إيران القوية، لاعب اقليمي بارز رغم كل التحديات.

في عالم مليء بالأزمات والتحديات، تقف إيران عند تقاطع طرق حساسة، ورغم الضغوطات المتصاعدة والعزلة الدولية الخانقة التي تعيشها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنها تثب حضورها في كل أزمة أنها قوة إقليمية مؤثرة.

إيران تحاصر بالعقوبات، ومع ذلك تُظهر دائماً قدرتها القوية واللافتة على المناورة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، مما يجعلها لاعباً اساسياً يصعب تجاوزه في أي معادلة تخص الشرق الأوسط.

العقوبات الأميركية والاوربية، لم تستطيع منع الإيراني من البحث عن بدائل اقتصادية، فقد استطاعت الدولة المعزولة رغم تعرضها لأشد أنواع العقوبات، الى تقوية الشراكة الإيرانية الصينية، وختمها
بتوقيع اتفاقية استراتيجية مع المارد الصيني لمدة 25عاماً.

وتوجهت ايران نحو آسيا، حيث تتربع روسيا عرش عملاقة النووي، وأصبحت شريكة و داعم قوي لبوتين في ظل العقوبات الدولية والغربية بعد حرب أوكرانيا.

ورغم الأزمات التي فرضتها أميركا وأوروبا على إيران، الا أنها فرضت معادلة جديدة، خففت من حدة العزلة، واستطاعت فتح منافذ لصادراتها النفطية، مما مكنها من تأمين الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي، حيث أثبتت سياسياً أنها من الدول التي تفرض قوتها ونفوذها في كل استحقاق، مستفيدة من شبكة التحالفات الإقليمية.

على سبيل المثال لا الحصر، كانت إيران الداعم القوي للحكومة السورية السابقة منذ عام 2011، وأيضاً دورها المحوري القوي اللا محدود، في لبنان والعراق واليمن وفلسطين، من خلال القوى والفصائل المقربة منها.

هذه التحالفات السياسية والعسكرية، سمحت لإيران عبر اصدقائها بتعزيز نفوذها وبقوة، مما يجعلها لاعب رئيسي في أي تسوية إقليمية.

بالإضافة لهذه الميزات القوية التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا نستطيع أن ننسى الورقة التفاوضية الأساسية، وهي الملف النووي.

إيران لا تتنازل عن حقها، وترفض بشكل قطعي اي مقترح يحرمها من تخصيب “اليورانيوم”، رغم المفاوضات والضغوطات من القوى الكبرى بشكل مستمر، في الوقت الذي يسعى الغرب والعرب معاً لتدمير قوة إيران العظمى، الا انها تبرهن على صمودها وقوتها، وتوظيف هذا الملف كأداة تفاوضية، تضمن لها ولحلفائها دوراً مؤثراً في السياسة الدولية.

رغم الاختبار القوي الذي تعيشه إيران، في الموازنة بين الإصلاح الداخلي وصيانة مكانتها الدولية، تثبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قدراتها العسكرية والاقتصادية واللوجستية، وتظهر حكمتها وحنكتها وقوتها، بتحويل هذه الأزمات والضغوطات إلى أداة قوة، وتفرض وجودها رغم كل التحديات.