موقع الدفاع العربي 6 مايو 2025: رغم الاتصالات الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة والتوصل إلى تهدئة جزئية بين موسكو وكييف، لا تزال قضية الأسلحة التدميرية والسباق نحو امتلاكها تُثير مخاوف متبادلة بين واشنطن وموسكو. أحدث فصول هذا السباق هو صاروخ “سارمات”، المعروف بلقب “الشيطان الثاني”، والذي بدأ يُثير قلقًا متزايدًا لدى الأوساط العسكرية الأمريكية، إذ يعتبره بعض الخبراء قادراً على تدمير العالم بأسره.
ونشرت مجلة “ناشيونال إنترست” تقريرًا مفصلًا عن الصاروخ، أكدت فيه أن الترسانة النووية الروسية ليست الأكبر عالميًا فحسب، بل تُعد أيضًا الأكثر تقدمًا. التقرير وصف “سارمات” بأنه أخطر صاروخ في الترسانة الروسية، خاصة بعد دخوله الخدمة القتالية رسميًا، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قال فيها إن هذا السلاح سيجعل أعداء روسيا “يفكرون مرتين”.
صاروخ “الشيطان الثاني”، الذي كشف عنه بوتين لأول مرة في عام 2018، جذب الانتباه الدولي منذ ذلك الحين، نظرًا لقدراته المتقدمة وحمولته الضخمة، ودوره المحوري في الاستراتيجية النووية الروسية. يبلغ مداه أكثر من 11 ألف ميل، ما يمكّنه من الوصول إلى أهداف في أي مكان على سطح الأرض. وبحسب التقارير، يستطيع الصاروخ الواحد حمل ما يصل إلى عشر أطنان من الرؤوس الحربية، متفوقًا بفارق كبير على معظم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
يمثل “سارمات” انعكاسًا لتطور الصناعات العسكرية الروسية، في وقت تسعى فيه موسكو للحفاظ على توازن استراتيجي مع الولايات المتحدة، من خلال امتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات من الجيل الجديد.
وفي هذا السياق، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ميك ميلروي: “نحن نقترب اليوم من احتمال الدخول في سباق نووي جديد. أوروبا لم تعد تنظر إلى الولايات المتحدة كالحليف النووي القوي الذي كانت تعتقده، وهناك أيضًا قلق متزايد في الشرق الأوسط من احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي”.
وأضاف: “إذا تمكنت دولة ما من تطوير سلاح نووي محمول على صواريخ عابرة للقارات، فإن ذلك يشكّل تهديدًا كبيرًا.”
وقال في رد على تقارير تزعم أن صاروخ سارمات قادر على تدمير منطقة بحجم ولاية تكساس: “شخصيًا، لم أسمع عن سلاح – حتى النووي منها – قادر فعليًا على تدمير مساحة بهذا الحجم، فذلك يتطلب آلاف الرؤوس النووية”.
ميلروي أشار أيضًا إلى أن الجدل مستمر بشأن ما إذا كانت الصواريخ الروسية قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية، معتبرًا أن موسكو قد تستغل هذا النوع من الأسلحة لترسيخ فكرة التكافؤ النووي مع واشنطن.
وأوضح أن روسيا تمتلك أكثر من 5000 رأس نووي، كما هو الحال لدى الولايات المتحدة، لكن المرحلة القادمة من السباق تتمثل في القدرة على اعتراض هذه الصواريخ، عبر دروع متطورة أو باستخدام أنظمة ليزرية، وربما منصات فضائية يمكنها استهداف الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها.
ورغم تقارير عديدة أفادت بفشل عدة اختبارات لصاروخ “سارمات”، تواصل روسيا الترويج له، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى موثوقيته. واختتم ميلروي بالقول: “أي سلاح لا ينجح في اختباره، لا يُعد فعالًا، ولا يستحق استثمار الوقت أو الموارد فيه. الدول الغربية، بطبيعة الحال، لا تعتمد سلاحًا إلا بعد إثبات جاهزيته التشغيلية، بينما قد تلجأ بعض الدول الأخرى إلى الترويج رغم غياب الفعالية الفعلية”.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-06 17:01:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل