مقاتلة سو-35 روسية تعترض طائرة فرنسية مما أثار غضب باريس (فيديو)

Dimanche, un avion de chasse SU-35 russe a adopté un comportement dangereux à l’égard d’un drone Reaper français, en mission de surveillance dans l’espace aérien international au dessus de la Méditerranée orientale.

Trois passages successifs à grande proximité, qui auraient pu… pic.twitter.com/sAmMBNNjyU

— Sébastien Lecornu (@SebLecornu) March 4, 2025

ووفقًا لبيان الوزير الفرنسي، فإن الدرون الفرنسي كان يعمل في المجال الجوي الدولي عندما اقتربت منه مقاتلة سو-35 بشكل خطير، حيث نفّذت سلسلة من المناورات الخطرة. وأظهر مقطع فيديو مرفق بالبيان على منصة إكس الطائرة الروسية وهي تحلق قرب الدرون ثلاث مرات، في كل مرة بشكل وثيق للغاية بما يكفي لتهديد استقرار الطائرة المسيرة.

وكتب لوكورنو: “تصرفات مقاتلة سو-35 يمكن أن تؤدي إلى فقدان السيطرة على الدرون”، محذرًا من خطورة هذه المناورات. ولم يكشف الجيش الفرنسي عن الموقع الدقيق للحادث أو تفاصيل المهمة، لكن الوزير أصر على أن هذه التحركات تؤكد نية روسيا في تحدي حرية الملاحة الجوية، وهو اتهام يتماشى مع شكاوى غربية سابقة بشأن السلوك الجوي لموسكو.

ويأتي هذا الحادث في لحظة حساسة، حيث تواجه الدول الأوروبية مخاوف أمنية متزايدة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وفقًا لتقرير رويترز الصادر في 4 مارس. وقد أدى هذا القرار، الذي جمّد دعمًا بقيمة 3.85 مليار دولار، إلى دفع فرنسا وحلفائها إلى إعادة تقييم أدوارهم في مواجهة النفوذ الروسي، سواء في ساحات القتال الأوكرانية أو في المياه الدولية.

ويشير رد فعل لوكورنو إلى أن فرنسا تعتبر تصرفات مقاتلة سو-35 جزءًا من نمط أوسع من الحزم الروسي، وهو رأي يتفق معه مسؤول دفاعي فرنسي قال لصحيفة “كييف بوست” في 4 مارس: “هذا ليس حادثًا معزولًا—روسيا تختبرنا”. ومع ذلك، وبغياب الرواية الروسية، تبقى النوايا وراء مناورات المقاتلة محل تكهنات، مما يغذي مزيجًا من القلق والشك بين المراقبين.

تُعدّ طائرات “ريبر” الفرنسية، التي تصنعها شركة General Atomics الأمريكية، أدوات أساسية للمراقبة والاستطلاع، وغالبًا ما تُستخدم لمراقبة مناطق النزاع أو تأمين الممرات البحرية الاستراتيجية. وبحسب مواصفات الشركة المصنّعة التي أوردها موقع Aviation Week، يمكن للطائرة التحليق على ارتفاع 50,000 قدم وبمدى يصل إلى 1,150 ميل، وهي غير مسلحة لكنها توفر بيانات فورية عبر مستشعرات متطورة.

منطقة شرق البحر المتوسط، حيث وقع الحادث، تشكل بؤرة مصالح متشابكة—إذ تحتفظ روسيا بقاعدة بحرية في طرطوس بسوريا، بينما تنفذ دول الناتو، مثل فرنسا، مهامًا دورية لضمان الأمن البحري. مسؤول في الناتو، تحدث إلى Politico في 4 مارس بشرط عدم الكشف عن هويته، قال: “هذه المنطقة برميل بارود—الجميع يراقب الجميع”. ويدل اتهام لوكورنو بأن تحليق سو-35 بالقرب من الطائرة المسيّرة شكّل تهديدًا، على وجود صراع لا يقتصر على الطائرات فقط، بل يمتد إلى الأجندات المتنافسة في مسرح مزدحم.

الصمت الروسي يترك مجالًا للتكهنات، لكن مقاتلة سو-35—وهي طائرة مقاتلة ثنائية المحرك فائقة المناورة صممتها شركة سوخوي—لها تاريخ من هذه الحوادث. ففي مايو 2020، أظهرت لقطات للبحرية الأمريكية مقاتلتين سو-35 تحلقان قرب طائرة P-8A Poseidon فوق البحر المتوسط، مما دفع واشنطن إلى وصف المناورات بأنها “غير آمنة”، وفقًا لتقرير موقع ديفنس نيوز.

مؤخرًا، في يوليو 2023، ألقت مقاتلة سو-35 قنابل مضيئة بالقرب من طائرة MQ-9 Reaper أمريكية فوق سوريا، مما تسبب في إتلاف مروحتها، وفقًا لـBusiness Insider. وتُظهر هذه السوابق نمطًا من سلوك الطيارين الروس لاختبار الحدود، رغم أن وزارة الدفاع الروسية وصفت في حادثة 2023 تصرف طياريها بأنه “احترافي لتجنب الاصطدام”، مما يلمّح إلى كيفية تفسير موسكو لأحداث الأحد إذا قررت الرد.

وقال لوكورنو على منصة إكس: “ستواصل فرنسا الدفاع عن حرية الملاحة”، في إشارة إلى التزام بلاده بمواجهة مثل هذه “الاستفزازات”. ونقلًا عن مصدر عسكري فرنسي، ذكر موقع Militarnyi في 4 مارس أن سو-35 انطلقت على الأرجح من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، والتي تعد مركزًا للعمليات الروسية منذ عام 2015، وفقًا لبيانات CSIS.

وأضاف المصدر: “ثلاث مرات من التحليق القريب ليست مصادفة—إنه رسالة”. وقد تشمل الاستجابة الفرنسية تعزيز الدوريات أو الضغط على الناتو لاتخاذ موقف موحد. لكن دبلوماسيًا أوروبيًا قال لصحيفة Le Monde: “نحن مثقلون—أوكرانيا تستنزفنا”، مما يبرز التحدي الذي تواجهه فرنسا في وقت تتعرض فيه أوروبا لضغوط لتعزيز وجودها في ظل تراجع الدعم الأمريكي.

ومع ذلك، لا يرى الجميع أن روسيا تحقق مكاسب واضحة. فقد حذّر عقيد متقاعد من القوات الجوية الأمريكية، في تصريح لـBreaking Defense في 4 مارس، قائلًا: “المناورات القريبة تبدو استعراضًا للقوة، لكنها تنطوي على خطر التصعيد—روسيا تلعب لعبة خطيرة هنا”. وعلى عكس الطائرات المأهولة، لا يمكن للطائرات المسيّرة مثل ريبر المناورة بمرونة، مما يجعلها عرضة للخطر لكنها أقل استفزازًا في حال فقدانها.

على الجانب الروسي، تكهنت قناة Fighterbomber الروسية على تلغرام في 4 مارس بأن “هدفهم هو جعلنا نتراجع أولًا—فرنسا لن تطلق النار”، مما يشير إلى أن موسكو قد تسعى إلى التخويف دون إثارة صراع أوسع. كما أن الصحفي الروسي سلادكوف، الذي قلل سابقًا من أهمية خسارة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، قال لـVGTRK في 2024: “التكنولوجيا الغربية تعقّد الأمور”، في إشارة إلى أنظمة مثل ريبر التي قد تعزز قدرة كييف على جمع المعلومات الاستخباراتية بشكل غير مباشر.

أما المسؤولون الأوكرانيون، الذين يراقبون الموقف عن كثب، يرون تشابهًا مع أوضاعهم. ووفقًا لمحلل دفاعي أوكراني نقلت عنه Kyiv Independent في 4 مارس: “روسيا تستعرض قوتها في كل مكان—الطائرات المسيّرة شريان حياتنا أيضًا”. وتُظهر التقارير، مثل ما نشرته Forbes، أن الطائرات المسيّرة الأوكرانية أوقفت تقدم القوات الروسية، وأي بيانات تجمعها فرنسا في المتوسط قد تعزز هذا الجهد.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top