما دخل الجيش الاسرائيلي، الذي تسميه بـ “اليهود”، الى المخيم، قررت هي وعائلتها المغادرة. هذه هي المرة الرابعة التي تبيت فيها في مركز المكفوفين اثناء العمليات العسكرية للجيش الاسرائيلي في المخيم. “هناك مواطنون ليس لديهم أي علاقة بذلك. اليهود لا يفرقون بين صغير وكبير. نحن اصبحنا نزلاء هنا في المركز”، قالت بابتسام.
يبدو أن سكان المخيم الذين جاءوا الى المركز لا يعرفون ما الذي حدث في المكان الذي قاموا بمغادرته. المرأة التي جلست على شرفة الملجأ المؤقت سألت المراسلين هل يمكن العودة الى المخيم. عندما ردوا عليها بـ “لا”، عبرت عن القلق على القطط التي تركتها خلفها، واضافت بأنها مدللة وتأكل فقط السردين من العلبة.
ثائر، نازح آخر من هذا المكان قال إنه خرج من المخيم بعد القصف من الجو. وعندما استيقظ وشاهد حوامة على النافذة: “الحوامة كانت تقول إنه يوجد حظر للتجول. في احياء اخرى الحوامة كانت تقول للناس بأنه يجب عليهم الخروج من بيوتهم”، قال. “عندما خرجوا اخذوا معهم فقط القليل من الملابس والمال. في الحي الذي اعيش فيه لم يبق أي أحد. بيوت الحي مقتحمة ومحروقة أو مدمرة”. الطريق التي تؤدي من المخيم الى الخارج كانت صعبة على ثائر بشكل خاص، لأنه معاق ويجلس على كرسي متحرك، بسبب أن الجيش دمر الشوارع بجرافات “دي 9″. كل الشارع فيه حفر ومليء بالمياه، وحتى من يستطيع المشي لا يمكنه فعل ذلك حتى كما يجب. يوجد كبار سن ومرضى”.
في نهاية المطاف وصلوا الى الحاجز الذي سمح منه الجيش لسكان المخبمبالخروج الى المدينة. هم اجتازوا عملية فحص، وفي كل مرة سمحوا لخمسة اشخاص بالمرور. حسب قوله العملية استمرت ساعة ونصف.
قرب جزء المخيم الذي سمي “المخيم الجديد” يمكن رؤية بعض سكان المخيم، منهم الذين يعيشون بشكل عام في داخل المخيم، الذين عند بداية العملية هربوا الى عائلاتهم التي توجد في هذه المنطقة. رائحة مياه المجاري التي كانت تفوح في الهواء حولت الوجود في المكان الى أمر صعب – في اعقاب الحفريات والتدمير للبنى التحتية من قبل الجيش، الذي حول الشوارع الى مكان لا يمكن للسيارات السفر عليها وقاموا بتفجير انابيب مياه المجاري. في مناطق اخرى دمر الجيش المباني القريبة من الشوارع في المخيم. أحد السكان الذين تم اخلاءهم من وسط المخيم وانتقلوا الى “المخيم الجديد”، هو شخص عمره 57 سنة وأب لسبعة اولاد، الذي حسب قوله قام بالنزوح قبل اربعة ايام بعد أن اقتحم الجنود بيته وطلبوا منه اخلاءه. “لم اقم باخلاء بيتي لأنه يوجد لدي 100 رأس من الاغنام، وابلغت ذلك للمنسق (قسم في السلطة مسؤول عن الارتباط بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي)”، قال. “قالوا إن هذا على ما يرام. فجأة دخل الجنود وضربوني ورفعوا يدي. كسروا البيت وقالوا لي بأنني أنا واولادي يجب أن نخرج ونذهب الى المدينة.
حسب قوله، رغم أنه قال للجنود بأنه يعمل في السلطة، إلا أن ذلك لم يساعده. “لقد كسروا البيت أمام ناظري. وزوجتي بدأت تبكي”، قال. “لقد سمحوا لي طلِق الاغنام التي هي عزيزة علي قبل أن نغادر”. احدى البنات قالت لي بأنه عندما كانوا في البيت شعرت بأنه كان يرتجف، بعد تفجير الجيش كما يبدو لبيت مجاور. “عندما خرجنا رأينا كل الجرافات – كل ما يرونه يقومون بهدمه. لقد هدموا الصيدلية ومغسلة للسيارات”، قال الأب. “كل الحي اشتعل بالنار. معظم البيوت التي اضروا بها تعود موفو عاديين”.
المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال: “الجيش الاسرائيلي لا يقوم باخلاءالسكان في يهودا والسامرة. فيما يتعلق بادعاء مشاكل في الكهرباء والمياه فان الادارة المدنية نفذت 50 عملية تنسيق من اجل التمكين من حياة سليمة بقدر الامكان في ظل العملية لسكان جنين. في غضون ذلك تم ادخال موظفي البلدية المهنيين في مجال الكهرباء والمياه بهدف معالجة المشاكل في محيط المخيم. كل المشاكل تم علاجها خلال ساعات، والآن الكهرباء تعمل في المخيم. واذا كان هناك انقطاع محدد للكهرباء فان العمال ينفذون نشاطات لاعادتها. بخصوص ادعاءات عن نقص في المياه – في بداية النشاطات تم اغلاق مصدر المياه الرئيسي بالتنسيق مع الطرف الفلسطيني وذلك من اجل السماح للقوات بالقيام بعمليات باستخدام ادوات هندسية في المساحات التي تم فيها زرع عبوات بدون التسبب بفيضانات، الامر الذي يمكن أن يؤدي الى كارثة صحية”.
في الجيش اضافوا: “الجيش الاسرائيلي يستخدم معدات هندسة من اجل ازالة عبوات ناسفة زرعها المخربون في المخيم وفي داخل بنى تحتية مدنية. هذه العبوات تعرض للخطر القوات وسكان المخيم. في هذا الوضع يلحق في بعض الاحيان ضرر بتلك البنى التحتية. الجيش الاسرائيلي يعمل طوال الوقت لتقليص الاضرار بالبنى التحتية المدنية جسم حد ممكن، وهو يريد التأكد من أن الاضرار التي تنشأ عن النشاطات العملياتية تتم فقط من اجل هدف عملياتي طبقا للقانون والاجراءات الملزمة بهذا الشأن. في موازاة ذلك الجيش الاسرائيلي يعمل مع الادارة المدنية على السماح شخصية البنى التحتية التي تضررت من نشاطات احباط الارهاب في مناطق مأهولة، التي يتم استغلالها من قبل المنظمات الارهابية”.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-30 18:55:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>