عاجل

تطورات غزة تفرض قراءة داخلية متأنية.. والخشية من تفشي الخلافات


لم يكن حزب الله ليستوعب موافقة حركة حماس على بنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، ولم يكن ليصدّق أن الحركة وافقت، من جملة الـ”نعم” التي قالتها، على نزع سلاحها ومغادرة قادتها القطاع إلى أي وجهة يختارونها، وعليه باتت العين على الحزب وعلى ما يمكن أن يقدم عليه في ظلّ الضغوط المتزايدة خارجياً وداخلياً، وقد مرر ترامب من حملة المجاملات التي أطلقها عقب التوقيع على المرحلة الأولى من الإتفاق، الشكر لإيران ومساهمتها في التوصّل إليه. بغض النظر عمّا إذا كان هذا الكلام صحيحاً أم لا، فإن ترامب أراد أن يوحي لحزب الله بأن إيران قادرة على التخلّي عنه في أي لحظة تحقق فيها مصالحها، والعالم بأسره يعرف أين تكمن المصالح الإيرانية، التي يمكن إختصارها بإنقاذ نظام السيد علي الخامينئي وتوقيع اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة، يأتي كسلّة متكاملة مع رفع العقوبات الدولية عن إيران والتي أثقلت كاهلها كدولة وشعب.
حزب الله أصدر بيانين متضاربين حول موافقة حماس على الإتفاق ثمّ لزم الصمت، فيما ركّز إعلامه في الساعات الأولى على وقف العمليات الحربية على الخروقات الإسرائيلية، والأصوات الوزارية المعترضة في الداخل الإسرائيلي على الإتفاق، من دون الموافق الإيجابية التي صدرت عن مكتب بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته جدوعون ساعر، وكأن هذا الإعلام أراد أن يشكك بالتزام إسرائيل بالإتفاق قياساً على عدم إلتزامها باتفاق تشرين اللبناني.
مصادر عسكرية ترى في “اتفاق غزة انتصاراً كاملاً لنتنياهو لناحية استعادة الرهائن والقضاء على حماس، التي قبلت التخلي عن السلطة وبإدارة عربية ودولية للقطاع، وتشير المصادر إلى أن حزب الله بات وحيداً، فالجهة التي ساندها في غزة تخلّت عن سلاحها بعد تدمير غزة، وفي لبنان خسرنا آلاف الشهداء بالإضافة إلى دمار شامل لقرى الحافة الأمامية ولغالبية قرى الجنوب والبقاع وجزء كبير من الضاحية الجنوبية، من هنا على حزب الله أن يتّعظ مما جرى في غزة ويسلّم سلاحه للدولة وليس لإسرائيل كما حاول الشيخ نعيم قاسم أن يصوّر مسألة التسليم، وأن ينخرط بالحياة السياسية بدءاً من الإنتخابات النيابية المقبلة”.
وتسأل المصادر “أين هي قوة حزب الله لردع إسرائيل وأين هو توازن الرعب اللذان أقنعنا بهما على مدى سنوات، ودعت الحزب إلى حقن دماء من تبقى من عناصره وبيئته الحاضنة، وتسليم سلاحه طوعاً ليستخدمه الجيش في الدفاع عن لبنان، أو أن تُقدم الحكومة على تنفيذ قرارها بقوة القانون، لأن الخيار الثالث سيكون على يد الجيش الإسرائيلي ويشكل مقتلة وشبه إبادة كما حصل في غزة”.
في الموازاة تتوقع مصادر نيابية أن يقرأ لبنان بعناية كبيرة كل تداعيات اتفاق غزة، وكل المراحل التالية التي تبقى عرضة لأي إنتكاسة في ما لو تراجع أي من الطرفين عن بند من البنود”. ودعت المصادر للعودة إلى اتخاذ قرار حكيم عبر تطبيق خطة الجيش القاضية بحصرية السلاح، محذرةً من الغرق بالخلافات من قانون الإنتخاب إلى القوانين المالية وتشكيل الوفد الخاص الذي سيتوجّه إلى نيويورك للمشاركة في إجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي، وصولاً إلى العلاقة غير السويّة بين الرئاستين الثانية والثالثة، في ظلّ نزاع كان شبه صامت وخرج إلى العلن عبر الكلام الذي أطلقه الرئيس نبيه بري متهماً فيه الحكومة بعدم الإهتمام بالجنوبيين، وملوّحاً بعدم تمرير الموازنة إن لم تتضمن بنداً واضحاً يخصص لإعادة الإعمار، فكان ردّ من الرئاسة الثالثة تلاه ردّ على الرد وإن جاء مقتضباً على طريقة الرئيس بري، وتلفت المصادر إلى أن الرئاسة الأولى هي الوحيدة التي تحافظ على التوازن في العلاقة مع الرئاستين الأخريين”.
وتخشى المصادر أن تنعكس هذه العلاقة المتوترة بين عين التينة والسرايا الحكومية سلباً على كل الملفات الداخلية، في ظلّ انتهاء طوفان الأقصى إلى ما انتهى إليه، وانتهاء حرب الإسناد بالخسائر التي لحقت بحزب الله ولبنان معاً، آملة من أن ينكب الداخل بشكل جدي على إنجاز المطلوب لإنقاذ لبنان، مرجّحة أن تطلب الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة والصديقة تسريع وتيرة تنفيذ خطة حصرية السلاح. ودعت المصادر إلى ضرورة التنبه إلى إمكانية أن توجه إسرائيل ضربة إلى لبنان لأن الضربة لإيران ستكون مكلفة”.

The post تطورات غزة تفرض قراءة داخلية متأنية.. والخشية من تفشي الخلافات appeared first on أخبار الساعة من لبنان والعالم بشكل مباشر | Lebanonfiles | ليبانون فايلز.

sama

سما برس "سما برس" هي شبكة إخبارية لبنانية شاملة تُعنى بتقديم الأخبار العاجلة والمتجدّدة من لبنان، والعالم العربي، والعالم. تهدف إلى نقل صورة واقعية ومتوازنة للأحداث من مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، نقدّمه بأسلوب مهني وشفاف. انطلاقًا من بيروت، نسعى لأن نكون صوتًا موثوقًا وصلًا بين المتابعين ومجريات الأحداث، من خلال تغطية حصرية وتحقيقات معمّقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى