عاجل

خبير عسكري: الدفعة الصاروخية الإيرانية كانت دقيقة وسببت دماراً كبيراً

موقع الدفاع العربي – 15 يونيو 2025: قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن الدفعة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل اتسمت بدقة عالية، وأسفرت عن دمار كبير، ما يشير إلى استخدام صواريخ متطورة وذكية قادرة على تجاوز الدفاعات الجوية والوصول إلى أهدافها الحيوية بفعالية.

في الساعات الأولى من الهجوم، أفادت المعلومات الأولية – نقلاً عن مصادر استخباراتية إسرائيلية – بأن نحو 50 صاروخاً في طريقها إلى تل أبيب، ما استدعى تفعيل صافرات الإنذار بشكل واسع. ورغم العدد المحدود نسبياً، فإن حجم الدمار الظاهر على الأرض أثار تساؤلات جدية: كيف أحدث هذا العدد القليل من الصواريخ تأثيراً بهذا الحجم؟

وقال الفلاحي أنه لا شك أن ما نشهده هو جزء من الرد الإيراني الذي توعدت به طهران رداً على الهجمات الإسرائيلية، حيث صرحت مصادر إيرانية أمس بأن الهجوم شمل إطلاق أكثر من 2000 صاروخ بمعدل عام على إسرائيل. إلا أن التقديرات الميدانية الإسرائيلية لم ترصد سوى 50 صاروخاً في هذا الهجوم الأخير، ما يثير تساؤلات حول توازن العدد مع مستوى التأثير.

ووفقًا له، فإن التأثير الكبير رغم قلة العدد يعود إلى القوة التدميرية العالية للصواريخ المستخدمة، والتي من المرجح أنها تحمل رؤوساً حربية ثقيلة. كما أن دقة الإصابة تشير إلى أن هذه الصواريخ لم تُطلق بشكل عشوائي، بل استهدفت مواقع استراتيجية بعناية.

وقال أن إطلاق الصواريخ تزامن مع وصول أسراب من الطائرات المسيّرة، الأمر الذي أربك منظومات الدفاع الجوي. ويُعتقد أن هذه المسيّرات لعبت دوراً في تشتيت الدفاعات، ما سهّل عبور الصواريخ إلى أهدافها. وقد تبيّن أن العديد من الطائرات المسيّرة وصلت فعلاً إلى العمق الإسرائيلي، في ما يبدو أنه هجوم مزدوج مُنسّق بين إيران واليمن.

ولفت إلى أن رغم محدودية الهجمات من اليمن، إلا أن التنسيق الزمني بين الضربات الصاروخية والمسيّرات الإيرانية ساهم في إغراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية. هذا التشتت أدى إلى فشل الدفاعات في اعتراض نسبة كبيرة من الصواريخ، التي بلغت أهدافها بدقة ملحوظة، وأحدثت دماراً واسعاً في تل أبيب وشمال إسرائيل.

اللافت أن الحرس الثوري الإيراني أعلن استخدام صواريخ ذكية في هذا الهجوم، منها “عماد”، و”قادر”، و”خيبر”، وهي صواريخ تتميز بقدرة عالية على المراوغة وتجاوز الدفاعات الجوية. وتفيد التقارير بأن بعض هذه الصواريخ تفوق سرعتها 10 ماخ، كما هو الحال مع صاروخ “فتاح-2” الذي يستخدم تقنية الانزلاق الهجومي ويصعب اعتراضه.

وقد أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة مشاهد لاستهداف مزدوج، حيث يُلاحظ انفجار أول يتبعه آخر، ما يعكس مدى دقة التخطيط الإيراني لهذه الضربة. ووفق وكالة “فارس” الإيرانية، فإن الصواريخ المستخدمة كانت تكتيكية، موجهة، وتعمل بالوقود الصلب، ومزودة برؤوس شديدة الانفجار.

وتشير التقارير الفنية إلى اختلافات كبيرة بين أنواع الصواريخ المستخدمة، سواء من حيث مدى التأثير أو سرعة الصاروخ أو نوع الرأس الحربي. فصاروخ “عماد” مثلاً يبلغ مداه نحو 1700 كيلومتر وسرعته تصل إلى 11 ماخ، بينما يتميز صاروخ “فتاح” بسرعة تتجاوز 13 إلى 15 ماخ، ما يجعله من بين الأسرع في الترسانة الإيرانية.

في المحصلة، يبدو أن إيران اعتمدت على صواريخ نوعية لا على الكمية، مستفيدة من دقتها وقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية، لتوجيه رسالة قوية مفادها أن تل أبيب لم تعد بمأمن من الضربات الدقيقة حتى لو كانت محدودة في عددها.




نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400


Back to Top


JOIN US AND FOLO

نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-06-15 08:15:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

sama

سما برس "سما برس" هي شبكة إخبارية لبنانية شاملة تُعنى بتقديم الأخبار العاجلة والمتجدّدة من لبنان، والعالم العربي، والعالم. تهدف إلى نقل صورة واقعية ومتوازنة للأحداث من مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، نقدّمه بأسلوب مهني وشفاف. انطلاقًا من بيروت، نسعى لأن نكون صوتًا موثوقًا وصلًا بين المتابعين ومجريات الأحداث، من خلال تغطية حصرية وتحقيقات معمّقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى