التقرير السياسي اليومي
الثلاثاء 6 ربيع الاول 1446
الموافق فيه 10 ايلول 2024
✍🏻لم يرضخ رئيس الحكومة الإسرائيلية ، بنيامين نتنياهو، لضغط الجمهور الذي ملأ الساحات السبت الماضي، في تظاهرات عُدّت الأضخم في العامَين الماضيَين، إلا أنها لا تزال قاصرة عن دفع نتنياهو إلى التنازل وإبرام صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
📰 صحيفة الأخبار كتبت تقول: أصبح واضحاً أن الولايات المتحدة أجّلت طرح مقترحها الجديد لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، لسبب واحد، هو تيقّنها من أن المقترح لن يلقى قبولاً، ليس فقط لدى حركة «حماس»، بل أيضاً لدى تل أبيب. ويأتي ذلك على رغم أن واشنطن تبنّت، عملياً، المطالب والشروط الإسرائيلية التي طرحها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في تموز الماضي، وعدّلت المقترح الذي كان أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أيار الفائت، وخصوصاً ما يتعلّق بمسائل جوهرية، من مثل إنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وتفاصيل تبادل الأسرى، وما يرتبط بـ«الفيتو» الإسرائيلي على أسماء عدد من الأسرى من أصحاب المحكومات العالية، و«لائحة الإبعاد» التي لوّح بها المفاوضون الإسرائيليون. ولمّا رفضت حركة «حماس» هذا «الانقلاب» في الموقف الأميركي، من دون أن تصل إلى مرحلة إعلان انتهاء المفاوضات، على أمل التوصّل إلى مقترحات تسوية، جاء الأميركيون وأعلنوا عن تحضيرهم مقترحاً جديداً، بالتعاون مع مصر وقطر، على أن يجري طرحه على الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، على طريقة «خذه أو اتركه». وبحسب ما علمته «الأخبار»، لم يتمكّن الأميركيون من تحصيل أي تنازلات حقيقية من الجانب الإسرائيلي، بل «لجأوا إلى تبنّي الشروط الإسرائيلية، وإن بطريقة مخفّفة شكلياً، عبر الحديث عن الانسحاب من المناطق المكتظّة في محور فيلادلفيا، وكذلك بالنسبة إلى مفاتيح تبادل الأسرى، حيث تبنّوا مسألتَي «الفيتو» والإبعاد». وبناءً عليه، قرّر الأميركيون تأجيل طرح مقترحهم، وخرجوا في حملة جديدة تتّهم المقاومة الفلسطينية بعرقلة التوصّل إلى اتفاق، وتحمّلها مسؤولية فشل المفاوضات. وهو ما أعلنه بوضوح أمس، مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي في «البيت الأبيض»، جون كيربي، عندما قال إن «حماس هي العقبة الرئيسية أمام التوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة»، مشيراً إلى أن «حماس غيّرت بعض شروطها بشأن وقف إطلاق النار في غزة». وترافقت هذه الاتهامات مع حملة ضغوط جديدة على المقاومة، من خلال الوسيطين المصري والقطري؛ إذ كشف موقع «أكسيوس» الأميركي أن «الرئيس جو بايدن سيعقد اليوم اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لمناقشة الطريق المسدود الذي وصلت إليه مفاوضات الرهائن»، مضيفاً أن «مستشاري بايدن طلبوا من مصر وقطر زيادة الضغط على حماس للتراجع عن مطالبها الجديدة»، ووصفوا مطالب «حماس» الجديدة المزعومة، بأنها «مُبالغ فيها».
وفي هذا الوقت، كشفت «القناة 13» الإسرائيلية أن «إسرائيل والولايات المتحدة حاولتا عقد قمة أخرى للمفاوضات، لكنّ مصر رفضت». وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، للقناة، إن «مصر غاضبة من تصرّفات نتنياهو، كما أن قطر أيضاً لم يعجبها الأمر». وبحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين، فإن «المصريين شعروا بأن نتنياهو جعل منهم جمهورية موز، وكانت الرسائل التي نقلوها فظيعة». وتجلّت ذروة الغضب المصري، عقب المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو الأسبوع الماضي، حيث رفضت مصر، بحسب المصادر، عقد اجتماعات جديدة، باعتبار أنها «اجتماعات فنّية تستهدف مناقشة بعض النقاط التي سبق أن طُرحت». كما عبّر المسؤولون المصريون، لنظرائهم الأميركيين، عن اعتقادهم بأن «استمرار مطالبة إسرائيل بمعرفة أسماء وأحوال الأسرى الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، أمر شبه مستحيل في ظلّ الظروف الميدانية الحالية». وفي المقابل، قال «ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية»، إن «نتنياهو لم يمنع عقد أي قمة، وسياسته هي مواصلة المفاوضات رغم الصعوبات». وأضاف أن «نتنياهو يقدّر السلام مع مصر، ويعتقد أن السيطرة على فيلادلفيا أمر حيوي لأمن إسرائيل (…) ولا يوجد أي تعارض بين السلام مع مصر والسيطرة الإسرائيلية على المحور الحدودي».
على وقع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمنافسة المحمومة بين المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، كشفت «القناة 13» الإسرائيلية، عن أنه في نقاش أمني حساس، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن «ترامب يفهم التحديات التي تواجهها إسرائيل بشكل أفضل». ومن دون أن يشير إلى هاريس مباشرة، أضاف: «ستكون لدينا مشكلة مع الطرف الآخر». وردّ مكتب نتنياهو على ذلك بالقول إن «التقرير غير صحيح والكلام لم يُقل». وفي سياق متصل، كشف تقرير في صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، أن «إحدى أولى المكالمات الهاتفية التي سيجريها ترامب، في حال انتخابه، ستكون مع نتنياهو»، حسبما أفاد مصدر متصل بحملة المرشح الجمهوري. وأضاف المصدر، بحسب الصحيفة الفرنسية، أنه «من المتوقّع أن يُبلغ ترامب نتنياهو بأنه يمهله حتى الأول من كانون الثاني/ يناير لوقف الحرب في غزة».
📰صحيفة البناء كتبت تقول: لا تبدو واشنطن جاهزة لتقديم مقترحها الجديد للخروج من الاستعصاء التفاوضي حول اتفاق غزة، كما وعدت، وفيما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم وجود فرصة لتحقيق اختراق تفاوضي في ظل تمسك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ببقاء قواته في محور فيلادلفيا، هربت واشنطن كما جرت العادة الى تحميل حركة حماس مسؤولية تعطيل فرص التوصل إلى اتفاق، وسُحب من التداول كلام الرئيس الأميركي عن عدم قيام نتنياهو بما يلزم للتوصل إلى اتفاق. وقد ربطت مصادر متابعة للمشهد الأميركي بين كلام البيت الأبيض الموجه للتقرب من مؤيدي كيان الاحتلال في المشهد الانتخابي، وبين المناظرة التي تجري اليوم بين المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كمالا هاريس. وتأتي المناظرة على خلفية فشل ذريع للرئيس جو بايدن في مناظرة سابقة مع ترامب أدّت إلى تنحيه عن السباق الرئاسي، ويراهن الديمقراطيون كما يراهن الجمهوريون على المناظرة كفصل حاسم في المنافسة.
في المنطقة جذب الانتباه مشهد التصعيد العسكري في الغارات الاسرائيلية على سورية التي حصدت أربعة عشر شهيدا، وسط تساؤلات عما إذا كانت هذه الغارات هي الطريق للتغيير الذي تحدث عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على جبهة الشمال التي اشتعلت أمس بصواريخ وطائرات حزب الله المسيّرة التي بلغت نهاريا، وهل يشكل التصعيد في سورية كركن في محور المقاومة ومركز قيادة وسلاح وذخائر لقواته، خطة بديلة عن حرب على حزب الله يرغب قادة الكيان بشنها ويخشون نتائجها؟ وهل هذا التصعيد هو ما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذّر منه وتوقع حصوله قبل خمسة أسابيع، معتبراً أن سورية سوف تكون معنياً أساسياً به؟
في المنطقة ايضاً بقي الأردن جاذباً للأضواء بعد عملية الكرامة التي نفذها الشهيد ماهر الجازي، وكان الحدث البارز هو مستوى الحضور العلني للاحتفالات الشعبية بالشهيد الجازي، وحجم المشاركة فيها، سواء في العاصمة عمان أو في محافظة معان الجنوبية وعشيرة الحويطات حيث ينتمي الشهيد، واللافت هو التباهي والتبريك بشهادة الجازي وسط تفاعل إيجابي من السلطات الأردنية مع رواية أهل الشهيد والاحتفالات الشعبية، وفي منتصف ليل أمس انتقل الخبر إلى الحدود المصرية مع غزة مع تناقل وسائل إعلام الاحتلال تقارير عن عمليّات دهس لجنود الاحتلال على الحدود مع مصر، وورود أنباء عن إطلاق نار خلال الحادث، الذي قالت وسائل الإعلام في الكيان إنه اشتباك مع مهربين، نافية كالعادة أن يكون تعبيراً عن حالة الغليان التي تشهدها كل البلاد العربية في ظل التوحش الإجرامي للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خصوصاً في غزة.
وكرّر العدو الإسرائيلي تهديداته بالتحرّك العسكريّ لتغيير الواقع في الشمال، وبعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي تقييمًا للوضع في الجبهة الشمالية مع أعضاء هيئة الأركان العامة، وتطرّق إلى “استهداف مبنى في نهاريا، بواسطة مسيّرة لحزب الله”.
وأوضح هاليفي بأن “استهداف حزب الله لعمارة سكنية هذا الصباح يُعتبر حادثاً خطيراً، وهو ما ينطبق أيضًا على استهداف سكان المنطقة الشمالية”. وزعم أن “الجيش يعمل بقوة على الساحة الشمالية، وهو على أهبة الاستعداد ولديه خطط عملياتية جاهزة، وهو مستعدّ لأداء كل مهمة سيكلف بها”.
ووضعت مصادر في فريق المقاومة هذه التهديدات في إطار الحرب النفسية ضد لبنان للضغط لوقف العمليات العسكرية لحزب الله ضد شمال فلسطين المحتلة ورسالة تطمين للمستوطنين المهجَّرين الذين يحمّلون الحكومة مسؤولية الفشل بإعادتهم إلى مستوطناتهم قبل بدء العام الدراسي وأيضاً لمحاولة احتواء دعوة بعض أجهزة الأمن والقيادة العسكرية والجناح الديني المتشدد في الحكومة لاستخدام القوة العسكرية لإبعاد خطر حزب الله عن الحدود. ولفتت المصادر لـ “البناء” إلى أن “المقاومة لن تخضع لهذه التهديدات ولن توقف جبهة الإسناد قبل توقف العدوان على غزة وفي الوقت نفسه مستعدة لكافة الاحتمالات وستتصدّى لأي عدوان إسرائيلي بالشكل والسلاح المناسب وفق المعادلات التي أعلنها السيد حسن نصرالله وكرّستها المقاومة في الميدان من بداية الحرب”.
وشدّدت المصادر على أن “مَن يستطيع شنّ حرب خاطفة على لبنان مع نجاح بإبعاد خطر حزب الله وإعادة الأمن الى الشمال لكان فعل ذلك منذ بداية الحرب ولا يحتاج الى ذريعة، علماً أن الذريعة كانت جاهزة عندما رد حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر ولم يجرؤ العدو على ذلك خوفاً من قوة المقاومة وفي ظل عجزه واستنزافه في جبهات غزة والضفة واليمن، وبالتالي أي عدوان واسع على لبنان لن يحلّ المشكلة بل سيعمّق أزمة العدو”.