العلوم والتكنولوجيا

التنافس الدولي حول الأقمار الصناعية الروبوتية

يمكن تعريف الأقمار الصناعية الروبوتية (Robotic Satellites) بأنها أقمار صناعية مزودة بالتكنولوجيا الروبوتية؛ أي أنها تضم تقنيات الروبوت؛ حيث يمكنها التدخل من خلال الأذرع الروبوتية في إجراء عمليات التقييم والصيانة وإصلاح الأجزاء المتضررة من الأقمار الصناعية الأخرى، كما يمكن استخدامها في الأغراض العسكرية، من خلال مراقبة الأقمار الصناعية لدولها أو الدول الأخرى، والتدخل لحمايتها في حال وجود أقمار صناعية لدول أخرى تحاول الاعتداء عليها أو الاحتكاك بأقمار صناعية مستهدفة. وينطوي استخدام هذا النمط من الأقمار الصناعية الروبوتية على عدد من المزايا المتمثلة فيما يلي:

1– سرعة إجراء عمليات التقييم والصيانة للأقمار الصناعية: تؤدي هذه الأقمار الصناعية الروبوتية مجموعة متنوعة من الوظائف التي تُعَد جزءاً لا يتجزأ من المهام الفضائية؛ بدايةً من مهام البحث العلمي إلى صيانة الأقمار الصناعية الأخرى أو إعادة تزويدها بالوقود في الهواء؛ الأمر الذي يُطِيل العمر الافتراضي لتلك الأقمار الصناعية؛ حيث إن جميع هذه الأقمار يتم إطلاقها دون أي وسيلة لإصلاحها في حال تعطل أي شيء، كما أن معظم الأقمار الصناعية تحتاج إلى الوقود لتعديل مداراتها من حين إلى آخر. وبمجرد نفاد هذا الوقود، قد تتحوَّل إلى حطام فضائي؛ ما يضيف إلى التيار الضخم من الحطام الذي يحيط بالكرة الأرضية. وهنا أيضاً، تستطيع الأقمار الصناعية الروبوتية أن تساعد في التخفيف من مشكلة الحطام المداري الوشيكة من خلال إبعاد الأقمار الصناعية غير العاملة عن المدار.

2– القيام بالمهام الاستخباراتية والمراقبة بكفاءة أكبر: لأنها تكون في الأغلب أقماراً صناعية استطلاعية واستكشافية، فإن الوظيفة الأساسية لتلك الأقمار الصناعية الروبوتية، تتضمَّن قيامها بعمليات التتبُّع ومراقبة الأقمار الصناعية التابعة لدولها أو التابعة للدول الأخرى، والتقاط الصور وإرسالها إلى مراكز التحكم في الأرض.

3– ممارسة المهام الصعبة والخطيرة: يمكن لهذه الأقمار الصناعية الروبوتية أداء مهام قد تكون خطيرة للغاية أو بعيدة أو متكررة بالنسبة إلى رواد الفضاء من البشر؛ حيث إن تصميم هذه الأقمار الصناعية يُمكِّنها من العمل في ظل الظروف القاسية للفضاء، بما في ذلك درجات الحرارة الشديدة والإشعاع والفراغ في الفضاء، ويمكنها أيضاً تنفيذ مهامها بشكل فعَّال مع تدخُّل بشري محدود، كما أن الدمج المستقبلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تلك الأقمار الصناعية، قد يجعلها أكثر استقلاليةً وموثوقيةً وقدرةً على أداء المهام المُعقَّدة دون سيطرة بشرية مباشرة. وحقيقة الأمر، أنه لم يعزز هذا التقدم استكشاف الفضاء فحسب، بل فتح أيضاً إمكانيات جديدة للمهام المستقبلية، بما في ذلك تعدين الكويكبات، واستكشاف الفضاء العميق، وحتى بناء القواعد على الكواكب الأخرى.

4– انخفاض تكلفة الأقمار الروبوتية: حيث إن وجود القمر الصناعي الروبوتي في المدار يُسهِّل عمليات التدخل بسرعة ودون الحاجة إلى تكلفة إضافية لإنجاز المهام التي يقوم بها. وحقيقة الأمر أن التوسع في تلك الأقمار الصناعية الروبوتية سيشكل علامة فارقة في إنجاز عدد من المشروعات العامة والخاصة التي تهدف إلى استخدام الروبوتات في إصلاح وتحسين أداء مليارات الدولارات من الأقمار الصناعية في المدار.

كما يمكن أن تؤدي مثل تلك الجهود إلى إضافة أقمار صناعية أفضل وأرخص تعمل على خفض تكلفة شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة، وتوفر توقعات أفضل للطقس، وتعطي وجهات نظر غير مسبوقة للتغير الكوكبي والكون؛ بل إنها قد تُمكِّن موجة جديدة من الأقمار الصناعية في المدار، مع جيوش من الروبوتات، من بناء الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء وحتى المركبات الفضائية المتجهة إلى المريخ.

5– التدخل لمهاجمة الأقمار الصناعية للدول الأخرى أو تحييد نشاطها: حيث تستطيع الأقمار الصناعية الروبوتية، من خلال وجودها في المدار، إجراء عمليات المراقبة والرصد لأنشطة الأقمار الصناعية للدول الأخرى، وحماية الأقمار الصناعية التابعة لدولها من استغلال الأذرع الروبوتية في التدخل المباشر في حال استكشافها أي خطر من جانب قمر صناعي مُعادٍ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى