عاجل

اذا كانوا يناقشون تصفية خامنئي، هل هذا يعني بأنه مسموح تصفية رؤساء دول؟

هآرتس – جدعون ليفي – 22/6/2025 اذا كانوا يناقشون تصفية خامنئي، هل هذا يعني بأنه مسموح تصفية رؤساء دول؟

هل من المشروع مناقشة تصفية المرشد الأعلى علي خامنئي؟ هل من المشروع قتل رئيس دولة، باستثناء حالات نادرة جدا؟. اذا كان الامر هكذا فأي زعيم مسموح قتله وأي زعيم لا؟ من الذي سيقرر؟ من الذي سيحدد بان خامنئي مسموح قتله وبنيامين نتنياهو لا؟ من سيقول ان فلادمير بوتين مسموح قتله ودونالد ترامب لا؟ حقا من منهما اكثر خطرا على مستقبل العالم؟. كل الامر يتعلق بالناظر.

أي من العلماء مسموح قتله؟ علماء الذرة الإيرانيون نعم وعلماء الذرة الإسرائيليين لا؟ استنادا الى ماذا؟ هؤلاء وأولئك علماء، يعملون لصالح صناعة القتل الأكثر وحشية. مفهوم مضنا انه يطرح سؤال هل يوجد لدولة واحدة الحق في امتلاك السلاح النووي والأخرى لا؟ في نهاية المطاف مستوى خطر دولة معينة يمكن أن يتغير. ايران لم تكن دائما دولة خطيرة، وإسرائيل لم تكن دائما دولة غير خطيرة. السياسيون المجانين الذين يهددون كل المنطقة يوجدون الآن في إسرائيل وبعدد كبير. هل سيكون من المشروع وضع في أيديهم الشيفرة السرية؟ هل سيكون من المشروع تصفيتهم؟.

هذه الأسئلة مشحونة الى درجة الرعب، وإسرائيل تتهرب من مناقشتها وتؤجل الإجابة باسم الحجة المقدسة وهي “كيف يمكن المقارنة؟”. لا يمكن المقارنة بين إسرائيل واي كيان في العالم. ولكن أيضا بالنسبة ليغئال عمير فان اسحق رابين كان بمثابة خطر وجودي. لا يوجد الكثير من الإسرائيليين الذين يعتقدون انه بسبب ذلك كان مسموح له قتل رابين. 

الان إسرائيل تعتقد ان خامنئي هو تهديد وجودي، لذلك فانه مسموح قتله – لا يوجد شيء اكثر دقة من الفعل قـ تـ ل هنا. اذا وضعنا جانبا الاقتراح الذي اخترعته إسرائيل لنفسها والذي بحسبه مسموح لها ما هو محظور على العالم فانه تصعب جدا مواجهة هذه الأسئلة. الادعاء بان إسرائيل هي حالة خاصة، وأنه مسموح لنا كل شيء، نحن الناجين من الكارثة ومن 7 أكتوبر، هو ادعاء غير مجدي. أيضا العالم تعب منه. الإجابة على هذه الأسئلة يجب أن تكون دولية.

إسرائيل تجند المقارنة بين خامنئي وهتلر من اجل تبرير التصفية القادمة. من الواضح ان هتلر كان يجب تصفيته، لكن خامنئي ليس هتلر. إسرائيل تدعي انها امتنعت عن المس بالمدنيين. خامنئ هو مدني وليس رئيس اركان أو جنرال. يمكن أيضا للحظة التخلي عن العامل الشرعي والسؤال هل تصفيته هي عمل حكيم؟ الحرب ضد ايران الان على حافة التعقيد. ينيف كوفوفيتش نشر انهم فجأة يقولون في الجيش الإسرائيلي بانه لا يمكن تقييدها بزمن معين. هكذا يبدأ الغرق في الوحل. تصفية خامنئي فقط ستشعل النار.

في هذه الاثناء وزير الدفاع يلعب دور الله. بحكم منصبه اعلن يسرائيل كاتس بانه محظور على خامنئي العيش. ما هي معايير كاتس كي يحظى بـ “العيش”؟. هل هو الذي يقرر من سيعيش ومن سيموت؟ محكمة السماء هل هي برئاسة وزير إسرائيلي مضحك؟ هل وزير الدفاع الإيراني مسموح له التهديد بقتل نظيره الإسرائيلي؟ في الاستوديوهات يتحدثون عن ان “صيد العلماء” في ايران ربما هو صدى لـ “صيد العلماء” الالمان في مصر في الستينيات. المصطلحات مهمة وهي مفرطة بالضبط مثل ما خرج من فم وزير الدفاع. العلماء “لا يتم صيدهم” لأنهم ليسوا حيوانات (التي صيدها مخيف أيضا)، حتى لو كانوا إيرانيين.

الدعوة الى قتل رؤساء دول ليست دعوة مشروعة من أي طرف. نتنياهو هو المسؤول الآن عن قتل عشرات ألالاف في غزة. فهل مسموح الدعوة الى تصفيته من اجل ما بقي من الكوكب هناك؟ الكثير من الإسرائيليين يعتقدون أيضا بانه ديكتاتور وانه يدمر الدولة ويحطم الديمقراطية، وأنه اليهودي الحقير جدا في التاريخ، وصفات كثيرة أخرى. حتى الآن لا يخطر ببال أي احد، هذا ما يجب ان نامله، مناقشة تصفيته. النقاش في تصفية خامنئي يفتح ثغرة امام المشروعية: من الان فصاعدا مسموح قتل زعماء دول. ليس امامنا سوى مناقشة من مسموح قتله ومن لا. الإسرائيليون محظور قتلهم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



مصدر الخبر

| نُشر أول مرة على: natourcenters.com
| بتاريخ: 2025-06-22 16:22:00
| الكاتب: Karim Younis


إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى