في طريقها إلى مصر،، طائرة حربية صينية من طراز J-10C تحلق فوق ميناء إمداد أمريكي في المملكة العربية السعودية
هذا التحليق، خصوصاً لطائرة قتالية صينية بالقرب من نقطة إمداد عسكري أميركية، يُعد أمراً غير مسبوق تقريباً، ما أثار تساؤلات فورية حول ما إذا كانت السلطات السعودية قد وافقت أو كانت على علم بهذه العملية، أم أنها تغاضت عن دلالاتها الأمنية.
ووفقاً لتقارير دفاعية متعددة، فإن تحليق الـ J-10C جاء ضمن انتشار أوسع شمل ثلاث طائرات مقاتلة من الطراز نفسه، برفقة خمس طائرات نقل استراتيجي من نوع Y-20 وطائرة للتزود بالوقود جواً من طراز YU-20، في مهمة طويلة المدى تجاوزت 6000 كيلومتر انطلقت من الصين إلى مصر.
كما ضمّت القوة الجوية طائرة إنذار مبكر وتحكم جوي من نوع KJ-500، وهي من أكثر منصات الاستطلاع والمراقبة الجوية تطوراً لدى الصين، وقد نُقلت إلى المنطقة على متن طائرة نقل Y-20.

ووصلت جميع الطائرات الصينية بأمان إلى قاعدة جوية مصرية في 15 أبريل، إيذاناً بانطلاق أول تدريب قتالي جوي مشترك بين القوات الجوية الصينية والمصرية، في تطور يحمل دلالات استراتيجية كبيرة.
التمرين الذي يحمل اسم “نسر الحضارة 2025″، مقرر أن يستمر من منتصف أبريل حتى الشهر التالي، ويُعد مؤشراً واضحاً على تعاظم الحضور الدفاعي والدبلوماسي الصيني في العالم العربي.
من جهتها، وصفت وزارة الدفاع الصينية هذا التمرين بأنه منصة “لتعزيز التعاون العملي وبناء الثقة والصداقة المتبادلة”، في إشارة إلى تعمق العلاقات العسكرية بين بكين والقاهرة.
وأكد محلل عسكري صيني لصحيفة Global Times أن الطائرات المشاركة تُعد من الخطوط الأمامية، وتعمل ضمن تشكيل متكامل عالي الجاهزية والقدرة القتالية.
وعلى المستوى الاستراتيجي، يُبرز هذا التمرين تحوّلاً تدريجياً في موازين القوى في الشرق الأوسط، حيث بدأت دول مثل مصر تعيد صياغة عقيدتها الدفاعية من خلال تنويع شركائها العسكريين بعيداً عن القوى الغربية.
هذا التحول هو ثمرة نهج مدروس يوازن بين تنويع مصادر التكنولوجيا، والاستقلالية السياسية، وإعادة التموضع في بيئة أمنية متعددة الأقطاب.
وقد تسارعت هذه السياسة بفعل تزايد قلق القاهرة من موثوقية الإمدادات العسكرية من مورّدين تقليديين مثل الولايات المتحدة وروسيا، حيث باتت المساعدات العسكرية الأميركية مقيدة بشروط تتعلق بحقوق الإنسان، بينما تأثرت صادرات الأسلحة الروسية بشدة نتيجة الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية.
ومع ذلك، فإن التحليق المفاجئ لطائرة J-10C قرب ميناء الملك فهد هو ما أثار أشد ردود الفعل الدولية، نظراً لحساسية المنطقة الجيوسياسية، وخصوصاً ممر البحر الأحمر الحيوي للملاحة والاستراتيجية العسكرية.
رغم التزام بكين الصمت حيال الأهداف المحددة لهذا التحليق، فإن توقيت الانتشار ومساره وإمكانات المنصات المشاركة توحي بأنه ربما خدم عدة أغراض استراتيجية، بما في ذلك الاستطلاع المحتمل.
يقع ميناء الملك فهد على الساحل الغربي للبحر الأحمر، ويُعد واحداً من أهم المراكز اللوجستية البحرية لعمليات القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) في المنطقة، ما يجعله عنصراً محورياً في شبكة استعراض القوة الأميركية في الشرق الأوسط.
تتمتع المقاتلة الصينية J-10C بقدرات متقدمة تشمل راداراً محلي الصنع من نوع AESA (رادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط)، ونظم دمج بيانات متطورة، وقدرات حرب إلكترونية، ما يمنحها القدرة على رصد وتحديد مواقع الانبعاثات الإلكترونية—وهو ما قد يتيح لها جمع معلومات استخباراتية إشاراتية (SIGINT) خلال التحليق.
وبالنظر إلى الحادثة من زاوية توسّع الصين في سوق الدفاع بالشرق الأوسط، فإن هذا التحليق يتماشى مع جهود بكين المتزايدة لتقديم منصات عسكرية متطورة—من ضمنها الـ J-10C—لدول مثل السعودية ومصر، ضمن إطار استراتيجيتها الممتدة عبر مبادرة الحزام والطريق.
تشير تقارير متعددة إلى أن كل من القاهرة والرياض تدرسان فعلياً خيارات عسكرية صينية كبدائل للأنظمة الغربية، وتشمل تلك الاهتمامات مقاتلات J-10C، والطائرات المسيّرة، وأنظمة الرادار، ومنصات القيادة والسيطرة المتكاملة.
ورغم أنه من الممكن أن يكون هذا التحليق مجرد نقطة مرور ملاحية في طريقه إلى مصر، أو حادث تقارب غير مقصود، إلا أن غياب الشفافية حوله فتح الباب واسعاً أمام التكهنات—خصوصاً لدى المخططين العسكريين الأميركيين القلقين من نشاطات ISR (استخبارات، مراقبة، استطلاع) الصينية قرب منشآت حساسة.
ونظراً لتقاطع أمرين—القدرات المتقدمة للاستطلاع على متن الـ J-10C، والأهمية الحيوية لميناء الملك فهد في شبكة الدعم اللوجستي الأميركية—فإن احتمال أن يكون هذا التحليق قد تضمّن مهمة سرية لجمع معلومات استخباراتية لا يمكن استبعاده.


JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-22 00:15:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل
ظهرت المقالة في طريقها إلى مصر،، طائرة حربية صينية من طراز J-10C تحلق فوق ميناء إمداد أمريكي في المملكة العربية السعودية أولاً على "أخبار لبنان والعالم | آخر الأخبار العاجلة والتحليلات – BeirutTime".
