جبل الفأس: الملاذ السري لليورانيوم الإيراني المخصب بعد ضربات فوردو
لكن اللافت أكثر هو ما كشفته صحيفة التلغراف البريطانية، التي تحدثت عن احتمال نقل اليورانيوم المخصب إلى “جبل الفأس”، الواقع على بعد 145 كيلومتراً جنوب منشأة فوردو، بالقرب من منشأة نطنز النووية بمحافظة أصفهان. ووفقاً لمصادر وتقارير تحليلية، فإن “جبل الفأس” يحتضن منشأة نووية سرّية تحت الأرض، يقدّر عمقها بنحو 100 متر، ما يجعلها أكثر تحصيناً مقارنة بفوردو ونطنز، كما تُظهر صور الأقمار الصناعية شبكة أنفاق معقدة ونظام حماية أمني متطور في الموقع.
وفيما ترفض إيران الكشف عن طبيعة الأنشطة في هذه المنشأة، لم تستبعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود نشاط نووي غير معلن هناك.


من جهة أخرى، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين ليفيت على أن الضربات الأمريكية “نسفت بالكامل” البرنامج النووي الإيراني، معتبرةً أن تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي جاءت لحفظ ماء الوجه. خامنئي، بدوره، قلّل من نتائج الضربات الأمريكية، مشدداً على أن بلاده لم تتكبد خسائر كبيرة، وأن الرئيس الأمريكي ضخّم الحدث إعلامياً.
خامنئي لم يكتفِ بذلك، بل حذّر تل أبيب من أن أي اعتداء جديد سيكون مكلفاً، مؤكداً أن إيران ردّت بقوة وأن القوات المسلحة جاهزة لأي مواجهة مستقبلية. وفيما أصرّت إسرائيل على نجاح عملياتها، أكد الجانب الإيراني أن منشآته لا تزال قائمة، وأن تقييم الأضرار جارٍ من قبل الخبراء.
في هذا السياق، قال خبراء إن طهران تسعى إلى إيصال رسالة للداخل والخارج بأن نظامها لا يزال ممسكاً بزمام الأمور، رغم اغتيالات طالت قيادات من الحرس الثوري، وأنها قادرة على الرد وبقوة.
كما اعتبروا أن تصريحات خامنئي تعبّر عن مرحلة “ما بعد الضربات”، وهي مرحلة تهدف إلى طمأنة الشارع الإيراني واستعراض القوة، وليست بالضرورة مقدمة لاستسلام أو مفاوضات فورية.
لكن رغم هذا التصعيد الخطابي، بدأت تظهر مؤشرات لعودة محتملة إلى طاولة المفاوضات. إذ تحدث عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني السابق، عن “أضرار جسيمة” لحقت بالمنشآت النووية، لافتاً إلى أن بلاده تدرس المطالبة بتعويضات نتيجة تلك الهجمات، في خطوة توصف بأنها بداية لخطاب أكثر واقعية، يعكس رغبة ضمنية في التفاوض.
وفي ختام تصريحاته، حذّر عراقجي من تفعيل “آلية الزناد” من قبل الأوروبيين، واصفاً ذلك بأنه سيكون “خطأً استراتيجياً فادحاً”.
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-27 10:09:00
| الكاتب: نور الدين
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي