مانشيت إيران: خلاف أميركا وإسرائيل.. حقيقة أم محاولة لتضليل إيران؟

ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“سياست روز” الأصولية عن غزة: كل ثلاثة أيام وجبة غذاء

“كيهان” الأصولية: العجز في مواجهة اليمن جعل العدو مجنونًا

“اخبار صنعت” الاقتصادية: ثلاثة ملايين سيارة متهالكة تُثقل كاهل إيران

“رويش ملت” الإصلاحية عن رئيس الهلال الأحمر: انفجار ميناء رجائي سببه عدم الحيطة

“ستاره صبح” الإصلاحية عن العواصف الترابية: جهنّم الأتربة والغبار

أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الأربعاء 07 أيار/ مايو 2025

رأى الكاتب الإيراني علي آهنكر أنّ إيران اعتبرت وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فرصة لبناء تواصل بنّاء مع الولايات المتحدة، مستندة في ذلك إلى تقييم استراتيجي يرى في سيطرة ترامب على واشنطن مدخلًا لتحقيق تفاهمات سياسية واقتصادية ونووية مع الولايات المتحدة والعالم.

وفي مقال له في صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، لاحظ الكاتب أنّ الجهاز الدبلوماسي الإيراني بقيادة وزير الخارجية عباس عراقتشي وبوساطة فعّالة من سلطنة عمان شارك في ثلاث جولات تفاوضية وصفت جميعها بأنها “إيجابية وبنّاءة”، من دون ترجمة ذلك إلى نتائج ملموسة، حيث واصلت واشنطن فرض العقوبات و تصاعدت تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتابع آهنكر أنّ رفض الجانب الأميركي لمقترح اتفاق مؤقّت مع إيران واقتراب المهلة المحددة سابقًا للتوصل إلى اتفاق من نهايتها من دون تحقيق تقدّم، خلقا حالة من الغموض العميق بشأن نوايا واشنطن الحقيقية، عما إذا كانت تسعى حقًا لحلّ تفاوضي أم تماطل حتى تفعيل آلية “الزناد” وإعادة عقوبات مجلس الأمن.

وأشار الكاتب إلى أنّ إسرائيل قد تكون أكثر من مجرّد “الشرطي السيئ” في هذه المعادلة، حيث يمكن أن تستعدّ لتحرّك عسكري إذا انهارت المفاوضات، خصوصًا في ظل تهديداتها الصريحة بتدمير البرنامج النووي الإيراني.

وقال آهنكر إنّ خيار إيران بالحوار مع ترامب والجمهوريين لم يكن ناتجًا عن خوف، بل استند إلى دروس مستخلصة من تجارب تفاوضية غير مجدية مع إدارتَيْ الرئيسين الأميركيين السابقين باراك أوباما وجو بايدن.

وختم الكاتب بأنّ مستقبل الدبلوماسية مرهون بسلوك واشنطن، فإن أظهرت حسن نية، ستكون إيران مستعدّة لفتح كل نوافذ المصالحة، أما إذا استمر الضغط والتهديد، فستضطر إيران إلى إعادة النظر في نهجها.

في سياق متصل، اعتبر  الكاتب الإيراني مسعود أكبري أنّ تصوير وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية للخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الملف النووي الإيراني بوصفها “انقسامًا استراتيجيًا” هو تضليل إعلامي يخدم مصالح الأعداء ويقوّض وعي الداخل الإيراني.

وفي مقال له في صحيفة “كيهان” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ بعض وسائل الإعلام الرسمية المقرّبة من الحكومة كوكالة “إرنا” وصحيفة “اعتماد”، سوّقت لفكرة وجود “شقاق عميق” بين تل أبيب وواشنطن حيال طريقة التعامل مع طهران، رغم أنّ الوقائع والتجربة التاريخية تؤكد أنّ أي خلاف أميركي – إسرائيلي يبقى خلافًا تكتيكيًا، بينما يجمعهما هدف استراتيجي واحد هو كبح نفوذ إيران.

وتابع أكبري أن تصريحات قادة إسرائيل وترامب، بالإضافة إلى التعاون الوثيق في مجالات الاستخبارات والعمليّات التخريبية، هما عاملان يؤكدان التنسيق الكامل بين الطرفين في ما يتعلّق بإيران، لافتًا إلى أنّ تبادل الأدوار بين “الضغط الناعم” الأميركي و”الإرهاب الصريح” الإسرائيلي ليس إلا توزيعًا وظيفيًا داخل مشروع واحد.

ووفق الكاتب فإنّ التعاون العسكري والتكنولوجي، واللقاءات الأمنية المتواصلة بين مسؤولي الطرفين، وتاريخ الاغتيالات والتخريب في المنشآت النووية الإيرانية، هي عوامل تدلّ بوضوح على أنّ الاختلاف الظاهري بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يعدو كونه جزءًا من استراتيجية “الشرطي الطيب والشرطي السيئ” لتضليل صانع القرار الإيراني.

وأكد أكبري أنّ الرهان على وجود تباينات جوهرية بين واشنطن وتل أبيب هو رهان خاسر، داعيًا الإعلام الرسمي الإيراني إلى عدم الوقوع في فخ الدعاية الغربية وعدم المساهمة في تعزيز سردية العدو، بل التحلّي باليقظة في معركة الوعي والمواجهة الإعلامية.

على الصعيد الصحي، لاحظ الكاتب الإيراني محمد حسین فرقداني أنّ ایران تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى قطب علاجي بارز في مجال علاج العقم، وهو إنجاز لا يلبّي فقط الحاجات الداخلية، بل يؤسّس أيضًا لفرصة اقتصادية كبيرة من خلال تفعيل السياحة العلاجية.

وفي مقاله في صحيفة “وطن امروز” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ وزير الصحة الإيراني أعلن استعداد بلاده لاستقبال مرضى العقم من باكستان، مشجّعًا على انتقال هذا المجال من جهود فردية إلى منظومة منسّقة ومؤسّسية قادرة على الإسهام في الاقتصاد الوطني.

وكشف فرقداني أنّ نحو 20% من الأزواج الإيرانيين يعانون من العقم، بما يعادل نحو ثلاثة ملايين زوج، وقد ساهمت التغطية التأمينية الشاملة بنسبة 90% بتسهيل حصولهم على العلاج الشامل للأدوية والفحوصات والتقنيّات المتقدّمة كحفظ الأنسجة التناسلية.

ونوّه الكاتب إلى أنّ تطوّر علاج العقم في إيران لا يُسهم فقط في علاج الأفراد، بل يُعدُّ أداة مهمة لمواجهة تحدّي الشيخوخة وانخفاض الولادات، مما يساعد في تجديد البنية السكانية وتعزيز ثقافة الإنجاب.

وبحسب فرقداني فإنّ مراكز إيرانية كبرى مثل “رویان” و”ابن‌سینا” تستقبل حاليًا مئات المرضى من أكثر من 20 دولة، من بينها دول متقدّمة، مما يدلّ على الثقة العالمية المتزايدة بالخدمات الطبية الإيرانية، خاصة مع توافر جودة عالية وتكلفة منخفضة تصل إلى ثلث تكلفة العلاج في الغرب.

وذكّر الكاتب بوجود سوق ضخمة مجاورة، مثل باكستان التي تضم أكثر من أربعة ملايين زوج عقيم، مشيرًا إلى أنّ تمكّن إيران من جذب 5% فقط منهم يعني أنّ آلاف المرضى سيتوافدون سنويًا، مما ينعكس إيجابًا على قطاعات السياحة والفنادق والنقل.

وختم فرقداني بأنّ إيران لا ينبغي أن تكتفي بدور مركز استقبال المرضى، بل يمكنها أن تتحوّل إلى ملتقى إقليمي ودولي في علاج العقم، مما يعزّز مكانتها العلمية ويفتح أبواب التعاون الدبلوماسي والطبي.