عاجل

الحرب ضد ايران الإنجاز والتحدي

هآرتس 15/6/2025، اهود باراك: الحرب ضد ايران الإنجاز والتحدي

الإنجاز العملياتي الاستخباري في ايران مثير جدا للانطباع. هو نتيجة تخطيط بعيد الرؤية واستعدادات دقيقة وتنفيذ دؤوب. كل ما لم يكن موجود في 7 أكتوبر. هذا مصدر تفاخر لنا جميعنا وتعزيز كبير للردع ومكانتنا في المنطقة. الفضل للطيارين والموساد والاستخبارات العسكرية والمخططين ومتخذي القرارات الحاليين، وأيضا لهرتسي هليفي ويوآف غالنت وحتى لنفتالي بينيت ويئير لبيد.

جميعنا ندرك أننا في بداية امتحان طويل ومؤلم. الإنجاز الأول حقا يمس بدرجة كبيرة الموارد والامكانيات، بما في ذلك مجال الطاقة، وبالطبع المعنويات الإيرانية. ولكن بالنسبة للتهديد الذي يتمثل في ان ايران ستصل في التوقيت الذي تحدده لتفجير منشأة نووية في الصحراء من اجل اثبات قدرتها أو رغبتها في بناء سلاح نووي أول وعشرة امثاله بعد ذلك، هذا التهدد كان وما زال ماثل امامنا.

في 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي بتشجيع من إسرائيل، كانت ايران بعيدة عن ذلك حوالي 18 شهر. الآن هي دولة عتبة نووية. لقد ضربنا منشآت مادية للمشروع النووي وتضررت أيضا منشآت وقدرات، ولكن لم تؤجل قدرتها إلا لبضعة أسابيع من اجل التوصل الى السلاح النووي، لأنه توجد لديهم مادة متفجرة لعشر قنابل ومعرفة كيفية انتاجها. جيل المنشآت القادم تم بناءه بعمق 800 (حسب الوكالة الدولية للطاقة النووية فانهم يخفون هناك الأجزاء الحساسة للبرنامج).

الحقيقة هي أنه أيضا الأمريكيين لا يمكنهم الآن تأخير وصول الإيرانيين الى السلاح النووي لاكثر من بضعة اشهر. واذا كان الامل في أن ضربة إسرائيل ستعيد ايران الى طاولة المفاوضات سيتحقق، فهذا جيد. ولكن اذا لم يكن الامر كذلك فان الطريقة الوحيدة بالنسبة للولايات المتحدة لمنع ايران من التوصل الى السلاح النووي ستكون اعلان حرب على النظام نفسه حتى يتم اسقاطه. إسرائيل لا يمكنها فعل ذلك لوحدها. وحسب تقديري فان ترامب لن يدخل الى معركة كهذه. فقراره هزيمة الحوثيين مثلا صمد لستة أسابيع تقريبا.

ربما حتى أننا سنسرع العملية. اذا اختارت ايران الانطلاق نحو السلاح النووي بذريعة أن العدوان الإسرائيلي (التي هي حسب منشورات اجنبية دولة نووية لم توقع على اتفاق منع انتشار السلاح النووي) يخلق عليها تهديد وجودي ولا يترك لها أي خيار عدا عن الاندفاع نحو السلاح النووي.

بنظرة إسرائيلية يوجد منطق للعملية: لن نقف في الجهة المقابلة عندما حانت اللحظة الأخيرة للقيام بمحاولة لمنع وجود سلاح نووي عسكري لإيران، حتى لو كان شك في أن ننجح. من كان يجب ان يعمل في اعقابنا هو الولايات المتحدة، التي كل رؤساءها في الجيل الاخير تعهدوا بأن لا تصبح ايران دولة نووية. واذا قامت ايران بتسريع السير نحو السلاح النووي فان الولايات المتحدة هي “المذنبة” في ذلك.

لكن أجواء النشوة في الشارع وفي البث وفي اعلان نتنياهو عن إزالة التهديد النووي الإيراني، كل ذلك سابق لاوانه وبعيد عن الواقع. ومثلما أشار وبحق رئيس الأركان ايال زمير فانه يجب علينا الحفاظ على التواضع وعلى ارتباط متزن بالواقع. امامنا حقا امتحان ثقيل وطويل ومؤلم. عندما نكون في داخله فانه من المهم وجود استعداد لدينا جميعنا للتشارك في حمله. ولكن يجب أن نطالب القيادة بحكمة ومسؤولية بادارته. يجب أن نطالب بأنه على خلفية هذا الإنجاز سيتم البدء في عملية فورية لتحرير المخطوفين وانهاء الحرب في غزة. واذا كان يمكن أيضا القيام بالتطبيع مع السعودية، وأن تتوقف الحكومة على الفور عن الانقلاب النظامي والسعي الحثيث لتفكيك المجتمع الإسرائيلي. كلما استمر بفضل الحرب تحويل إسرائيل الى ديكتاتورية فعلية فانه من الضروري مواصلة العمل على استبدال الحكومة ورئيسها، صحيح، حتى في الحرب. أيضا في بريطانيا تم استبدال حكومة تشمبرلين بحكومة افضل منها في ظل ازمة دينكرك في لحظة حاسمة لا مثيل لها.

الامتحان امامنا. مطلوب منا التفكير من البداية، عيون مفتوحة، استعداد للعمل معا بقدر الإمكان ومواجهة أيضا في الداخل اذا اقتضى الامر.

 

 

 

نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-06-15 14:05:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى