أزمة البسطات في شوارع طرابلس قضيّة اجتماعيّة… وعود ولا حلول
من جديد عادت ازمة البسطات لتبرز في مدينة طرابلس، فقد نفذ اصحاب البسطات حركة احتجاجية امس بقطع الطريق عند مستديرة نهر ابو علي، اثر قيام البلدية بازالتها في اطار متابعتها تنظيم شوارع المدينة.
اصحاب البسطات بمجملهم من ذوي الدخل المحدود جدا، وهم ارباب عائلات لم يجدوا مورد رزق لهم سوى هذه البسطات، التي بالكاد تؤمن رمق عيشهم في ظل الأوضاع المعيشية التي تسود البلاد.
لا يختلف اثنان على اهمية تنظيم الشوارع وازالة المخالفات من كل المدينة، بشكل يعيد لها ألقها المدني والحضاري، وفي الوقت عينه من الاهمية بمكان ان تعمل الادارات المحلية، وعلى رأسها الوزارات المعنية والدولة كلها، على تأمين فرص عمل ومصادر عيش كريم للمواطنين.
ففي طرابلس الوف العائلات التي باتت تعيش تحت خط الفقر حسب تصنيف المؤسسات الدولية، التي اجرت بحوثا ودراسات خلصت بنتيجتها إلى ان اكثر من ٧٠٪ من سكان طرابلس باتوا تحت خط الفقر، وان دخلهم لا يتجاوز الدولار والنصف دولار في اليوم. وامام هذا الواقع كيف يستطيع رب عائلة ان يؤمن قوت عائلته، عندما يبلغ سعر ربطة الخبز دولاراً واحدا؟
امام مجلس البلدي مسؤوليات عديدة حيال مدينة طرابلس، التي تواجه ازمات على كل المستويات منها ازمة البسطات والأكشاك، وقبلها كانت ازمة سوق الاحد. فقد ابلغ اصحاب البسطات المسؤولين في المجلس البلدي، ان البسطات ازيلت سابقا منذ شهر على وعد بتأمين بديل لاصحابها، وهذا البديل لم يتأمن إلى غاية اليوم، مما أدى إلى تجويع مئات العائلات الذين سدت في وجوههم أبواب الرزق، ولم يجدوا من تدبير سوى العودة إلى بسطاتهم، فسارعت شرطة البلدية مجددا إلى ازالتها.
وما جرى امس من احتجاج وقطع الطريق، اعتبروه اصحاب البسطات رسالة اولى تحذيرية، بانتظار ان يجد المجلس البلدي حلا لازمتهم، لان الفقر والجوع تسللا الى عائلاتهم، وبخاصة ان موسم المدارس بات على الابواب، عدا عجزهم عن الاستشفاء والطبابة وتأمين الدواء.
ازمة البسطات في طرابلس اجتماعية بامتياز، وذات علاقة بموارد رزق عائلات لم تحظ بفرصة عمل او مصدر رزق آخر، ويؤكد اصحاب البسطات انهم ليسوا ضد القانون او ازالة المخالفات في الشوارع، لكنهم يسعون للعمل بعرق الجبين كيلا يتحولوا الى متسولين، في زمن بات فيه الحصول على لقمة العيش دونه مشقات جسام وعقبات.
ولفت البعض من هؤلاء الى غياب نواب المدينة عن السمع، وكأن هذه الازمة تحصل في كوكب آخر، غير معنيين بها من قريب او بعيد، وبخاصة ان معظم هؤلاء النواب اقفلوا ابوابهم امام المراجعات الشعبية، غير مكترثين لما وصلت اليه حالة الفئات الشعبية المتدهورة ماليا ومعيشيا، والعاجزة عن تأمين مورد عيش كريم.
دموع الأسمر – الديار
The post أزمة البسطات في شوارع طرابلس قضيّة اجتماعيّة… وعود ولا حلول appeared first on LebanonFiles.