وفي مؤتمر صحفي في لاهاي عقب قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال أردوغان: “ناقشنا مسألة مقاتلات إف-35. لقد دفعنا ما بين 1.3 و1.4 مليار دولار مقابل هذه الطائرات، وقد لاحظنا أن السيد ترامب له نية حسنة في مسألة تسليمها.”
وكان أردوغان قد التقى ترامب يوم الثلاثاء على هامش قمة الناتو التي استمرت يومين. وتناول اللقاء الخلاف المستمر بشأن استبعاد تركيا من برنامج الطائرة إف-35 عام 2019 بعد أن اشترت أنقرة منظومات الدفاع الجوي الروسية “إس-400” (S-400)، وهي خطوة قالت واشنطن حينها إنها تقوض أمن الطائرة الشبح وأدت إلى استبعاد تركيا من المشروع.
وخلال حديثه للصحفيين أثناء رحلة العودة من هولندا، أشار أردوغان إلى أن الفرق الفنية التركية والأمريكية تواصل المحادثات حول مسألتي الإف-35 وتحديث وصيانة أسطول طائرات إف-16 التركية.
وكان الكونغرس الأمريكي قد وافق في عام 2024 على صفقة بيع وتحديث طائرات إف-16 لتركيا بقيمة 23 مليار دولار، إلا أن المفاوضات مع شركة “لوكهيد مارتن” المصنعة للطائرات ما تزال مستمرة.
وأكد أردوغان موقف بلاده بشأن برنامج المقاتلة F-35، قائلاً: “لم نتخلَّ عن مشروع الإف-35. نحن نناقش نيتنا في العودة إلى المشروع مع نظرائنا، فبرنامج إف-35 ليس تقنياً فقط، بل سياسي أيضاً.”
كما أشار إلى أن ترامب أبدى اهتماماً بتجديد الانخراط الدبلوماسي، وقال: “أبلغنا السيد ترامب بأن منطقتنا بحاجة إلى مزيد من السلام والاستقرار والازدهار، ونتوقع دعمه، وقد رد بشكل إيجابي على مقترحاتنا.”
وأضاف: “مع صديقي ترامب، نفتح صفحة جديدة في العلاقات التركية الأمريكية.”
وتابع قائلاً: “في تواصلنا، لم يمر اتصال هاتفي دون رد خلال 24 ساعة. إذا اتصلنا، يأتي الرد خلال اليوم نفسه. ويجب أن أشير إلى أن السفير الأمريكي الجديد في أنقرة متجاوب جداً أيضاً في هذه القضايا،” في إشارة إلى السفير الأمريكي لدى تركيا توم باراك.
وتجمع أردوغان وترامب علاقات دافئة منذ بداية ولاية ترامب الثانية في يناير، حيث امتدح الأخير أردوغان في مناسبات عدة واصفاً إياه بأنه “قائد جيد” و”ذكي جداً”، مضيفاً أنه يُكنّ له الإعجاب المتبادل.
وفي ما يتعلق بالصراع الروسي الأوكراني، قال أردوغان إن ترامب أبدى استعداداً لزيارة تركيا للمشاركة في محادثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا، وأخبره بأنه في حال قدوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إسطنبول أو أنقرة لحل النزاع، فإنه سيأتي هو أيضاً. وأكد أردوغان أن التحضيرات ستبدأ لتنسيق مثل هذا اللقاء.
وكان مسؤولون روس وأوكرانيون قد التقوا في إسطنبول في مايو لإجراء أول محادثات لوقف إطلاق النار منذ اندلاع الحرب في 2022، لكنها باءت بالفشل.
وقد رفض بوتين حضور الاجتماع الذي كان قد اقترحه بنفسه، وأرسل وفداً من مستوى أدنى.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقال إن بوتين “خائف” من اللقاء، وانتقد روسيا على عدم جديتها في المحادثات.
ورحب أردوغان أيضاً بالتوافق المتزايد داخل الناتو بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي، مشيراً إلى أن تركيا تعتزم رفع ميزانيتها الدفاعية تدريجياً من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المقبل، بتمويل من الموارد الوطنية.
وخلال قمة لاهاي، التزم قادة الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي السنوي بحلول عام 2035، تماشياً مع مطلب ترامب، الذي لطالما اشتكى من تدني الإنفاق الدفاعي الأوروبي.
وقال أردوغان: “العديد من الحلفاء ينسجمون معنا في تحمل مسؤوليات أكبر في مواجهة التهديدات والتحديات.”
وأضاف: “لكن تعزيز فعالية الحلف يتطلب أكثر من مجرد زيادة الإنفاق الدفاعي. لا بد من تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون الصادق بين الحلفاء.”
وأشار إلى أن تركيا، التي وصفها بأنها العضو الأكثر عرضة للإرهاب والأزمات الإقليمية، تسعى إلى تجنّب الانخراط المباشر في النزاعات، مع الاستمرار في بناء قدرة ردع عسكري. واستشهد بالتقدم الكبير في قطاع الصناعات الدفاعية المحلي باعتباره دليلاً على التقدم الاستراتيجي.
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-26 17:20:00
| الكاتب: نور الدين
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي
