الثوار السوريون يستعدون لدخول مدينة اللاذقية الساحلية التي تحتضن قاعدة حميميم الجوية الروسية

موقع الدفاع العربي 8 ديسمبر 2024: انهار النظام السوري في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، بعد أن سقط في هجوم خاطف شنه الثوار الذين سيطروا على العاصمة دمشق وأرسلوا الحشود إلى الشوارع للاحتفال بنهاية حكم عائلة الأسد الدموي الذي دام 50 عامًا.

وبعد السيطرة على العاصمة دمشق، ظهرت حشود كبيرة من الثوار السوريين على أبواب اللاذقية، المدينة الساحلية ومعقل الأسد السابق.

Syrian revolutionaries are preparing to enter the coastal city of Latakia. pic.twitter.com/XDbZ3P2q0W

— Clash Report (@clashreport) December 8, 2024

ويبدو أن الخطوة المقبلة للثوار هي السيطرة على اللاذقية، التي تضم قاعدة حميميم الجوية الروسية، والتي تعد من أبرز المواقع الاستراتيجية في المنطقة.

وتجمع حشد من الناس في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، لإسقاط تمثال حافظ الأسد، والد الديكتاتور السوري السابق بشار الأسد، الذي لا يعرف مصيره حتى الآن. وكان من المقرر أن تكون منطقة اللاذقية آخر معقل للجيش السوري بقيادة ماهر، شقيق بشار.

اللاّذقية هي إحدى المدن الساحلية السورية التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، خاصةً في الصراع السوري المستمر. تقع على البحر الأبيض المتوسط، وتعد مركزًا تجاريًا وصناعيًا مهمًا. إلا أن أبرز ما يجعلها محط أنظار في الصراع السوري هو احتواؤها على قاعدة حميميم الجوية الروسية، التي تعتبر من أبرز المواقع العسكرية الروسية في المنطقة.

قاعدة حميميم الجوية، الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية، تعد واحدة من القواعد العسكرية الأساسية التي تستخدمها القوات الجوية الروسية في سوريا. تم استخدامها بشكل مكثف منذ تدخل روسيا في الحرب السورية عام 2015 لدعم النظام السوري ضد المعارضة والجماعات المسلحة. تعتبر هذه القاعدة نقطة انطلاق للطائرات الحربية الروسية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والقاذفات، التي تُستخدم في عمليات قصف للمناطق التي يسيطر عليها المعارضون.

اللاذقية تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة نظرًا لموقعها الجغرافي. فهي تقع على البحر المتوسط، ما يجعلها نقطة وصل استراتيجية بين الشرق الأوسط وأوروبا. هذه الموقع الجغرافي يسهم في تعزيز القوة البحرية والجوّية الروسية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، تُعد القاعدة الجوية الروسية في حميميم نقطة محورية لدعم النظام السوري. من خلال قاعدة حميميم، قدمت روسيا دعمًا كبيرًا للنظام السوري، ليس فقط من خلال الضربات الجوية، بل أيضًا عبر نشر أنظمة دفاع جوي، معدات عسكرية، ومستشارين لتدريب الجيش السوري.

قاعدة حميميم تعتبر أداة هامة للروس في فرض نفوذهم العسكري والسياسي في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام. كما أن وجود قاعدة بحرية روسية في طرطوس (بالقرب من اللاذقية) يعزز من هذه الهيمنة. بالنسبة للنظام السوري، تمثل السيطرة على اللاذقية وخصوصًا قاعدة حميميم الجوية ضمانًا للوجود العسكري الروسي في المنطقة، ما يعزز من قدرة النظام على مواجهة القوى المعارضة له.

تعتبر اللاذقية وريفها أحد أبرز مناطق التوتر في الصراع السوري. في بداية الثورة السورية، كانت المدينة واحدة من نقاط التمرد التي حاولت المعارضة السيطرة عليها، ولكن مع التدخل الروسي، أصبحت المدينة تحت سيطرة النظام بشكل أكبر. هذا التوازن الدقيق بين السيطرة الروسية والنظام السوري يجعل من هذه المنطقة هدفًا استراتيجيًا لفصائل المعارضة السورية.

اللاذقية وقاعدة حميميم الجوية تمثلان حجر الزاوية في التواجد العسكري الروسي في سوريا. سيطرة القوات الروسية على هذا الموقع تمثل دعمًا للنظام السوري وتمنح موسكو نفوذًا استراتيجيًا في البحر المتوسط والشرق الأوسط بشكل عام. ويعد سقوطهما ضربة استراتيجية كبيرة للروس في المنطقة.