يديعوت احرونوت: فلنعلن عن النصر ونعود الى الديار
يديعوت احرونوت 23/6/2025، ناحوم برنياع: فلنعلن عن النصر ونعود الى الديار
بعد عشرين شهرا مضنية، مليئة بالنذور العسيرة، فان الرؤية تتشوش. من الصعب ان نلاحظ البشرى الطيبة حين تأتي. نتائج القصف الأمريكي في ايران أمس استقبلت من قبل خبراء عسكريين بنبرة خفيفة من خيبة الامل. فقد نجح الإيرانيون من أن يخرجوا من المفاعل في فوردو عتادا ومواد قبل الأوان، كما يقولون؛ الدمار كان شاملا اقل من التوقعات؛ شيئا ما من قدرة التخصيب بقي كاملا. نريد المزيد.
حتى لو كان في هذه التقارير ما هو حقيقي، فانها تفوت الامر الأساس: القصف الأمريكي جلب الشرق الأوسط كله الى مفترق تاريخي. كازينو ترامب أوقع دفعة واحدة وابلا من قطع القمار في أيدينا. الان هو الوقت لان نأخذ المال ونقطع الاشتباك.
بكلمات أخرى: ان نقول للرئيس الأمريكي شكرا، ابدا لن ننسى ما فعلته من أجلنا. انت الأعظم. لدينا طلب صغير آخر، تماما بيننا: رجاء افرض على ايران وعلينا وقف نار. ليس بعد أسبوعين، ليس بعد شهر – الان.
لماذا؟ لأننا وصلنا الى النقطة التي قل فيها انتاج الإنجازات والثمن المحتمل يرتفع. المصابون في المباني التي أصيبت بصاروخ، الطائرة التي من شأنها الا تعود، ثمن النفط الذي من شأنه أن يرتفع شاهقا، الحرب التي من شأنها أن تتعقد. اعلن النصر وارحل الى الديار، اقترح السناتور ليفورد كيس على الرئيس جونسون في حرب أخرى.
لماذا؟ لان الجيش متوتر حتى اقصى الدرجات؛ لان الخليط بين الزمن الضائع والضرر المتراكم لا يبشر بالخير. أمس زرت احد المواقع التي أصيبت في تل أبيب. عمارة سكنية واحدة مدمرة وعشرات، وربما مئات المنازل التي تضررت. أناس مذهولون ينظرون بصمت الى ممتلكاتهم الضائعة. الأطفال أيضا. الثمن لا يقاس فقط بعدد القتلى.
لماذا؟ لانه لعله توجد هناك فرصة حقيقية لتغيير مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط.
لست أنا وحدي توصلت الى الاستنتاج بانه حان الوقت: يشاركني في ذلك كثيرون وطيبون في أجهزة الامن، هنا وفي الولايات المتحدة. وهو لا يستند الى الاماني بل الى تحليل واعد للواقع. سأحاول التفصيل. العمليات الإسرائيلية في الأيام السبعة الأولى من الحرب تتلخص بنجاح لامع، ثمرة عمل سنين، باستثمار هائل من المال والمقدرات. ولعل اهم الانجازات هو تصفية العلماء. نحن نقول علماء ونفكر باناس يلبسون الرداء الأبيض الذين ينكبون على اختباراتهم في المختبر. خطأ: الأشخاص الذين صفوا كانوا مطوري سلاح، رؤساء برامج، خبراء اعلى. مثلما يحصل في دول أخرى، في إسرائيل أيضا، التطويرات التي عملوا عليها دفعت الى الامام في أحيان قريبة قرارات الزعيم وصممتها. تصفيتهم تخلق فراغا لسنين.
لقادة الجيش الذين صفوا سيوجد بدائل: لكن نظاما من نوع ايران الذي يطالب قادة الجيش بالولاء المطلق للزعيم وللرؤيا سيجد صعوبة اكبر من أنظمة أخرى لملء الفراغ.
لا يقل أهمية: تحققت سيطرة جوية مطلقة في غربي ايران. واتاحت السيطرة لسلاح الجو أن يضرب منشآت الإنتاج، ومنصات الاطلاق والمنشآت النووية، مما نظف الطريق لطيران القصف الأمريكي. مشكوك أن كان ترامب سيقر الهجوم لو تخوف على أمن طياريه وطائراته.
لقد عانت معالجة نتنياهو للنووي الإيراني من الأخطاء. فقد اخطأ في محاولته احباط الاتفاق النووي من خلف ظهر أوباما واخطأ بالضغط الذي مارسه على ترامب في ولايته الأولى بالانسحاب من الاتفاق دون أ ن يطرح بديلا.
لكن بدونه ما كان ليكون الهجوم الحالي على ايران. أولا، هو، بقوة إقناعه، جلب خطوة ترامب هذه، الرئيس الذي روج للانعزالية واقسم الا تنشب حرب في عهده؛ ثانيا، هو الذي اتخذ القرار. يحتمل أن رئيس وزراء آخر كان سيعمل مثله، لكن هذا كان هو، في ورديته. هو الرأس وهو المسؤول. يمكن التشكيك في جدوى الهجوم على ايران، لكن لا يمكن الغاء المساهمة الهامة لنتنياهو.
لقد عرف كيف يدخلنا الى ايران. مشكوك أنه يعرف كيف يخرجنا من هناك. مثلما في غزة، يصعب عليه الانهاء. واليوم لا يوجد من يساعده على الخروج، لا في الكابنت ولا في العائلة. الرجل الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ذلك هو ترامب.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: natourcenters.com
| بتاريخ: 2025-06-23 13:20:00
| الكاتب: Karim Younis
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي